Tuesday, April 26, 2011

المُسلمون مُضطهــدون... مـسرحـية !

 
*تنويه: لمُحبي التأويل... أوّل على مزاجك... في النهاية هذا نقل للمشهد بحذافيره.

ا
لمُسلمون مُضطهدون...
مسرحية واقعية حدثت بالفعل- مسرحية من مشهد واحد.


- المكان/ ساحة مُتسعة بالإسكندرية.
- الزمان/ أحد القيامة- 24 أبريل 2011.
- الشخصيات/ 
أقباط يحتفلون - جموع سلفية - ليــبرالــيــان (مُثنى ليبرالي)- 
صبيّ- شيخٌ سلفي- شاب سلفي- مُصوّر- مُقاطِع 1- مُقاطِع 2- 
بائعة المناديل- جماهير.


(يُفتح الستار ليكشف عن ساحة واسعة أمام مبنى يبدو شكله كنصف قُرص عملاق، وفي الخلفية صورة لبحر، يمتد أمامه رصيف يقف عليه بعض الجماهير... توجد أصوات سيارات في المكان، ثم تتداخل أصوات صاخبة لجموع غاضبة، وتظهر جماعة كبيرة من المُتظاهرين الشباب والرجال والسيدات)

- الجموع (تهتف): "إســلامــية... إســـلامــية..."

(يرفع المُتظاهرون مجموعة مُختلفة من اللافتات، تحمل بعضها صورًا لسيدة وأخرى مكتوب عليها...
مُضطهدون مُضطهدون... المُسلمون المصريون...)

- الجموع: "إسلامية... إسلامية... مش قِبطية ولا علمانية.."

(تتكاثر النظرات على مشهد التظاهرة، والتي تتوقف فجأة في الساحة.. يخرج العديد من الجماهير كاميراتهم وهواتفهم المحمولة ويبدأون في تصوير المشهد... ثمـ يظهر مُصوّر كبير السن يحمل كاميرا ضخمة، ويخترق بعض الصفوف المُغايرة تمامًا لللجموع السلفية...)

- المُصوّر (يُحادث نفسه): "يـــلا بينـــا... شوفوا نازلين لكم امتى... يوم العيــد"

(يقف مجموعة من الأقباط الذين خرجوا للاحتفال بأحد القيامة، وينظرون للجموع السلفية نظراتٍ مُحتقِنة)

- سيدة قبطية (لزوجها وأولادِها المشدوهين): "طيب هم عاوزين ايه مننا بالضبط؟!!... عاوزين ايه؟!"

(تتوقف أصوات الهتاف فجأة... وينتبه جميع المُتظاهرين إلى حيث وقف صبيّ لم يتعدّ العاشرة، فوق أحد السيارات التابعة للمُظاهرة والتي تحمل عدد ثمانٍ من السماعات الضخمة، ثم يبدأ الصبي الصغير في خُطبة الناس...)

- الصبيّ:
" الســلامــُ عليكمــ ورحمة الله... لـــقد... لـــقد... وإنـــنا... وســوف... والله هو المُستعان... والله أكبــر...
ولا... وإنـــما... ولا حول ولا قوة إلا بالله... والسلامــــــ عليكمــ ورحمة الله وبركاته..."

(يُنهي الصبيّ خُطبته، وتُصفق له الجموع بحرارة، وتتعالى صيحات الإعجاب... الله أكبر... يا ولدي...
ثم يصعد شيخٌ سلفيّ له هيبة، ويبدأ في تكرار الخطبة ذاتها، ولكن بصوتٍ جلَل..)


(يقترب شابان من الوقفة، يبدو عليهم التحرر، ويوحي مظهرهما أنهما لــيبـراليــان، ويُثير الشكوك حول ديانتهما... حيث أنهما يُحققان مُعادلة مُتناقضة الأطراف ألا وهي... الأصــلــع، وذو الشــعر الكانــيــش...)

- الأصلع: "ايه ده... ايه ده اللي هم فيه ده..!!"

- ذو الشعر: "بجد... استفزاز غير عادي... شوف الوقفة... شوف التوقيت اللي نازلين فيه يتظاهروا !"

- الأصلع: "لأ وبُص... شوف اليافطة مكتوب عليها ايه!"

- ذو الشعر (يقرأ بصدمة): "المُسلمون مُضطهدون... قـــلــبــي !!"

(تُصفق الجموع بقوة بالغة، فيرفع ذو الشعر الكانيش يديه في الهواء تحيةً لهم، لكنه يتبين أن التصفيق والتهليل للشيخ السلفي الذي أنهى خُطبته للتو...)

(يظهر شاب سلفي يوزع بعض الأوراق، ثم يتقدم نحو الليبرالييْن، ويُعطي كليهما ورقة... يرفض الأصلع، بينما يأخذها ذو الشعر الكانيش وينهمك في قرائتها...)

- الشاب السلفي: "أنتم عارفين ايه اللي حصل ولا لأ؟!"

- الأصلع: "لأ.. هو ايه اللي حصل؟!"

- الشاب السلفي: " فيه أختنا في القاهرة، كانت مسيحية وأسلمت، وللأسف قتلوها هي وزوجها وأبنائها.."

- الأصلع: "والكلام ده حصل امتى؟!"

- الشاب السلفي: "اتعرف على اسمك الكريم الأول.."

- الأصلع: "مــحـمــد"

(يتنفس الشاب الصعداء، ثم يلتفت للشاب الليبرالي الآخر..)

- ذو الشعر: "طــارق"... (ويغمز بعينه)

(يبدو الشك على الشاب، ثم يستكمل ما بدأه من حوارٍ مع الأصلع)

- الشاب السلفي: "حصل من قيمة كام يوم كده.."

- ذو الشعر (يُقاطعه): "طيب وكاتبين ليه في الورقة إنه حصل امبارح؟!"

- الشاب السلفي (لا يُجيب):
"وإحنا هنا ينطالب بحقوقها، وحقوق كل المسلمين... والقَصاص والقضاء العادل..."

- الأصلع: " بس يعني مع احترامي الشديد لحضرتك، هو اشمعنى يعني التوقيت الحالي لوقفتكم دي... هو انتم مش كده بتخلقوا فتنة طائفية إحنا في غِنى عنها في الفترة الحالية؟!"

- الشاب السلفي: "لأ... بس إحنا كده بقينا الطرف المظلوم... ولا يجوز إننا نتنازل عن حقوقنا..."

(فجأة... يتكاثر الجمع حول الشاب السلفي والليبرالييْن... فيظهر مجموعة مُختلفة من شباب السلف، بشكل مُثير للريبة، وينضمون للاستماع إلى الحوار... حتى يٌقاطع البعض منهم حديث الأصلع...)

- الأصلع: "طيب ما انت لو فكرت في الطرف التاني... يعني لو فرضت مثلاً... مثلاً.. إن حد مُسلم واستنصر... وجيت انت قتلته، مش هم برضه ممكن يفكروا زي ما انتم بتفكروا....و...."

(يتدخل أحد الأشخاص، ويُقاطع الحديث...)

- مُقاطِع 1:
 "مـــــا هـــو انـــتـــ لـــمــّا تِـــسلمـــ الأول..... ســـاعتــها حتبقى تفكر وتـــعرف تــتكــلــمــ"

(يتفاجئ الأصلع، بينما يتدخل ذو الشعر الكانيش للرد عليه...)

- ذو الشعر (يُطرقع أصبعه) :
"على فكرة الراجل مُسلم... اسمـه محمد..."

(يُغادر المُقاطع رقم 1 قبل أن يُتِمــ ذو الشعر جملته...)

- الأصلع: "ايه يا جماعة... انتم كترتم كده ليه... انا باتكلم مع واحد بس ... عادي يعني..."

- الشاب السلفي (للمُحاوطين): "خلاص يا رجالة.. خلاص خلاص.. إحنا بنتبادل وجهات النظر مش أكتر..."

- الأصلع (يهدأ): "وبعدين انت مردتش عليا برضه... هو انتم كده مش بتخلقوا فتنة طائفية..."

- الشاب السلفي: "لأ.. وليه نخلق فتنة طائفية... وبعدين هم اللي ابتدوا في الأصل..."

- الأصلع: " بس برضه... إحنا في توقيت غير مُناسب لكده... يعني مش بكل بساطة تخرج وتقول إن فيه 80 مليون مُسلم مُضطهد.. انتم كده كلامكم غير واقعي على الأقل... وبعدين افتكر كده أيام حادثة كنيسة القديسين... لمـــّا..."

(يتدخل أحد المُحاوطين، ويُقاطع الحوار بحدة مُبالغة)

- مُقاطِع 2: "وهـــو انـــتمــ لــسه... مــفكــرين... إنـــنـا إحـــنا اللــي عمــلنا حادثــة كنيسة القديــسيــن!!"
(ثُمـ يُغادر بعد إنهاء جملته)

- ذو الشعر (بدهشة للشاب السلفي):
"يا عم.. ما قلنا لكم إحنا مُسلمين والله زينا زيكم... الراجل اسمه محمد يعني!!"

- الشاب السلفي: "ايوه والله... خلاص خلاص يا جماعة.. أنت قلت وجهة نظرك... وأنا باحترمها..."

- ذو الشعر (يتدخل أخيرًا):
"معلش يعني.. بس اسمح لي أقول لك حاجة... "

- الشاب السلفي: "اتفضل طبعًا.."

- ذو الشعر: "أنا واحد مثلاً ملهوش في السياسية..."

- الشاب السلفي (يبتسم): "ده ملهوش علاقة بالسياسة.."

- ذو الشعر:
"ايوه ماشي... اسمعني للآخر بس... أنا مليش في السياسة، مكنتش أعرف عن الموضوع ده للأسف علشان مش متابع... بس أنا قريت الورقة اهو... والموضوع استفزني... ومعنديش مانع أقف معاكم في الوقفة دي... بس يعني خلينا نتكلم بصراحة... هو ايه اللي المُسلمون مُضطهدون... هي بذمتك مش دي جُملة مُستفزة برضه؟!"

- الشاب السلفي:
" يا أخي ما هو الموضوع بقى قضية حقوقية... طالبين فيها قضاء عادل..."

- الأصلع: "حقوقية... ليك حق.. بس مش تيجي تتظاهر بعدها بكام يوم ومخصوص في يوم زي النهارده!!"

- الشاب السلفي: "أنا فهمت وجهة نظرك خلاص، واحترمها..."

- الأصلع: "طيب.. خلاص... تمامـــ"

(يُغادر الشاب السلفي، وينفض الجمع وينضم لبقية التظاهرة التي تبدأ في التحرك من جديد... بينما يهم الأصلع وذو الشعر بالخروج من المسرح... يقف ذو الشعر للحظة ويُلقي بنظرة فاحصة على الجمع، جمعٌ مُنظم، هناك البعض قد ارتدى ملابس تنظيم المرور وتأكد من تنظيم التظاهرة... والجميع يحمل نفس الهيئة تقريبًا... الذقن، الأرجل، والهتاف... هنُاك سيارات مُحملة بأجهزة صوتية ضخمة، ومُصورين مخصوصين لتصوير التظاهرة...
وفي الجانب الآخر من المسرح هناك سيدة عجوز رثة الثياب تبيع المناديل الورقية وسط الجمع...)

- بائعة المنــاديل:
"مناديل... مناديل يا شيخنا... مناديل... ربنا يُنصر... مناديل..."

(يخرج ذو الشعر من جانب المسرح... ويستمر الهتاف... وهُناك ورقة مُلقاة على أرضية المسرح مكتوب في ذيلها... ونحن ندعو عُقلاء النصارى المصريين على شتى طوافئهم للانضمام إلينا في مطالبنا العادلة التي تحفظ أمن مصر وكل المصريين...)

خِــــتـــامـــ

Tarek Nader
26 إبريل 2011

Sunday, April 24, 2011

ســأشتاقُ إليــك !


(هـوَ) 

اليومـ... اقتربتْ مني كثيرًا، 
تركتني أجولُ في عينيها، 
وأشاهدُ نفسي أسيرًا.

اليوم... كانت أجمل بكثير، 
وكأنها تدري أني بقيتُ ذليلاً .. 
مُنتظِرًا أن تأتي وتصحبُني، 
لنموجَ سويًا في بحرِ العشقِ طويلاً.

اليوم... 
أدركتُ أني لن أبقى بعد وحيدًا. 
------
(هــيَ)

اليوم... نظرَ إليَّ مليًا... 
حدقَ في عينيّ... 
كان الأمرُ جليًّا... أنه يعشقُني...
وما فيها ؟! فإني أُبادله العشق. 

اليوم... رغبتُ في أن نبقى سويًا، 
فبقيتُ جواره طويلاً.
------

(هـوَ) 

في الأمس... أذكُرُ خجلي، 
وكم كنتُ بريئًا .. 
أذكُرُ كمَّ الرهبة في أن أحادثها لوهلة .. 
كم كنتُ في صمتي عليلاً...
في الأمس... ألقتني بنظرة ألقتني بعيدًا... 
وفي لحظة... اغتالت روحي... 
أدمت صدري .. 
جعلتني أرغبُ في أن أمضي سريعًا... 
لكنها رحلت... 
وتركتني وحيدًا. 
------
(هــيَ)

في الأمس... لم أدرِِ ماذا أفعل... 
لم يبدُ قويًا ! 
أبصرتُ الضعف في عينيه بريقًا... 

أتخافَ العشقَ يا قلبي ؟ 
ما بالك؟ .. إن العشقَ مُباح ! 

لم أدرِ ماذا أقولُ إليه... 
فكفاني نظرة عفوية أصابته بحيرة ! 
لم أدرِ ماذا أفعل ... 
لستُ أندم .. فالندم لن يكفيك عُذرًا .. 
سوف أرحل .. فلتبقَ وحيدًا.
------

(هـوَ) 

في الغد... كانت أسرعُ مني حديثًا... 
جائت بالعشقِ بأكمله في كلمة وحيدة... 
قالتها ورحلت !! 
لم تجعل لي أي أهمية... 
بل حتى لم أسمع ما هي تلك الكلمة.
 
آهٍ... كم كنتُ مُغفل ! 
فالعشقُ ظلامٌ يا قلبي... يأبى أن يتبدد،
يختلقُ الرهبة ويتجدد، 
ويتركني وحيدٌا ! 
------
(هــيَ)

في الغد... لم أعرف كيف أودعه... 
لم أعرف كيف سأخبره أني على وشك الركبِ بعيدًا ! 
كيف سيستوعبُ ذلك، 
أن حكايةَ عشق مريرة  لم تتعدَ اليومين. 

كم كنتُ ذليلة وأنا أنظرُ في عينيه في تلك اللحظة،
كم كنت ضعيفة بكلماتي... 
لا أدري حتى إن كان سمعها 
"سأشتاقُ إليك" 


9 مــايـو 2009

تحــدي اللــيمونــة !


وإحنا ماشيين... خير اللهم أجعله خير !
قُلنا نعمل تحدي في الكتابة ..
نكتب قصة قصيرة عن (لــيمونة) !!
وفعلاً.. بدأنا وأنهينا ... تحدي الليمونة !!


* أيها السادة... هذه ليست قصة واحدة... بل قصـتان !
واحدة قصيرة جدًا، والأخرى أقصر منها بكثير !!
وكلا القصتين عن (ليمونة !)

القصة الثانية مكتوبة بواسطتي..
والأولى مكتوبة بواسطة الرفيق العزيز (محمد جمال) .. وفي قولٍ آخر (دوبي)...
أي أن ما ستقرأونه دمج ما بين كتاباتي المُعتادة في المُدونة واستضافة المُدونة لكاتبٍ ضيف ..

أترككم الآن... مع ... تحدي الليمونة !


-1-
"اللــيمونة!"

* شكـوّا كُل صباح طعمها اللاذع... لكنهم لمـ يعـوّا شكواهـا وهُم يضغطون عليها.

Doppy
24 إبريل 2011



-2-
"تطهــير!"

* التقطها، تحسســها، لمـ يتبين حقيقة لونها في الليل... ثُمـ نصـفّها وتلذذ بعصرِها، واثقــًا أنها المُطهِر الأمثل لما سيحتسيه، ومُتناسيًا أن مِثلَ هذه الرغبة لا تكـون في الخَفــاء، وأن تطهــيرَ الضمائر لن يـأتــي بليـمونــة.

T
24 إبريل 2011



Friday, April 22, 2011

أيُ ثبــات ؟!


قبــل مُفارقتِـها للحــياة، قضيتُ ليلتـي إلى جوارِها أبكي... ليس استعدادًا ولا فِطرية الموقف، لكن كون لا أحد سوانا سيشهدُني أبكي، وأفرّط -لساعات- في ثباتٍ افتخرتْ دائمًا أنني أملُكه. 

T
22 أبريل 2011

Thursday, April 21, 2011

فُــرصة !




لمّـــا أجفلت عينيها لحظة، استحضرت القُضبان وحاصرت نفسها بنفسها، ثُمـ أدعّت الحُزنَ بمهــارة...
كُلُ ذلك لتمنحه فُرصة ظنّ أنه لن يحوزها أبدًا... أن يفُكَ كربَ أحدهم ويُزيلَ عنها الحصار، فيخلُق لكليهما ابتسامة مُتبادلة.

T
21 أبريل 2011

Monday, April 18, 2011

5 X 7 Guest Writer: Universal Symmetry !



"يخــلق من الشبـــه أربعـــين !"
                                 مثل شعبي...

* هل فكرت مرة في هذه الجملة التي نتداولها دائمًا ؟!
* فُلان يشبه فُلان، ويتهيأ لك أنك رأيت هذا الشخص من قبل... في حين أنك لم تراه.
* لكن هل ينحصر هذا الشبه (الأربعيني) في الشكل وحسب ؟!
* وهل لاحظت في مرة التشابه في الشكل والأفعال وطريقة الحديث بين شخصين أو أكثر ؟!
* وماذا عن التشابه والتماثل في الأرواح... هل سألت نفسك من قبل أن هُناك من يمتلك روحًا تُشابه روحك في رونقها الخاص ؟!
* ثُم تأتي فكرة أن في مكانٍ ما بالعالم ستجد شخصًا ما قد يكون في كثير من الأمور مثلك تمامًا !!

* إنها السيمترية والتشابه في الكون... مخلوقات الله العظيمة المُختلفة، والتي لن تجد فيها مخلوقين مُتشابهين... لو أنك فقط تأملت وبدأت التفكير في أمور عجيبة كفكرة السيمترية وغيرها... رُبما ستصل لما سنصل إليه هُنا...

أنا شخصيًا لن أكتب في هذا الموضوع -ليس الآن- حيث أن مُدونة (خليك في حالك) تتشرف باستقبال أول كاتب ضيف بالمُدونة..
كاتب بأسلوب خاص، أسلوب مُختلف تمامًا... وموضوع غير مُعتاد... والأهم من ذلك أن الكاتب أو الكاتبة (مجهول) رفض الإفصاح عن هويته...
سأترككم للاستمتاع والتفكير...
وسيرد الكاتب الضيف المجهول عليكم بنفسه : ))
أما أنا فسأسرد وجهة نظري الشخصية بالموضوع وردًا على الكاتب في مقال مُنفرد في القريب العاجل بإذن الله..

T
18 أبريل 2011

Universal Symmetry


كُنت أتحدث مع أصدقاء لي مرة -كأي مرة- وأخذتنا النظرات والكلمات إلى حديثٍ بعيد سمعت به صوتًا يقول...
"أنا أؤمن بالسيمترية في الكــون"...

لا أتذكر من قالها أو كيف جاء ردي، ولكن أتذكر أني أيّدت هذا الصوت بشدة... وكأي حوار مع أصدقائي بدأنا وأنهينا حديثنا في ظروف غامضة... شأننا شأن السُحب التي تلتقي ببعضها في السماء، أحيانًا تصطدم ببعضها مُصدرة مؤثرات صوتية وبصرية من برقٍ ورعد، وأحيانًا أخرى تكتفي بالتجمع في سلام عند نقطةٍ وهمية في السماء، لتُشكل أشكالاً يتخيلها المتأملون على أهوائهم... وأيًا كان لقائي هذا بالاصطدام أو السلام فهو يُنتج في النهاية أحلـــى كـــلام !!!

طبعًا أنا سرحت كتير في موضوع السحاب ده، وأخدتني اللغة العربية لدرجة إني نسيت أنا كنت حاتكلم عن ايه... اها... افتكرت... (السيمترية في الكون) !


* بدايةً لا أعرف من أين أبدأ...
يا ســـــلام، وأنا قاعد ليه ومضبط الإضاءة والمكان... علشان أقول مش عارف!!
لكن في الحقيقة، لا أعرف من أين أبدأ... ولكن لحظة... أظنني بدأت من دون أن أدري، فلا أحد يعرف متى يولد ومتى يموت... لا أحد يعرف أين يبدأ الكون، وأين ينتهي !...
ورغم إيماني أن هناك حتمًا بداية ونهاية لكل شيء... لكن نجد نقطة الخلاف هي في (متى) و (أين)...

وإذا ربطنا هذه الجُمل بموضوع السيمترية في الكون التي هي الموضوع الرئيسي للطاولة المستديرة في رأسي الآن، هل مضمونها في الاختلاف في الكون ؟!
 -عندك... ايه العبط ده، منين سيمترية ومنين اختلاف-

لأ .. بجد .. ازاي... براحة كده وركزوا معايا، لإن شرحي للفكرة اللي في دماغي فيه سيمترية مع الولادة القيصرية...
أني أرى الكون في حد ذاته هو حلقة متصلة من السيمترية والاختلاف في نفس الوقت فسيمتريته في أن//
* كل مخلوق له بداية ونهاية...
* المُحيطات لها بداية ونهاية...
* البحار لها بداية ونهاية...
* الأنهار أيضًا لها بداية ونهاية...

 ولكن هذه الاختلافات أن الماء منه المالح ومنه العذب -يعني هي سيمترية ولا اختلاف؟!!- 
استنوا أرجوكم... مثلاً... فصول السنة الأربعة على اختلافها تجد أنها مُتشابهة أيضًا، فالشتاء مُمطر ماء، والصيف مُمطر عرقًا، والربيع يُنبت أزهارًا وأشجارًا، والخريف يُسقطها -عليا النعمة أنا باخرف... عمّال أقول اختلاف، وأنا كاتب سيمترية- ... 

** حاحاول دلوقتِ أدخل في الكلام الواضح شوية... يعني تقريبًا الجنين اللي هو الفكرة قرّب يوصل... فبعد صولات وجولات ومُبارزات بين أفكار عدة في رأسي، استطيع أن أقول/
"أني وجدتُـــــــها" !!

وجدتُ مدخلاً للسيمترية في الكون، وهو أن السيمترية التي أقصدها هي السيمترية ما بين الكون والإنسان، فمجتمع البشر صورة طبق الأصل من الكون، فالبشر على ألوانهم وأحجاهم وأمزجتهم ونفسياتهم وألسنتهم وتفكيرهم، هم صور من عناصر الكون... فهناك من هو زهري كالربيع، ومن هو مشمس كالصيف، ومن هو مهمومًا كالشتاء، ومن هو مُظلم كالخريف، ومن هو ببطئ السلحفاة، ومن هو بسرعة الفهد، وهناك من يبدو أنه هادئ صامت، لكن يُفاجئنا بثورة ملتهبة كالبركان، وهناك من هو مُتفائل كالطيور، يستيقظ صباحًا لا يعرف كيف سُيمضي يومه، لكنه يُطلق جناحيه ويخرج من عشه واثقًا أن الله سيرزقه.
وهُناك.......
هُناك ايه بس... ده أنا محتاج أدرس كل مخلوق في الكون وكل شبر فيه، باللي عليه علشان اتكلم عن موضوع زي السيمترية اللي اتكلمت عليها من كام سطر فاتوا... يا ترى هي دي السيمترية اللي الصوت كان بيكلمني عنها ؟!

* أخيرًا...
عندي طلب من كل قارئ تعب نفسه وكمّل المقالة لآخرها...
تأمل ففي التأمل أفكار وملاحظات واستنتاجات... فكل من أبدع لم يكن إبداعه سوى تأملات... وأولى إيجابيات التأمل أنه سيجعلك قادرًا على التعامل مع الناس، على قراءة أفكارهم وعقولهم، فكل إنسان ما هو إلا صورة لعنصر من عناصر الكون.

تأمل في أفعال كل إنسان، تأمل أقواله وآراءه ... نظراته وتعبيراته، فكل منها نابع من إحساس، لا يهم إن كان صادقًا أو كاذبًا فهو في النهاية إحساس نابع من إحساس، جاي من إحساس، رايح لإحساس.

طبعًا ... الموضوع ده طويل وصعب يخلص في مقالة واحدة... آسف إني طولت عليكم، بس الموضوع فعلا كبير..
ده الكون يا جماعة أتخلق في 6 أيام !!

2011