Wednesday, June 30, 2010

حكايـة مُصـيـبـة !! (4)




حكاية مُصيبة !


+ الحلقة الرابعة (4) +
"الشـيء المـفقـود !"



اكتئاب .. اكتئاب !
هو ده الموود اللي كُنت عايش فيه خلال اليومين اللي فاتوا !
بأقضي اليوم كُله في أوضتي ..
مش بأخرج .. ولا بانزل أنا وصاحبي زي كل يوم ..

حتى التليفزيون، وهواية الأفلام والمُسلسلات الأجنبي وقفتها !
بطلت كتابة !
أنا حتى بطلت أتكلم ..

- كُل ما افتكر أحداث اليوم إياه ..
خالتي .. البيت اللي بيتهد .. زحمة الستات ..
وأخيرًا الضُباط والإزالة ..
وطبعًا ما انتهى إليه الأمر ..
وهو تحولي لكُتلة من التُراب والمياه !

كُنت باحس بالغباء !
كُنت باحس إني مش موجود ..
أو إن واحد زيي ميستحقش إنه يكون موجود أصلا !
أنا مش فاكر حاجة .. وايه الفايدة !!

- أما عن حياتي في اليومين اللي فاتوا ..
فكانت متلخصة مع شخصين وبس !
الأول هي ماما .. لما تيجي تطمن عليا أو تجيب لي الأكل !
أما التاني فهو صاحبي طبعًا .. واللي كان بيقضي الوقت عندي في صمت !

لغاية ما جه يوم ..
اليوم التالت بالتحديد بعد زيارة خالتي علياء !
وحلِمت حلم غريب ..
حلِمت إن فيه واحدة جميلة كانت بتفتح شباكها !
والشباك في البيت اللي أدام بيتنا !


Sunday, June 27, 2010

حكايـة مُصـيـبـة !! (3)




حكاية مُصيبة !


+ الحلقة الثالثة (3) +
  "العين الحمـرا !"



تُراب .. تُراب في كل مكان !!
ودوشة رهيبة !
صوت حد يبنضف .. أو بينفض !!
هي يبنفض ولا بينضف ؟
بينفضفضف ؟

أعتقد إن الكلمتين صح !

- صحيت على صوت خبط ..
صوت شفط !
حسيت إن فيه حاجة بتسحبني !
وإن حد عمّال يدُق على دماغي ..

اتضح إنها الست الوالدة العائدة بعد غياب ..
كانت بتسحب الغطا من عليا ..
وبتصحيني ...

فقمت على طول، وأدركت إن الساعة ييجي لها 11 الصبح كده !
وإن فيه عملية تنضيف واسعة بتتم في بيتنا !

وده طبعًا شيء أكيد، ظهرت بوادره من امبارح ..
فبعد الترحيب والقُبلات والأحضان ..
بدأت ماما في انتقاد الوضع الحالي للبيت ..
واللي كان حاله يصعب على أي حد ..

فالبرغم من المجهود اللي كان صاحبي بيبذله معايا 
في ترتيب البيت كل يوم، أثناء الفترة اللي بيقضيها عندي ..
إلا أن ده كان غير كافي بالنسبة للوالدة عاشقة النضافة !


- غسلت وشي ..
وأخدت الطريق ناحية أوضتي تاني ..
وأنا نُص فايق ونُص دايخ !

وفي السكة لقيت باب أوضة الضيوف بيتفتح ..
وصاحبي طالع منه بيتاوب !!

(ايه ده .. انت بتعمل ايه هنا ؟؟! )

"أنا بايت هنا .. انت نسيت ولا ايه ؟"

Friday, June 25, 2010

أحـمـر !


لا لأنني أتحدث في مسألة فُلان القتيل أو الشهيد
- والله وحده أعلم - !
أو لأنني انحاز مع كُل جموع الشعب ..
أو حتى لإنني أؤيد أي تصرف ..

لكنها فقط تحية لتلك الوقفة ..
فقط لأنها تمت في صمت : ))

T




أحـمـر!




- سألتُها وهي تُهروِل !
سألتُها وهي تجذبُني بيدِها المُتيبسة:
" أُماه .. لِمَ الجميعُ اتشحَ بالسواد ؟ "

أجابتني ولا زلنا نُهروِل:
 "يا ولدي .. ما عاد اللونُ يفرُق ..
والسواد هو من أجلِ إظهارك وحسب ..
فلونك أنت هو الأهم ! "

- سألتُها وأقدامنا تتخبط ..
سألتُها وردائي الأحمر يلفِتُ كُلَ انتباه :
"أُماه ... ما بالهم صامتون؟ "

فأجابتني وقعد انعطفنا عن الطريقِ فجأة:
" يا ولدي .. في الصمتِ الفِرار ..
وما عاد غير الصمتِ يُسمع لدينا ! "


- سألتُها والصمتُ يُلاحقُنا أينما تقدمنا ..
كُنا نخطو نحو البحر ..
حيث اتجه الجميع وتأمل :
"أُماه .. لماذا يقفون ؟ ..
 إلامَ ينظرون ؟ "

حملتني بتروٍ، واخترقت الأمواج..
أجابتني وهي تتنهد:
" قد حان الوقتُ ...
إنهم جميعًا ينتظرونك..
وسيتذكرونك طويلاً .. "


- مسحتُ على شعرِها الذي تيبس كيدِها ..
شعرُها أسود ..
ردائُها أسود ..
والجموعُ في الخلفيةِ سوداءٌ تتلهف !

ثُم ناديتُها: "أُماه !! "

أجابتني: "لستُ أُمك ! "

"أُماه !"

"لستُ أُمك !"

لم أدرِ ممِ أتعجب ..
 منها .. أم ممن يُحدقون في ردائي الأحمر !

- ناديتُها مرة أخيرة: "أمُاه !"

لكنها جثت على الرمال ...
تحملُني وتحمِلها المياه ..

ثُم أغرقتني !
تركتني أتجردُ من لوني !
تركتني أذوبُ لأتركَ لطخةً حمراء لن تُمحى قريبًا ! 

لا أتذكرُ سوى كلماتها :
" يقفون صامتين ..
ينتظروني أن أغسلَ لهم خزيًا تعلّق ..
فرُبما أصبحَ في الصمتِ ارتياح ! "



    TNT
25/6/2010





Tuesday, June 22, 2010

آه يا مجلِس ... آه يا شـ ـعـ ـب !



آه يا مجلِس ... آه يا شـ ـعـ ـب!


 







أنا فاكر زمان ..
لمّا الواحد كان لسه صُغير ..
وكنا بنتفرج على مسلسل الساعة 8 بالليل !
ويا دوبك كنت بأدخل أنام بعد المسلسل ..


بس اللي كان بيغيظ دايمًا ..
هو مرحلة ما قبل المُسلسل ..
واللي كانت بتبدأ من أول أخبار الساعة السادسة ..
وبعدها ساعة متواصلة من الملل غير المُنقطع !
ساعة كاملة بنشوف نفس الخِلق كل يوم ..
بنفس الكلام .. وبنفس البلاهة !
والأهم إننا في كل الأحوال مكُناش بنفهم منهم حاجة !

الساعة دي كانت بث لجلسات مجلس الشعب المُبجل !
والصراحة أنا باتعجب ليه ساعات كُنت بأنام قبل الساعة 8 !!

-أنا بقالي سنين وسنين ..
محصلش ما بيني وبين السياسة عمومًا غير تواصل بسيط جدًا !
أما عن تواصلي مع مجلس الشعب ..
فأنا طبعًا لا رحت انتخبت سيادة النائب الفُلاني ..
وده لا يرجع لكوني معييش بطاقة انتخابية -وحدّث ولا حرج-

Monday, June 21, 2010

لــحــن !


ولأنني استمعتُ إليها ..
ثم استمعتُ لهذه فقط !


لــحــن !




في الفـراغ...
تسـتكيـن !

تستخيلُ المظاهر ..
ويُغريها لحنٌ مُطهر للنفوسِ الماكرة !

تظُنه سيدوم ..
حتى يتدخل هو ..
بلحنِه الرتيب ..
يقودهم نحوها !
يلتفون ..
يبتسمون ..
ويُضحي العزفُ حزين ..

فيحيدُ اللحن ..
وتُمسي النفوس بالخداعِ زاخرة !

Sunday, June 20, 2010

حكايـة مُصـيـبـة !! (2)


حكاية مُصيبة !


|| الحلقة الثانية (2) ||
      "جـيـلاتي ! "


- (I scream, u scream, we all scream... For Ice Cream !! )

الجملة دي كُنت بارددها في اليومين اللي فاتوا بصورة غريبة...
لو حد سمعني وأنا باعيد وأزيد فيها، لازم يحس بملل رهيب !
أما بالنسبة لي، فأنا كُنت مُستمتع آخر حاجة !
لإني كنت باقولها وأنا فاهمها كويس ...
وده طبعًا ملهوش أي علاقة بإني فاكر، أو إني بدأت أفتكر، وأتكلم بلُغات تانية !

بس لما تكون في غيبوبة، وتفوق ...
وييجي عليك أيام وأسابيع، في غيبوبة الفراغ ...
مش حتلاقي حاجة تعملها غير إنك تتفرج على التليفزيون ..
وفي الفترة اللي فاتت اكتشفت إني من هواة الأفلام الأجنبي والذي منه !
يعني عايش حياة درامية من الآخر !

ما علينا ... هو ايه علاقة كُل ده بالجملة دي؟!
أصلي سمعتها في فيلم، وطبعًا فهمتها من الترجمة... وحفظتها بشكل غريب ...
وباقولها من ساعتها !

- النهارده، صاحبي فتح عليا باب الشقة !
ما هو معاه مُفتاح !!
دخل عليا، وهو شايل شنطة كبيرة مليانة ..
مسألتهوش فيها ايه، لكني قُلت له الجملة اياها ..
Scream. Scream, Ice Cream !

رمى الشنطة، وأخد نفسه، وقال لي وهو زهقان /
"تاني الجملة دي.. انت مش ناوي تبطلها !! "

لعبت له حواجبي، وضحكت ببلاهة !
أصلي النهارده في مود غريب ... مش باين له أول من آخر !