حكاية مُصيبة !
|| الحلقة الثانية (2) ||
"جـيـلاتي ! "
- (I scream, u scream, we all scream... For Ice Cream !! )
الجملة دي كُنت بارددها في اليومين اللي فاتوا بصورة غريبة...
لو حد سمعني وأنا باعيد وأزيد فيها، لازم يحس بملل رهيب !
أما بالنسبة لي، فأنا كُنت مُستمتع آخر حاجة !
لإني كنت باقولها وأنا فاهمها كويس ...
وده طبعًا ملهوش أي علاقة بإني فاكر، أو إني بدأت أفتكر، وأتكلم بلُغات تانية !
بس لما تكون في غيبوبة، وتفوق ...
وييجي عليك أيام وأسابيع، في غيبوبة الفراغ ...
مش حتلاقي حاجة تعملها غير إنك تتفرج على التليفزيون ..
وفي الفترة اللي فاتت اكتشفت إني من هواة الأفلام الأجنبي والذي منه !
يعني عايش حياة درامية من الآخر !
ما علينا ... هو ايه علاقة كُل ده بالجملة دي؟!
أصلي سمعتها في فيلم، وطبعًا فهمتها من الترجمة... وحفظتها بشكل غريب ...
وباقولها من ساعتها !
- النهارده، صاحبي فتح عليا باب الشقة !
ما هو معاه مُفتاح !!
دخل عليا، وهو شايل شنطة كبيرة مليانة ..
مسألتهوش فيها ايه، لكني قُلت له الجملة اياها ..
Scream. Scream, Ice Cream !
رمى الشنطة، وأخد نفسه، وقال لي وهو زهقان /
"تاني الجملة دي.. انت مش ناوي تبطلها !! "
لعبت له حواجبي، وضحكت ببلاهة !
أصلي النهارده في مود غريب ... مش باين له أول من آخر !
- صاحبي سابني خالص، ودخل الأوضة عندي ...
اللي هي تُعتبر زي أوضته برضه ..
رمى الشنطة هناك، وقعد .. وبعدين فتحها !
وقال لي / "جبت لك هدوم " !
"مش انت كنت عاوز هدوم برضه؟ ! "
"إلا لو انت تحب ننزل دلوقت، تشتري بنفسك .."
"أنا قلت أوفر عليك، واجيب لك هدوم من عندي و ... "
- قاطعته/ ( انت عارف أنا ايه اللي عاوز أعمله فعلاً دلوقت؟)
"ايه ؟؟"
(عاوز آكل أيس كريم !! )
"آيس كريم !؟؟"
(اها .. آيس كريم .. هو مش اسمه كده ؟!)
"علشان تـ scream ؟ "
- ابتسمت له ابتسامة صفرا !
وبعدها سكتنا شوية، وهو لسه بيقلب في الشنطة العجيبة اللي معاه !
قال لي/ (طيب.. البس أي حاجة إلا اللون الأبيض ...
وأنا حاستناك برا ... نروح ناكل أيس كريم ) !
وبعدها خرج من الأوضة، وقفل الباب !
- مسكت الشنطة المفتوحة ..
لقيته جايب لي هدوم كتير ..
كُل حاجة ممكن أحتاجها !
حتى الشرابات ..
اخترت بنطلون جينز أسود، وتي شيرت أزرق ..
لبستهم بسرعة ..
ودورت على شراب مش أبيض !
كانوا كلهم لونهم أبيض !!
قلبت الشنطة كلها في الأرض ..
مكانش فيه ولا شراب بلون غير الأبيض !
سبت الهدوم مقلوبة في الأوضة !
ولبست جزمتي من غير شراب ..
مش هو اللي قال بلاش أبيض !
وفي دقيقة واحدة... خرجنا ..
وأنا عمّال أدندن/ " Ice Cream .. Ice Cream " !!
>>>>>><<<<<<
- مشينا في نفس الطريق اللي بنمشي فيه الكام يوم اللي فاتوا !
الطريق اللي أنا اخترته !
الطريق اللي حاسس إن فيه ما بيني وما بينه رابط !
دلوقت حاسس إني باكبر كل يوم ..
دلوقت بقيت أبص في العيون !
أدقق في الوشوش !
بدل ما كان نظري ما بيجيب غير علامات الطريق !
امبارح بس ... حسيت لأول مرة من ساعة ما فقت من الغيبوبة !
حسيت بالناس ... حسيت بالهموم !
والنهارده، سبت ايد صاحبي واحنا ماشيين في السكة !
ايوه ... أصلي النهارده كبرت يوم !
بس صاحبي هو اللي مرضاش يشيل ايده التانية من على كتفي !!
- وقفنا عند محل آيس كريم في وسط الطريق تقريبًا !
واضح إنه محل مُتخصص ..
كان فيه تلاجة كبيرة في مدخل المحل ..
وواقف عليها راجل كبير بنضارة !
والناس على التلاجة طوابير !
ستات ..
عيال ...
رجالة ..
شباب ..
كله عاوز أيس كريم !
ما هو احنا تقريبًا في الصيف !
بس مش عارف في أي شهر!
- اخدنا مكاننا في الطابور ..
كانت دماغي شغالة تمام ... عمّال أعيد وأزيد في الجملة إياها ..
وصاحبي واقف جنبي بيصفّر !
واحدة واحدة، الطابور بدأ يقل !
وبدأت أشم روايح حلوة !
نكهات كتير ... خلتني أحس إني جعان !
وصلنا أخيرًا ..
قريب جدًا من التلاجة ..
كان فيه واحد أُدامنا ..
وواحدة ست ورانا ..
صاحبي حضر الفلوس ..
ما هو أكيد مش أنا اللي حيدفع ..
مع إني معايا فلوس طبعًا ..
صاحبي سألني/ "حتاخد أيس كريم بطعم ايه .. أنا حاخد فراولة " !
- رديت عليه / " الفراولة .. بتاع الفراولة !! "
بص لي باستغراب !
قلت له تاني، وأنا حاسس إني وقعت في مُصيبة فعلاً :
"طعم ايه ؟!! ..طعم ايه ؟! "
أنا اه حسيت بالنكهات الكتير الحلوة ..
شميتها كويس ..
فرقتها عن بعض !
لساني بدأ يتحرك !
وبدأت أريّل !
بس مكنتش عارف هي ايه النكهات دي !
ساعتها بس حسيت إني رجعت صغير تاني !
- صاحبي بص لي كويس ..
بدأ يفهم ... وهو ده اللي مصبرني عليه ..
إنه بيفهم مشكلتي بسرعة ..
- الراجل اللي أدامنا .. أخد الآيس كريم بتاعه وخلع من المحل !
أخدنا خطوة كمان ناحية التلاجة ..
بدلت نظراتي، ما بين منظر علب الآيس كريم الملونة جوا التلاجة !
ومنظر الراجل اللي حيبيع لنا ..
بنضارته .. بدماغه (القرعة) والمغرفة اللي في ايده !
سألنا، في نفس الوقت اللي صاحبي سألني فيه بتوسل /
"حتاخد ايه ؟ " !
- الروايح كانت كتيرة !
رديت تلقائيًا / (Chocolat )
- شوكولاته -
- صاحبي أخد نفسه ..
قلت له تاني بهدوء/ (Chocolat ... Je Voudrais une glace au Chocolat)
- عاوز أيس كريم بالشوكولاته -
رد / "Qui n'aime pas le choclat "
- مين مش بيحب الشوكولاته؟-
( ! Dis a' toi meme )
-ما تقول لنفسك-
- بصينا لبعض !
ابتسم ببساطة وقال لي / "فرنساوي!! .. انت بدأت تفتكر اهو " !
أنا بلّمت !!
"فرنساوي .. فرنسااااوي !!
أنا باتكلم فرنساوي .. أنا افتكرت حاجة ..
افتكرت الشوكولاته .. طعمها .. ريحتها .. شكلها ..
لأ وايه وبالفرنساوي !! "
"والمُصيبة الأكبر .. إن صاحبي مصدرش عنه أي رد فعل غير الابتسامة الساذجة ..
ما هو يا إما عارف كويس إني بافهم وأتكلم فرنساوي ..
يا إما هو كمان كان في غيبوبة !! "
- الراجل بتاع الآيس كريم .. واضح إنه كان زهق مننا !
وأكيد طبعًا مكانش فهم اللي احنا قُلناه !!
سابنا، ودخل جوا المحل شوية ..
بس سمعنا صوته كويس، وهو بيقول أو بالأصح بينادي /
" يا حماده .. يا حمااااااده .. اطلع شوف الطلبية اللي برا "
حماده كان قاعد جوا مع واحدة ست تانية ..
لابسة نضارة برضه !!
واضح جدًا إنها كانت أم حماده !
- حماده خرج لنا عند التلاجة !
بصيت له بصورة مُريبة !
من فوق لتحت ..
فحصته عن آخره !
حماده كان شعره أصفر !
ومتسرح وأحلى من شعري -أكيد يعني- !
حماده كان لابس تي شيرت أزرق نُص كم !
وشورت أزرق برضه !
وبما إني كملت الفحص !
فكان لابس شراب أزرق برضه .. على صندل .. أو شبشب !
كُنت عاوز أطلب منه الشراب !!
بس رجعت تاني للآيس كريم !
- حماده مسك المغرفة !
وأنا سألت صاحبي بسذاجة/ (هو حماده مسك المغرفة ليه ؟)
وضحكنا احنا الاتنين !
- حماده/ "طعم ايه حضرتك؟" !
أنا كده بقى فهمت ..
قُلت له، بس المرة دي وأنا صاحي كويس ..
وريحة الآيس كريم خلاص مكانتش مأثرة ..
(ثواني .. ثواني .. هو انت البياع ؟؟ ..
انت بتشتغل هنا ؟؟! )
الواد اتلجلج .. ووشه احمّر ..
وقال لي بعد ثواني كده / "آه .. بابا صاحب المحل "
وشاور على الراجل الأصلع جوا المحل !
- صاحبي حاول ينهي الموقف - كعادته يعني-
فقال لحماده/ "واحد فراولة .. وواحد شوكولاته !"
- أنا برضه قلت أنهي الموقف ..
أصل الموقف استفزني اوي الصراحة !
ناديت بعلو صوتي/ (يا أبو حمااااااااده .. يا أم حماااااااده) !!
الراجل ومراته اتنفضوا وبصوا لي ..
والواد حماده اتسرع !
والست اللي كانت واقفة ورانا وزهقانة، سمعتها وهي بتقول/ "يوه !! "
ودي غالبًا جملة استنكارية !
- الراجل أبو حماده.. خرج بسرعة من المحل ..
قال لي بعصبية/ "في ايه يا أستاذ !"
( فيه ايه ؟؟ حيكون فيه ايه يعني ؟!
انت جايب لنا عيل يبيع لنا ؟؟!
وانت رحت فين يعني ؟
خلاص بعت للناس كلها .. وجيت علينا مش عاوز تقف تبيع لنا راجل لراجل ؟؟؟ ) !
بالرغم من إن الواحد المفروض يفكر وبعدين يتكلم ..
إلا إن في حالتي، كان الأمر معكوس ..
اتكلمت .. وبعدين بدأت أفكر في اللي قلته !
وطبعًا مكنتش مصدق، إني بالوقاحة دي !!
- الراجل اتعجب آخر عجب ..
ووشه أحمّر، بس أخد نفسه، ورد عليا تاني /
"حضرتك انت متضايق ليه ..
ده الواد ابني، وهو شغال في المحل ؟ "
( ****** ... وفرحان أوي إن الواد ابنك شغااااال في المحل ... أييي !! )
صاحبي ضربني في جنبي ...
لفيت، وزقيته ..
ورجعت تاني للموقف اللي حطيت نفسي فيه ..
شفت حماده .. كان وشه أحمر برضه زي أبوه !
بس كان مُبتسم بطريقة غريبة ..
وعلى وشه نظرة تشفي في السيد الوالد !
- أبو حماده، حاول يتكلم، حاول يزعق ..
حاول يشتم .. حاول حاجات كتير !
وأم حماده خرجت من جوا المحل ..
ووقفت جنب حماده !
وحماده بدأ يخاف ..
والناس اتلمت ..
والولية اللي ورايا، كانت بتبرطم بكلام مش مفهوم !
- أما صاحبي، فكان بينفذ مُهمته الأولى والأخيرة ..
وهي مُحاولاته المستميتة لحمايتي ..
بس للأسف.. مديتهوش فُرصة ..
كملت كلامي /
( وهو أصلا .. حماده ده عنده كام سنة ؟
علشان يقف ويشتغل كده !! )
سمعت شوية كلام من اللي طالع من الراجل
( أهلك .. سنة ... أجازة .. يا ***** ) !
- استمريت في التحدي ...
وسألت حماده بنفسي / (انت عندك كام سنة يا حماده ؟ )
الغريبة إن حماده رد عليا من ورا خوفه / " 14 " !
( 14 !! .. 14 !!!
بقى يا راجل يا ناقص .. تشغل ابنك وهو عنده 14 سنة ..
ومتقوليش أجازة أو مش أجازة ..
المفروض يكون برا بيعاكس بنات مع صحابه ) !
كده بقى .. أدركت إني وصلت لقمة الوقاحة !
بس مكنتش متأثر خالص ..
صاحبي حاول يبرر الموقف للراجل ومراته وابنهم /
"حضرتك .. هو ميقصدش حاجة والله " !
بس الراجل كان وصل لمرحلة صعبة اوي ...
وزقّ تلاجة الآيس كريم علينا ..
بس مراته شدته على ورا علشان تمنعه ..
أما الشيء المُثير للسُخرية ..
هو إني قلت / " عارف .. أنا أصلا باتكلم معاك ليه !!!!
خلي حمادة ينفعك .. وعليا الطلاق ما احنا شاريين حاجة من هنا ! "
ورحت لافف وشادد صاحبي على ورا !
بس وقفت للحظة ..
ودورت وشي تاني ناحية المحل وقلت للناس الكتير المتجمعة حاليًا لمشاهدة أحداث العركة !
/ (وعندك واحد جيلاتي لأبو حماده ... على حساب حماده !! ) ..
>>>>>><<<<<<
عدينا الطريق، للناحية التانية ..
وأصوات الجمهور في الخلفية ..
بيحييونا على لا شيء .. على خيبتنا يمكن ..
أو بالأصح خيبتي ..
كان عقلي حاليًا بيشتغل بسرعة جدًا !
مش عارف أقول ايه..
مش قادر أحس بالغلط ..
واضح إن ضميري مات مع الغيبوبة ..
صاحبي قال لي / "فيه محل آيس كريم في الناحية التانية .. تعال نجيب منه "
وجرني معاه .. علشان نعدي السكة ..
أول ما وصلنا الرصيف التاني ..
قلت له، وأنا باشاور بكل شجاعة ناحية العربيات اللي ماشية بسرعة ...
/ (يا أخي شوف الناس ..
محدش عاد بيهمه عياله ..
شوف الراجل .. مشغل ابنه عنده في المحل ..
لأ وشوف اللي راكبين العربيات ..
مقعدين عيالهم أُدام ) !!
(يعني لو حصل حادثة .. العيال حتروح في الحضيض !! )
(ميعرفوش إن برا الكلام ده يُعتبر مخالفة وإساءة !! ) !
- صاحبي بقرف واضح على وشه /
" اهدى يا بني .. هو ايه اللي حصل يعني ..
وبعدين انت أصلا ايه اللي يفرق معاك في كل ده ؟!" !
معرفتش أرد ..
فكرت بوضوح المرة دي ..
فكرت في أبويا ..
فكرت في أمي ..
بس ما افتكرتش غير شخص واحد بس !
هو صاحبي !!
>>>>>><<<<<<
وصلنا للمحل على الرصيف التاني ..
كان محل حلواني كبير ...
وفيه تلاجة آيس كريم جوا المحل ..
على عكس محل أبو حماده ، بالتلاجة اللي محطوطة في المدخل !
صاحبي قال لي / " خليك انت هنا برا .. وأنا حادخل أجيب الآيس كريم ..
خليك واقف انت بس .. واهدى " !
وكالعادة .. حط ايد على كتفي، وايد على راسي ..
ودخل المحل اللي فيه طابور كبير عند تلاجة الآيس كريم ..
- أما أنا فقعدت أراقب العربيات ..
طالما أنا في بر الأمان .. مفيش حاجة ممكن تخليني أخاف من الطريق!
بصيت يميني .. وشمالي ..
لقيت جنب المحل ..
فيه مقلة ، بتاعة لِب وسوداني والذي منه !
كلمت نفسي/ " أووه .. شوكولاااه ... لأ لِب .. لِب ! "
مديت ايدي في جيبي ..
ومشيت ناحية المحل اللي على بعد خطوتين بس ..
طلعت فلوس من جيبي ..
عشرة جنيه !
اديتها للراجل وقلت له / " هات علبة L.M أحمر " !
أخد العشرة جنيه ...
واداني العلبة في ثواني ..
ومعاها شوية فكة !
- أخدت العلبة ..
ورجعت خطوتين لورا ..
عند محل الآيس كريم تاني ..
بصيت في العلبة ..
لقيتها علبة سجاير !
سجاااير !!
دلوقت اتأكدت إني بتاع مزاج !
ما هو أنا فاكر الدكتور بتاعي، قال إن بعض الأفعال ممكن افتكرها عند الأماكن اللي كنت باعملها فيها !
والحكاية بسيطة جدًا ..
واضح إني كنت متعود اشتري سجاير من المحل ده !!
- بس أنا مليش نفس اشرب سجاير ..
أنا أصلا معرفش غير ريحتها ..
وبعدين معييش ولاعة !
رجعت في ثواني لمراقبة العربيات ..
بس الطريق كان فاضي ..
واضح إن فيه إشارة واقفة في مكان ما !
بس لمحت مشهد على الرصيف التاني اللي لسه جايين منه !
مشهد مكنتش أخدت بالي أنا أو صاحبي إنه موجود على بعد فردة كعب من محل أبو حماده !
- حطيت علبة السجاير في جيبي ..
نزلت من على الرصيف !
بصيت يميني ، وشمالي ..
السكة كانت فاضية ..
قررت أعدي ..
لوحدي !!
قلبي انقبض !!
حسيت بشلل مُفاجئ ..
حسيت إن فيه عربية حتيجي من اللامكان وتخبطني !
لمحتهم بسرعة جنبي ..
واحد وخطيبته .. أو مراته .. أو حاجة تانية .. ما علينا ..
كانوا بيعدوا السكة ..
عديت جنبهم ..
بهدوء ..
خطوة بخطوة ..
لغاية ما وصلت البر التاني بسلام !
- طلعت عشرة جنيه تانية من جيبي ..
ومديتها للراجل الغلبان اللي قاعد على الأرض ..
كان راجل برجل واحدة ..
مشهد يقطع القلب ..
بس مش قلبي أنا عمومًا ..
ورجله التانية كان فيه مشكلة برضه ..
أخد الفلوس من ايدي ..
وقال لي بصوت مبحوح/ "ربنا ينجحك يا ابني " !
- قعدت جنبه على الأرض ..
وهو مستغرب جدًا ..
قلت له، وأنا بافكر اعزم عليه بعلبة السجاير ..
/ (تعرف يا حاج .. أنا كان ليا جدي زيك كده !! ) !
- ضحك بقذارة / "جد زيي كده ازاي ؟؟
برجل ناقصة .. ورجل عارجة ؟؟ "
رديت بسخرية / ( لأ .. العفو .. كان شبهك يعني شوية .. بس كان بكرسي هوا ! )
" ربنا يرزق يا ولدي .. أنا مش محتاج كرسي .. أنا اتعودت على كده " !
- سألته/ (ده انت حتى معاكش عُكاز !! .. انت ازاي بتمشي في سكتك ؟؟ )
"زحف !! "
ابتسمت .. وسألته / (تحب تشرب سجاير ؟)
" تحب تقوم انت من هنا .. تروح تاكل جلاطة من المحل اللي ورانا ده وتحل عن سماي ؟؟ "
ضحكت بسخافة ، وطلعت علبة السجاير ..
ورمتها جنبه وأنا باقوم ..
افتكرت الآيس كريم ..
بصيت على صاحبي الناحية التانية ..
لقيته بيعدي السكة بجنون ..
لغاية ما وصل لي وهو بينهج ..
قال لي وهو بيتأكده إني سليم / "انت كويس ؟؟ .. حاجة حصلت "
( ابعد يا عم .. مفيش حاجة .. يلا بينا .. )
بص لي باستغراب ، وبص للراجل اللي على الأرض .. وفهم الليلة ..
ناولني الآيس كريم بنظرة تحدي في عيونه ..
ممدتش ايدي ، وقلت له / "تقدر تاكله لوحدك " !
>>>>>><<<<<<
- رجعنا البيت ..
صاحبي فتح بنسخة المفتاح اللي معاه ..
وهبد الباب بعد ما دخلت أنا ..
قال لي زي ما يكون مراتي /
" انت مش مكسوف من نفسك ؟"
هزيت دماغي بطريقة اللي مش فاهم ..
كمّل كلامه بآلية .. زي ما يكون روبوت بالضبط /
"هو انت كل يوم والتاني .. حتروح تعمل مشكلة في الحتة اللي تروحها ..
وتقعد جنب الشحاتين ، والعالم العجيبة دي في كل شارع !! "
" مش مكسوف من نفسك .. ومنظرك ...
بقى ده منظر واحد يتصرف بالغباء ده "!
كان بيقول كل الكلام ورا بعضه ..
من غير انفعال أو رد فعل ..
حاول يكون هادي على قد ما يقدر !
- زعقت فيه / "وانت تفرق معاك ايه ؟ "
(قلت لك أنا باحميك ... )
"وقلت لك بطّل تحميني "
(وقلت لك أنا مدين ليك ) "أنا مدين ليك "
قُلنا الجملة الأخيرة في نفس الوقت ..
وبعدها سبته واقف، وجريت على مكتبي ..
طلعت القلم وكتبت بسرعة في ورقة مكرمشة ..
وصاحبي من ورايا لسه بيحاول يكمل المُناقشة ..
كتبت / " اليوم .. اكتشفت عن نفسي حاجة ..
إني في قمة الوقاحة .. وإني اقدر اشتغل أي حد .. "
افتكرت لمّا قُلت للراجل العجوز عن جدي ..
أنا أصلا مليش جد .. أو قال يعني فاكر !!
لفيت لصاحبي تاني ، واللي كان لسه بيعاتبني !
ضحكت له بصورة مُستفزة ..
وقلت وأنا باحاول أقلع التي شيرت بتاعه اللي أنا لابسه ..
/ "واضح إنك مدين ليا فعلا !! هه !! "
بس ساعتها انفتح باب الشقة !
عدلت نفسي بسرعة، وعدلت التي شيرت ..
واستنيت الباب لمّا اتفتح عن آخره !
يا ترى صاحبي نسى المُفتاح في الباب ؟؟
لقينا ست واقفة ..
ييجي لها 40 أو 45 سنة كده ..
كانت لافة شعرها بطريقة بسيطة ..
ولابسة لبس شيك وبسيط ..
قُلت لها وأنا مستريح / (ماما !!! )
بصت لي بنظرة ادتني كمّ كبير من الأمان ..
فتحت دراعتها ، وقالت لي وهي بتضحك / "شوف نفسك .. بقيت زي الفُل ازاي !! "
رميت نفسي عليها ، وحضنتها ..
كنت حاسس بشعور غريب ..
وكنت واثق إنها من الناحية التانية ..
كانت بتبتسم لصاحبي ابتسامة شُكر على اهتمامه بيا في فترة سفرها !
كُنت حاسس إني في غيبوبة من جديد ..
ماما رجعت أخيرًا !
ساعتها ندمت.. وكان نفسي آكل آيس كريم بالشيكولاته !
يُــتــبــع ...
مُــصيــبة !
TNT
20/6/2010
السلام عليكم جميعًا ..
ReplyDelete* بالمناسبة .. لجميع عُشاق شادية ..
نوعدكم إنها حتظهر تاني بإذن الله بس لاحقًا يعني .. هيهي
** أما عن هذا الفصل ..
فبتدأ شخصية كل من البطل وصاحبه في الوضوح تدريجبًا ..
أما باقي الشخصيات فهي أيضًا مستوحاة من الواقع ..
من شخصيات أراها في حياتي اليومية ..
* كل الود لكل قارئ ..
وشكرا لكل شخص رد على الحلقة الأولى ^ ^
T
-وأحب أتوجه بالشكر لكل من /
ReplyDeleteN3
&
LG
لمساعدتهم بالفرنساوي ..
حيث ساعدوا في تحقيق أحلامي ..
وأصبح تيتي يتحدث الفرنسية .. هيهي
tare2
ReplyDeletesema says : tare2 el post bgd to0o0o0o7faaa gmada awyy kesa kesa ya3ny we ta2riban enta btnkod slok el mogtma3 el 3'lat we keda zai 7amda dah xD we 3alik comments mas5Ra da7ktny awy bos ana msh ba3raf ankod bas 22dar 2a2loak u'r talented we ur writt'n is fabulous bos lazem tkeep it up Mr. T :-bd we kan nefsy tgeb el glace au chocolat we 3alik francais gameeeed << professionnel >> ;)
ReplyDeletegamdaaa awi awi awi brdo zy el 2ola :D
ReplyDeleteamazing ya tare2
kamel kamel
"جلاطة" يا سي الأستااااااااذ !!
ReplyDeleteانت مسخرة من الآخر بجد !!
=)) =)) =)) =))
==========================
والله الواحد هيصدق إنك مصيبة فعلاً !
:D
بُص يا سيدي،، الفصل ده بشكل عام حاسة إنه مكتوب أحسن من الفصل الأول كمان،، يعني في تحسن في الأسلوب بتاعك ما شاء الله،، وممكن بدأت أحس بتماسك الأحداث في الفصلين وإن في شخصيات بتدخل في السياق كخلفية للي بيحصل أو ليها علاقة ببطل القصة أو شخصيته ..
بالنسبة لرسمك لشخصية بطل القصة،، في هدوء كده في عرضك ليه للشخص ده،، شخصية تلقائية لدرجة كبيرة بسبب اللي شافته وواضح من كلامك كده،، وباين إنك متفّهم لطبيعة الناس اللي بتمر بظروف مشابهة وعشان كده أجدت عرض الشخصية لدرجة كبيرة،، ويمكن أكتر جزء بهرني ودليل على كده على اللي عملته،، الجزء ده:
قلت له تاني، وأنا حاسس إني وقعت في مُصيبة فعلاً :
"طعم ايه ؟!! ..طعم ايه ؟! "
أنا اه حسيت بالنكهات الكتير الحلوة ..
شميتها كويس ..
فرقتها عن بعض !
لساني بدأ يتحرك !
وبدأت أريّل !
بس مكنتش عارف هي ايه النكهات دي !
ساعتها بس حسيت إني رجعت صغير تاني
- ممكن لما كتبت الجزء ده،، إنت حببت اللي بيقرا في الشخصية اللي بتتكلم عنها،، أو على الأقل أنا حبيت فيها البراءة دي كإنه واحد صغير فعلاً،، بتفكرني بفيلم لروبين ويليامز وروبرت دي نيرو اسمه
Awakenings
http://www.imdb.com/title/tt0099077/
هو ممكن الموضوع مختلف عن القصة دي بس روبرت دي نيرو كان بيلعب دور واحد عنده مرض ف المخ وكان بيتصرف في البداية كإنه واحد صغير وممكن ده لفت نظري قوي لما قريت القصة ..
يتبع
:D
حاجة تانية كمان ،، وهي التدوين نفسه اللي بيعمله البطل عن كل حاجة بتحصل،، أو في كل فصل بيدون حاجة،، الحكاية دي عجبتني جدًا وحاسة إن ده هيوصل لنقطة مهمة في حياة شخصية بطل القصة .. وممكن من الحاجات اللي بتدعم الأحداث اللي بتحصل في نهاية كل حلقة تقريبًا،، زي ما تكون ملخص للي بيحصل
ReplyDelete==================================
بالنسبة للغة،،عجبتني زي المرة اللي فاتت وواقعية لدرجة كبيرة ودي من الحاجات اللي بتحبب اللي بيقرا القصة فيها .. وضيف على ده إن السخرية اللي ف الحوار مش متكلفة ودي حاجة تُضاف لك
===================================
عندي بس حاجة لاحظتها ومش عارفة دي هتظهر بعدين ولا لأ:
لما صاحبه قاله إنه يبعد عن اللون الأبيض :-/
:D
====================================
في انتظار الجزء الثالث يا تي .. نفسي أعرف اللي هيحصل بعد ظهور الأم في الأحداث ..
والعفوو يا بني ،،أنت عارف طبعًا مدي تمكني ف الفرنساوي
*Kidding*
انجز ونزل الحلقة الجاية بسرعة ..
; )
Nice one ;) we keep it Up :D mstny el ba2y :D
ReplyDeletebgaad ya tarek gamed bgaaad bas ya reet mat3mlsh zay grey's w ta3rfna el 7aga wa7da wa7da ana sara7a 3aez a3rf el ba2e w shaklk 7atfte7 nefsy ene a2raa tane ....
ReplyDelete"كُنت عاوز أطلب منه الشراب !!"
ReplyDelete=)) =)) =))
-----------------------------------------
" اليوم .. اكتشفت عن نفسي حاجة ..
إني في قمة الوقاحة .. وإني اقدر اشتغل أي حد .. "
فعلًا ده الانطباع الأول .. أنا مش فاهمة مبرر (الوقاحة)، بس أكيد ده طبعًا حيظهر ف الأجزاء الجاية .. بس طبعًا .. رائــعة !!
I Like it indeed !! ;)
الجزء بتاع الشحات .. انا مافهمتش ايه الاشتغالة بالظبط .. أو بالأصح مفهمتش هو كان عاوز يوصل بالكلام مع الشحات لأنهي نقطة .
عجبني سرد الأحداث والوصف جدًا .. أو ممكن عشان خلاص بدأنا نتعوّد على الشخصيات، فبدأنا نتخيّلها بشكل أفضل .. الحـــــــوار فوق الرائع بمراااااااحل
خصوصًا حوار محل اللآيس كريم .. بس في الحقيقة - والله أعلم - أنا حاسة إنه بيتكلم مع صاحبه بخشونة نوعًا ما، مع إنه بيقول ف نفسه كل مرة إنه مش فاكر أي حد غير صاحبه، وإنه أصيل وكل الكلام الألماظ ده !! مش عارفة، ممكن يكون ده تصوري مش أكتر
:D
آه بالنسبة لوصف الشخصيات .. فكرتني بالغالية العزيزة " خالتــك جي كي رولينج " كانت بتوصف برده الشخصيات وصف مفصّل نوعًا ما بس مش ممل! وده اللي لاحظته عندك برده .. الوصف الدقيق ده جماله في إنه بيسهّل عملية تخيّل الأماكن والناس.
النهـــاية - كالعــادة المعتادة - مـذهلة !!
حبيّت جملة النهااااية بشكل غير عادي فعلًا .. "ساعتها ندمت.. وكان نفسي آكل آيس كريم بالشيكولاته !"
عاجبني أسلوب كتابة النهاية وبساطتها جدًا،
وعجبني أكتر وصفك لاحساسه بالأمان لما شاف مامته.
** بشكل عــام ... الجزء التاني راااااائع جدًا زيي الجزء الأول، وواضح كده إنك كل جزء حتطلّع وجه جديد لصاحبنا ده .. وشكله ف الآخر عامل مصاااايب سودا وكوارث .. هيهي !! :D :D
** استمر في وصف الأشخاص بالتفصيل والأماكن وردود
الأفعال .. ومتخفش من عامل الملل، إنت محقق توازن هايل في ده.
----------------------------------------------
فـي انتظـــار باقي الأجزاء يا صديقي اللذيذ
:D
وكــــــــل التوفيق والحــظ في باقي الأجزاء
: )
Zika Lovett ..
(T) .... KaniIit tOo7fa bG@d .27la mn el 2ola bkteer we bgad 3agbtny awi 7etat (msh 2al blash abyad !!) we 7etat 7amada we om 7amada we abo 7amada we 3amtan el klam ely byd7ak eda llkessa gaw comedy toOoOo7faaaa ..I like it zillion time Bgad keep it :D ( btw urw hehehe)Bas shadya wa7shtny .. waiting her akid gaya soon fel ba2y ...Nazil el gaya bsr3a ba2a ;)waiting them ;) we Thnx 4 the tag :D :D keep it (m.T):D
ReplyDeletenayera .. (nOsha)
bythy2ly msh m7taga a3ml ay comment :D:D
ReplyDeleteenta 3aref ana ba2olak eh dayman kways ; )
Glata.. :D :D
ReplyDeleteya om 7madaaaa..ya abo 7madaaa :D
gamda bgd keep goin b2a 3yzeen el ba2y soon ;)
to7faaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaa bgd gmad 25er 7aga tarek bgd 2nta fnan w mobb3 w ra23 w 3bkre 2na mesh kont mot5elak bl3bkreya deh l2 2nta bgd kateb 3bkre w lek most2bal mobher
ReplyDeletesoska