Tuesday, May 17, 2011

تــيه !




أن أتـــعلـقَ بــيدِهــا لمــ يكُن حلاً لخــوفــي أن أضــيــع، فــفي النــهاية تُــهنــا سويـــًا.

TAREK
17 مــايــو 2011

Sunday, May 15, 2011

واحد بيجرّب !


مُكنسة!

أحكم قبضتيه على ساقِ المُكنسة الخشبية، ثم وقف يكنُس الشارع غير آبهًا للعفرة، ولا للسيارات التي تجمدت فجأةً على جانبيه. تخيلَ المشهد من أعلى كما سيراه جيرانه، شخصٌ ما أصاب المرورَ بالشلل، لا يستمع لأصواتِ الأبواق الزاجرة هنا وهناك، ومؤمنًا بأنها أخيرًا قد أُطلِقت لسبب.



مقــص!

خُصلة من شعرِه، وخُصلة أخرى، وأخرى...
تعمّد أن يقُصه حتى الجذور، إلى أن يرى رأسه أصلعًا للمرة الأولى (بُحكمِ الرؤية).
سينتظرُ نمو شعرِه مُجددًا، وهو يعلم جيدًا أن شعره الأسود الذي لم يقصه لعامٍ، لن ينموَ رماديًا كشعرِ والدتهِ، فسقوط شعرِه لم يكُن بأخبثِ مرض.


سلالم!

عاد إلى هذا المكان بعد خمسةِ أعوامِ، إلى بيتِ جدته أو جده (هو لم يعرف جده)...
عاد إلى حيث كانت أحلامه في الصغر تنتهي دائمًا بالسقوطِ من فوق درجات السُلم الأثري.
والآن... قفز العشرة درجات في خطوة، ليسقُط بألمِ مُقَنّع، لكنه يستحق التجربة.


طبلة!

كالأعرج يسير على الطريق، وكالطفلِ مدّ يدِه والتقط البوق الذهبي للعازف المُنتظِر أمام قاعة الأفراح...وأخذ ينفخ وينتفخ صدغيه، حتى أدرك أن ما يعزفه نشاز وليس (جاز).
ثم لمح الطبلة المُتزنة على الأرضية، فابتسم وغادر وسط نظراتِ المُتأنقين... وأكمل الطريق وهو يقرع أسطح السيارات، ويُطبّل.

ولا زال يُجرب...




Friday, May 6, 2011

أُسلُك طريــقك !


إنّ السماءَ كــالطُرق مُعبدة... بالــغُيومـِ مُلــبدة...
أُسلُك طريــقك واعتــرف،
أنك ما عُدتُ أهلاً للوقوفــِ وسط الجمــعِ لـتبتسِم.
وأنَ تـــاريخكَ المُطــــوّل، لمـ يُجديكَ نفعًا...
فتــابعوك، ومُنافقوك تساقطوا كالمطـرِ بين ثنــايـا الأرصــفة.
أمسيتَ تتسائل عنــهم، ما بالهم ينهشون الآن في لحمكِ العاري؟!
أينــ هي كلابِك المُروّضة... المُروَضة ؟!

**********

طريقُكَ المنشود لم يُخلق في الأصل...
طريقُك نحو القصرِ لم يتواجد،
طريقُكَ المُمهد من أجلكِ قد تقرحَ وواراه العفــن،
طريقُكَ الذي عبّدتّه بالذهب، قد أضحى مذبحًا لاعترافاتك...
وستذبحُ نفسَك بنفسِك، في شعائرِ التخليصِ من الذنب.

**********

كُن كما اعتدت أن تكونــ
مرهون النفس، أحمقُ... وأيّةِ حماقة!
كُن كما أريتنا من قبل...مجنونًا...
كُن كما لم تكُن أبدًا... محكومًا عليك.


T
6 مــايــو 2011

Tuesday, May 3, 2011

زُجــاجــي !


* استخدمها كغيرِه في الصِغر... يُجمع حرارة الشمس في بؤرة، ويُسلطُها بتأنٍ نحو ورقة حتى الاحتراق، أو حشرة حتى المــوت.


* تيّقن تمامًا أن لا خطأ في هيئتِه المعكوسة داخلها... فداخله هــو في الأصلِ يتعــاكــس.


* نظارتِه الشمسية... يؤمن أنها تُخفي عينيه بالكامل عن الآخرين، وأن لا أحد سيعرف ماهية رؤياه للغير.


* لوحٌ ضخمــ في مكانٍ عام... شاهد طائرًا ينقُره باهتمام، لم يعرف إن كان الطائر غُرابًا أم حمامة... لكنه يعرف أنه يُشبهه كثيرًا.


* أبعادُ الأجسام في مرآة السيارة... جميع من خلفه يبدو أصغر، ويتضائل مع الابتعاد... لكن ماذا عمّن أمامه؟!... لماذا هو والخلف فقط مُزيفان ؟!


* ضوءٌ قوي، ومصباح ضخمـ هي مسئوليته في العمل... أن يُحركه في الاتجاه الصحيح، نحو مسرحٍ للمُزيفين، حتى تدمعَ أعينهم جميعًا... بينما تستعرُ يده.

* بين نظارتِه السوداء وصدغِــه، هُناك فراغ... اكتشفَ أن غيره قادرٌ على كشف عينِه بسهولة من خلالِه... فالفراغُ هو لا شيئ.


* يستمتع بها حين يقف بين لوحي مرآة متواجهيْن في مدخلِ منزله، وهو يُمسك في يدِه مصباحًا، ويُعلّق الآخر برقبتِه... وعدسة أمام الضوء المُشّع، تمنحه رؤيا لمئات الأشعة المتوازية، وهي تُحيط بعددٍ لا نهائـي من شخصِه.


* أتبعه لمّا صُدِمَ بأن لا السواد، ولا الزيف، ولا التحكم سيمنعُ غيره من كشفٍه... حينها وارى الفراغ بين النظارة والوجه بلِثـــامـٍ أسود.

* استعان بها، كونها أعظم مصابيح الكون... فتمكن من كُلِ المُزيفين فــي المــسرح... أفقدهمـ أبصارَهم سويًا... لكنّ مُشكلته أنـه احــتـرق.

Tarek Nader
3 مــايــو 2011