وجِداري يحـمينـي!
في حُلمك تهرب...
تشربُ من نهرٍ مالح يوقد ظمأك...
تتصارعُ، ترغبُ في أن تخسر!
علّكَ لا تستيقظ أبدًا...
علّكَ تتخلص من وحشِك هذا، علّكَ يومًا تغضب!
********************
في نهارِك... مصحوبًا بالقهر من أُمٍ مكلومة...
لطبيبٍ قفْر العقل...
لن يتمكن يومًا قط أن يفهم مآساتك...
فيُرجِح حالك لكونِك طفلٍ،وكونِ كوابيسك
خيالات ليلية وحسب ...
إنه لا يفهم أن الأمرَ عظيمٌ... عِظمَ الفقر !
********************
ثُم تعودُ هُناك إليه...
تقتُلكَ تلك النظرةِ في عينيه، لا يرأفُ بسكونِك...
كونِكَ مسكينٌ لا يشفع لك...ولا كونِكَ في الحُزنِ رهين!
تتركه يُعنف أُمك عن فعلٍ أحمق ارتكبته...
يسألُها ما بال ولدنا أراه مصحوبًا لطبيب؟!
وما بال الكوابيس تنالُ من هذا المسكين!
ما عاد الولدُ طفلَ صغير،ألم يتعدى لتوِه التسع سنين؟!
********************
أتذكرُ هذا اليومِ تمامًا...
يومُ ظننتُ أنهم سيقيموا عليّ حدَ السرقة!
كوني أكلتُ بيدي اليُسرى،
كوني كتبتُ بيدٍ أُخرى غير المفروضة عليّ!
يومها نهروني أشدّ النهر،قهروني أجمّ القهر...
تركوني حبيس الغُرفة طويلاً، لا أسمع سوى كلماتٍ تتكرر...
(كُل بيمينك... اكتب بيمينك... نم على يمينك) !
فبِتُ أنامُ يميني...
كون جداري بجواري يحميني مما قد يأتي إليّ.
********************
في يومٍ قالوا نومَكَ على جنبٍ أيسر هو نومُ الكافر،
ويمينُك يجعلُ منك المؤمن...
فبتُ أنام على الجنبين،ولم أشعرُ بأيّةِ فارق.
أنا كأنا...مكلومٌ ضائع، مؤمن لا يفهم معنى الكافر
أو كافر لا يفهم معنى الإيمان!
********************
يوم رأوني على وجهي أنام...
يومها ظنّوا أني استحييتُ المُنكر...
يومها أدركتُ أن الخطبُ بأعظم...
وأن النومةَ هذه نومةُ شيطانٍ فاجر!
لكني لم أرَ أيّة شياطينٍ فُجر.
********************
أتذكرُ هذا اليومُ الفائت، لما سمعتُ حديثًا عذب...
كونِك على ظهرِكَ نائم، كونِك تتأمل
قد يجعلُ ذلك منك العالم!
فأمِلتُ في تلك الليلة... ربما أضحيتُ كذلك يومًا،
لولا حديثه إليّ...يومها أخبرني:
"يا ولدي ما كُنت لتكون من العلماء... ولو بعد عناء"
يومها أدركتُ الرغبة العُظمى لدي...
أني في حاجة إلى شيطاني الأخرق...
فمسحتُ بوجهي في فراشي كمراسم لإستدعائه،
وشعرتُ برغبة في تحطيمِ وجهٍ أحمق...
يومًا عنفني،ويومًا أشفق، ويومًا رغِبَ لو أنّي لم أولد قط !!
********************
في ذاتِ الليلة، لم أتمكن من نومي...
في ذاتِ الليلة،رأيتُ عبارة...
أتذكرُ يوم أن كتبتها الأُم بدمِها فوق جداري !
وكأني أراها الآن لأول مرة...
وفي لحظة صار شيطاني خيالاً جامح.
********************
في ذاتِ الليلة، وأِلتُ يميني وصرتُ أُرددها...
في ذاتِ الليلة،ما عادت أحلامي تأتيني...
والنهرُ المالحُ أمسى عذبًا يرويني...
يومها أدركتُ لأولِ مرة معنى إيماني،
وكونَ جداري يحميني.
TNT
15/4/2010
faze3a ya tare2 bgd 7lwa awy..da 3`eer en el mwakef de 7salt m3ana kolna ana bela zaat :D:D
ReplyDeletewallahi bnfs el 7ewar elly enta swarto da..
wasfak gamel w kalmatak sahla w tewsal lely by2ra bshola..fe kalam kteer tany bs msh 2dra now :)
keep going..
tarekkkkkkkkkkk !!!!!!!!!!!!!!!1
ReplyDeletebgd noo comment !!!!
momken tkoun a7la 7aga enta katabtaha bgd !!!
bgd phenomenal !!!
ي ذاتِ الليلة ...
وأِلتُ يميني ..
وصرتُ أُرددها ..
في ذاتِ الليلة ..
ما عادت أحلامي تأتيني ..
والنهرُ المالحُ أمسى عذبًا يرويني !
bgd kol 7etta fiha a7la mn el tanya : )
amazing ya tare2 !!
- ايسسو ..
ReplyDeleteخلاص .. انا حاعيط .. كفاية كده ^ ^
هو اكيد محصلش معاكي بنفس القهر ده يعني ..
!!
وهي عموما المواقف دي ممكن تحصل ببساطة ..
لكنها في النهاية رموز لمواقف أعظم ممكن بتصول لنهايات قوية جدا ..
لكن ده ببساطة فكر واحد صغير عانى في حياته
عانى معاناة نقدر نلخصها في مكان واحد هو السرير اللي بينام عليه مش اكتر !!
ثانكس ايسسو ..
: ))
- نهير ..
ReplyDeleteمش عارف ليه كنت حاسس إن الحتة دي حتعجبك ..
هيهي
أصلها عجباني أنا كمان ..
بجد مش عارف اقولك ايه ..
يا رب تكون عجبتك فعلا ..
ثانكس ناناو ..
: ))
T
المرة دي فعلاً أنا مش عارفة أكتب كومنت ..
ReplyDelete:D
بص يا طارق ،، أنا مش هعلق على الأسلوب،، أنا هركز على الفكرة ،، لأن مستوى أسلوبك ده أمر مفروغ منه ،، ويمكن حد يفيدك أكتر في الموضوع ده ،، فهتكلم عن طريقة عرضك للفكرة:
- مبدئيًا كده ،، أنا حاسة إن في تأثر في البوست دي بالبوست اللي كتبتها:
يوم قال لي "أنه كافر" !
:D
- المهم ،،
- تقسيم الخاطرة لفقرات ،، ساعدك أوي في الخاطرة دي في إنك تدي كل جزء من الفكرة حقه ،، يعني محستش إنك كتبت جزء كده عشان تكتبه وخلاص ،، كل جزء بيضفلي معنى جديد ،، والفكرة بتكتمل معايا كقارئ أكتر .. ويمكن ساعد القارئ برضه في تنظيم الأفكار اللي إنت بتعرضها .. يعني في هدوء كمان لما بتنتقل من جزء للتاني
------------------------------------
- عجبني جدًا الحلم اللي كتبته في الأول واستخدمته بعد كده ،، زاد الخاطرة عمق في رأيي فوق ما تتصور أكتر من حالة لو بدأت على طول ب: "في نهارِك !
مصحوبًا بالقهر ...
من أُمٍ مكلومة ..."
------------------------------------
- اختيارك للبيئة اللي الولد عايش فيها ،، أكتر من موفق،، وفكرة إنه بيروح لدكتور يتعالج وكده ،، ونفس الفكرة لأستخدامك:
كوني أكلتُ بيدي اليُسرى !
كوني كتبتُ بيدٍ أُخرى ..
غيرِ المفروضة عليّ !
( كُل بيمينك ... اكتب بيمينك ... نم على يمينك ) !
يمكن ده أكتر حاجة وضحت تعنت الأهل ومدي قسوتهم على الولد ..
- كالعادة برضه،،
في يومٍ قالوا ...
نومَكَ على جانب أيسر ...
هو نومُ الكافر !
ويمينُك يجعلُ منك المؤمن !
فبتُ أنام على الجنبين ...
ولم أشعر بأيّةِ فارق ..
- الجزء ده من الحاجات اللي رسمت بيها شخصيتك كويس وأثقلت جانب الطفوله عنده وأنه لسه في مرحلة صراع نفسي بين الصح والغلط .. وأسلوبك نفسه وضّح ده:
أنا كأنا ..
مكلومٌ ضائع !
مؤمن لا يفهم معنى الكافر !
أو كافر لا يفهم معنى الإيمان !
لكني لم أرَ أيّةِ شياطينٍ فُجر !
---------------------------------------
فمسحتُ بوجهي في فراشي كمراسم لإستدعائه !
* إبتدءًا من الجزء ده ،، بتفكرني بمسرحية إسمها
Dr. Faustus
* ولما قرر البطل يعمل اتفاق أو عهد مع الشيطان واستدعاه ،، مع مراعاة الفارق بين النصين والهدف من الحكاية دي في كل واحد منهم..
--------------------------------
في ذاتِ الليلة !
رأيتُ عبارة ...
أتذكرُ يوم أن كتبتها الأُم
بدمِها فوق جداري !
عارف لو مكنتش كتبت الجزء ده ،، كنت هقول إن أسلوبك مبقاش زي زمان،، جزء ممكن يكون صادم للقارئ لأول وهلة بس أضاف للشخصية جدًااااااا ،، ويمكن دي من أكتر الحاجات اللي بتميز أسلوبك
------------------------------------------------
بس كده عشان طولت أوي الرة دي بس فعلاً النص يستحق
:D
أكيد ممكن يكون في عناصر فيها قصور بس أنا كنت عاوزة أركز على الإيجابيات لأنك فعلاً أبدعت في النص ده وأكتر حاجة عجبتني بجد رسمك لشخصية الولد ،، و بالنسبة لي النص أصبح في مكانة نص "رسالات العهد الزائف" .. ويمكن أسلوبك بقى فيه تغيير شوية عن قبل كده ،، للأحسن وبصراحة عجبني هنا أكتر بكتير من نص "أراك من بعيد" ..
May God Bless You, T !
:=D>
PS. msh kol feen w feen el wa7ed ye2ralak 5atera ,, Keep it Up ; )
- لطيفة ..
ReplyDeleteالكومنت تقريبا اطول من الخاطرة ..
هيهيهي
الله يكرمك بقى ^ ^
على فكرة ..
توقعت ظنك بإن الخاطرة لها علاقة بالبوست "يوم قال لي إنه كافر "
بس هي ملهاش .. دي جاية من مُنطلق ..
والتانية من مُنطلق تاني خالص .. : )
بجد نو كومنت على كومنتك ..
ثانكس لطيفة ..
: )
T
أها ،، همّ مختلفين ،، بس حسيت إن فيها تأثر شوية ..
ReplyDelete:D
Thanks enak 2areet kol da :D
يومها نهروني أشد النهر !
ReplyDeleteقهروني أجم القهر !
تركوني حبيس الغُرفة طويلاً ...
لا أسمع سوى كلماتٍ تتكرر ..
( كُل بيمينك ... اكتب بيمينك ... نم على يمينك ) !
والله ما لاقي كومنت اعبر بيه عن مدي شعوري بالعمل ده . بجد طارق النص ده في منتهي الروعة والرقي . انا بجد اندمجت جدا مع الشخصية . انت اجدت اووي رسم الشخصية وتحديد ملامحها لدرجة اني تخليت وانا بقرا النص الرائع ده .
النص ده في حاجة مختلفة مش عارفه احددها بس هو اختلاف للاحسن جدااااااااااااااا
this deep tarek that' s my first impression.
ReplyDeleteالفكرة طبعا جديدة جدا وانت طبعا عبرت عنها بأسلوب جديد بس فعلا ارجع واقولك انى بحييك عالفكرة لانها غير تقليدية ومعبرة واعتقد ان مشكلة بطل القصة مشكلة منتشرة حاليا وه السبب فى بلاوي كتير بتحصل ده من فهمى للقصة
keep it up ..
just
ReplyDeletewOOOOOOOOW
فكرة جديده جدا من شخص غريب كل يوم اكتشف فيه حاجة جديده بس اسلوب حلو قوي و فيه عمق و شبه الحوار اللي في القصة اضاف لها كتير مش مجرد احساس داخلي للطفل و خلاص
ReplyDeletego on Tarek و ربنا يوفقك
This comment has been removed by the author.
ReplyDeleteالفكرة حلوة فعلا وأسلوبك وصلها بصورة سلسة ومتصاعدة
ReplyDeleteوعجبنى إنك وصلت كذا فكرة بإيجاز
"ما عاد الطفل صغير ألم يتعدى تسع سنين"
الجزء ده عجبنى لأنه ببساطة جدا فهمت منه فكرة أن الأهل أحيانا بيحرموا الإنسان من طفولته الداخلية لمجرد سنه بقى كذا وفى
رأيى إنها مستمرة دائما
"نهرونى أشد النهر قهرونى أشد القهر"
هنا بتتضح فكرة التعليم بالترهيب مش بالإقتاع وده الى بيؤدى لوجو صراع فى نفس الطفل
"كون جدارى بجوارى يحمينى"
فكرة إن الأهل يبقوا مصدر الخطر النفسى للطفل و الجدار ألين منهم وأصبح كإنه مصدر الحماية الوحيد
وعجبنى تعبير "النهر المالح أمسى عذبا يروينى" :)
استمر وربنا يوفقك أكتر فى كل مرة