Wednesday, June 30, 2010

حكايـة مُصـيـبـة !! (4)




حكاية مُصيبة !


+ الحلقة الرابعة (4) +
"الشـيء المـفقـود !"



اكتئاب .. اكتئاب !
هو ده الموود اللي كُنت عايش فيه خلال اليومين اللي فاتوا !
بأقضي اليوم كُله في أوضتي ..
مش بأخرج .. ولا بانزل أنا وصاحبي زي كل يوم ..

حتى التليفزيون، وهواية الأفلام والمُسلسلات الأجنبي وقفتها !
بطلت كتابة !
أنا حتى بطلت أتكلم ..

- كُل ما افتكر أحداث اليوم إياه ..
خالتي .. البيت اللي بيتهد .. زحمة الستات ..
وأخيرًا الضُباط والإزالة ..
وطبعًا ما انتهى إليه الأمر ..
وهو تحولي لكُتلة من التُراب والمياه !

كُنت باحس بالغباء !
كُنت باحس إني مش موجود ..
أو إن واحد زيي ميستحقش إنه يكون موجود أصلا !
أنا مش فاكر حاجة .. وايه الفايدة !!

- أما عن حياتي في اليومين اللي فاتوا ..
فكانت متلخصة مع شخصين وبس !
الأول هي ماما .. لما تيجي تطمن عليا أو تجيب لي الأكل !
أما التاني فهو صاحبي طبعًا .. واللي كان بيقضي الوقت عندي في صمت !

لغاية ما جه يوم ..
اليوم التالت بالتحديد بعد زيارة خالتي علياء !
وحلِمت حلم غريب ..
حلِمت إن فيه واحدة جميلة كانت بتفتح شباكها !
والشباك في البيت اللي أدام بيتنا !



كانت جميلة جدًا ..
فتحت الشباك ..
ووقفِت فيه لدقايق تشِم هوا الليل !
ومش بس كده ..
لأ دي بصت على شباكي ..
طبعًا مشافتنيش ..
ما هو أنا كنت نايم !

- وصحيت تاني يوم !
ساكت ..
يمكن مبسوط !
لكن كُنت حاسس بحاجة ضايعة مني !
شيء مفقود معرفتش ايه هو !
أه افتكرت .. حياتي !!
>>>>>>>> <<<<<<<<


- الباب خبط !
قُمت فتحت ..

كانت ماما واقفة برا !
مستنتش طبعًا إني أقولها تتفضل !
هي مش محتاجة عزومة ..

دخلت قعدت على كُرسي في الأوضة ..
وأنا قعدت على السرير !

قالت لي / "يا بني مش ناوي تُخرج وتفُك عن نفسك شوية !؟ "

دققت في عينيها .. وحسيت بألمها على ولدها !
بس ولدها كان بيتألم أكتر !

سألتها / (ماما .. هي خالتي علياء مشت ليه بسرعة ؟! )

"هه ؟؟ اشـ .. اشمعنى ؟ "  
اتلجلجت وهي بتُرد عليا !

( عاوز أعرف .. هي ليه مكانتش مبسوطة لمّا شافتني ! )

" يابني .. يا بني دي حكايات قديمة .. لمّا تفتكرها تاني .. يبقى يحلّها ربنا !! "
قالت الجملة وهي بتتفادى النظر ليّا !

( بس أنا عاااوز أعرف !! )
زعّقت جامد ..
كُنت متعصب لأول مرة من 3 أيام !

ماما اتصدمت من شكلي ومن لهجة كلامي !

- باب الأوضة اتفتح فجأة !
وكشف عن صاحبي اللي واقف مذهول من صوتي العالي !

بصت له وعينيا بتطُق شرار !

رفع ايده الشمال وهو ماسك فيها مُفتاح شقتنا !
بص لي وهو بيبلع ريقه ..
وبعدين بص لماما وقال / " محدش فتح الباب .. ففتحت بالنُسخة اللي معايا ! "

- ماما ما صدقت .. وقامت بسُرعة وخرجت !

صاحبي دخل ..
قعد جانبي ..

لقيت نفسي باقوله / (أنا عاوز أخرج ) ..
( مش طايق أقعد هنا !! )

- طبطب على ضهري ..
وقال / "ايه رأيك .. لو نروح نُقعد على البحر .. نشِم شوية هوا نضيف ؟ "

أخدت نفس عميق ورديت من غير ما أبُص له /
( وليه لأ .. البحر !! )






>>>>>>>> <<<<<<<<
- غيّرت هدومي ..
أخدت ساعتي ..
نضارتي ..
فلوسي ..

أتأكدت إن مفيش حاجة ناقصة ..
وإن الشعور ده مُجرد شعور ..
ده أنا حتى اتأكدت إن صاحبي موجود معايا فعلاً !

- نزلنا ..
والمرة دي حلِمت نفس الحلم ..
تقريبًا نفس الحلم ..
بس كُنت مُتأكد إني صاحي !

باب العمارة اللي أُدامنا اتفتح !
بهدوووء ... 
كشف عن بنت في غاية الجمال !

لابسة أسود في أسود !

شعرها أسود فرقِته على الجنبين !
وشوية شعر نازل على عينها الشمال !

كانت لابسة جيبة سودا وشيميز أسود بكُم !
وماسكة في ايدها نضارة شمس سودا !

هي دي البنت اللي شُفتها في حلمي امبارح بتفتح الشباك !
واضح دلوقت إنه مكانش حلم !

عدينا من جنبها ..
بصيت لها بطرف عينيا ..
بصت لي ..
برّقت .. مكانتش مصدقة ..

بس أنا سبتها وكملت المشي !
لكن هي نادت عليّا بصوت رقيق وواثق !

{ مازن !! }

- ياااااه .. ده أنا بقالي كتير مسمعتش اسمي ده !
بقالي كتير جدًا جدًا جدًا ..
تقريبًا كُنت نسيته !

وهو فيه مين أصلا كان موجود حواليا من ساعة ما فُقت من الغيبوبة علشان
يناديني بالاسم ده !

{ مازن !! }

كررت اسمي تاني ..
لكن المرة دي بنبرة مبحوحة وفيها حُزن واضح!

- لفيت وبصيت لها ..
فكيت نفسي من ايد صاحبي اللي ماسكاني من ساعة ما نزلنا !

مشيت ناحيتها ..
وقفت أُدامها ..
بصينا لبعض كويس ..
وأنا حاسس بخيال صاحبي ورايا !

مدت ايدها ..
وحسِست على كتفي ..

{ مازن .. انت رجعت أخيرًا ! .. أنت .. أنت فُقت ! }

حسيت برعشة في جسمي كُله ..
مش عارف من ايه .. من نظرتها ؟
من لمسة ايدها ؟ ولا من كلامها ؟!

لكن لمستها كان لها دور تاني ..
لمستها جابت لي صُداع رهيبة ..
افتكرت حاجة مُهمة جدًا ..
افتكرت مشاهد كتيرة ليّا أنا وهي ..

| عربيات .. البحر .. الهوا .. هي وهي بتعيط .. |

افتكرت سمر !

- (سمر !!) .. نطقت باسمها !

ضحكت بشكل مُلفت ..
وفي نفس الوقت عينها دمعت !

{ انت افتكرت اسمي !! }
قالت الجملة وهي لسه ماسكة في دراعي !

( هه .. شيء غريب .. صح ..
إلا لو انتِ عارفة إني كُنت فاقد الذاكرة ..
مش كُنت .. اههه .. أنا ما زِلت فاقدها ! (

ضحكت سمر .. 
وشالت ايدها من على دراعي ..
وبدأت تمسح دموعها بسرعة ..
وقالت /  {أكيد عارفة طبعًا .. إلا عارفة !! 
بس أنا مبسوطة جدًا .. إنك رجعت .. 
لو كُنت أعرف كُنت رجعت أنا كمان من فترة !! {

- عدِت علينا لحظات من الهدوء ..
وبعدين سمر مدت ايدها لصاحبي فجأة علشان تسلِم عليه !

 ازيك يا أكرم ؟! .. عاش مين شافك  

صاحبي مد ايده بعدها بشوية ..
تقريبًا كان لسه بيستوعب إن حد ناداه أخيرًا باسمه الحقيقي "أكرم " ..

"ازيك يا سمر ؟؟ حمد الله على السلامة .. "

{الله يسلمك يا أكرم ! }
ردت على صاحبي .. وهي بتبُص في ساعتها بتوتر ..

وبعدين عدلت شعرها بخفة ..
وكمِلت / { مازن.. أنا .. أنا مُضطرة أمشي .. بس حاشوفك تاني قُريب .. {

أنا معرفتش أرد ..
يا دوبك هزيت دماغي زي الكلب !!
وشُفتها وهي بتجري على باب العمارة تاني ..

دخلت جوا .. وقفلت الباب جامد !
وسمعت بعدها صوت هبدة على الباب !

تخيلتها وهي بترمي نفسها على الباب مرة واحدة !
وبعدها بصيت لصاحبي المصدوم زيي ..
وأخدت أنا بايده المرة دي ..

فكرت في نفسي /
"يمكن سمر هي الشيء المفقود في حياتي ..
بس اديني لقيتها خلاص .. ليه بقى لسه حاسس بالنقص ؟! "







>>>>>>>> <<<<<<<<
- طلعنا على الشارع العمومي ..
ركبنا تاكسي ..
وأنا بقالي كتير مركبتش مواصلات ..
كُنا دايما بنقضيها مشي في مشي ..

بس حسيت وأنا باركب التاكسي ..
إني برضه مش متعود  .. وإني متعوّد أسوق ..
وده يعني حاجة من اتنين ..
إما أنا عندي عربية .. أو إني شغّال سوّاق !

- التاكسي فضل ماشي بينا فترة ..
وأنا في الوقت ده .. قررت أسأل صاحبي عن سمر ..

قلت له/ ( أكرم .. هي مين سمر دي ... ؟ أنا افتكرتها هي .. بس مش فاكر انا أعرفها ازاي بالضبط .. )

بص لي جامد ... وسكت فترة قبل ما يبدأ في الإجابة ..
زي ما يكون كان بيفتكر هو كمان .. أو بيحضر لي إجابة مخصوص ..

"سمر .. سمر دي يا سيدي .. تبقى جارتك .. وواحدة من أعز صُحابك ..
من الناس اللي وقفوا جنبك كمان .. قبل وبعد الغيبوبة .. "

(بس .. بس هي شكلها زعلان اوي ! )

" اها .. انت متعرفش هي فيها ايه .. الله أعلم .. 
أنا كل اللي أعرفه إنها كانت مسافرة بقالها فترة ..
وواضح إنها لسه راجعة ! "

أكرد رد عليّا .. ولحدٍ ما صدقته ..

( تعرف إني شفتها امبارح بالليل .. لدرجة إني فكرت ده حلم !! )
قُلت الجملة .. وعينيا متعلقة على نهاية الطريق ..
كُنت شايف البحر في المدى ..
وبدأت أشم الريحة المُميزة للهوا .. 
للرملة .. للصخر .. لكل حاجة مُتعلقة بالمشهد البديع اللي احنا رايحين له !

- أكرم بص لي ..
وطبطب على رجلي !
وسكت !


في حين بدأ التاكسي ياخد طريقه على كورنيش بلدنا !

الكورنيش طويل ..
البحر على اليمين !
والشِمال مليان قهاوي ..
قهاوي وبشر !

وفيه زحمة عجيبة على الجنبين ..
لدرجة إن مشهد الصخور محجوب ..

بس ده مقللش من استمتاعي بريحة الهوا !
وواحدة واحدة ..
كُنت متأثر اوي إني خرجت في مكان جديد ..
إني بدأت أشوف ناس تانية ..
وأماكن تانية ..
اهو التغيير مطلوب برضه ..

كُنت عمال زي العيّل الصغير اللي راكب عربية أبوه ..
لدرجة إني لزقت في الشباك بايدي وراسي ..
وفضلت أراقب وأدقق في كُل تفصيلة من تفاصيل الجانب الشِمال !

( كُل دي قهااااااوي !! )

شُفت ناس من جميع الأشكال ..
ناس من بلدنا .. وناس أجانب ..
رجالة وستات !
كُل واحد يا إما بيشرب سيجارة يا إما شيشة !
والعيال الصُغيرة بتتنطط حواليهم ... عادي خالص !!

شُفت عائلة كبيرة !
راجل ومراته و 4 بنات وولدين ..
كُلهم واخدين مساحة كبيرة سادين بيها مدخل واحد من المقاهي !
وكلهم بياكلوا آيس كريم !
لأ وكلهم تُخان جدًا !
الصُغير فيهم في نفس تُخن الكبير !!

- أما بقى الكورنيش فكان حكاية تانية !
كُل اتنين ماشيين سوا !
واحد وواحدة ..
واحد وصاحبه !
واحدة وصاحبتها !

وناس كتيرة ماليين الشواطيء ..
زي ما تكون البلد كُلها هربت على الكورنيش !
واحنا كمان كُنا هربانين معاهم !

لغاية ما التاكسي وقف !
وقف لواحدة ست بتشاور له !

الست ركبت جنب السواق ..
ما هو أنا وأكرم قاعدين ورا طبعًا !

كانت ست كبيرة كده !
متحجبة حجاب نُص كُم ..
ومدلوقة في ازازة برفان قبل ما تنزل من بيتها !

ركبت وقالت للسواق إنها رايحة الحتة الفُلانية ..
وطبعًا السواق متكلمش !
بالرغم من إن الحتة دي أصلا في الاتجاه المُعاكس للمكان اللي احنا رايحينه !

وسبحان الله .. شيء غريب خلاني أسكت وما اتكلمش !
يمكن البحر ؟؟
لأ .. أكيد الهوا !!


- كملت تأملي ..
قريت كُل الإعلانات اللي على الطريق ..
إعلان إعلان !
زي ما أكون باكوّن ذاكرتي من جديد !

"سيجارة !! "

الست اللي ركبت عزمت على السواق .. واللي اخد منها السيجارة !
وبعدها لفِت وعزمت عليا أنا وأكرم ..

هزينا دماغنا احنا الاتنين !
بصت لنا بنظرة لا مُبالاة ..
وقامت مولعة سيجارتها بولاعة السواق !


(على جنب يا أسطى !! )
قُلت للسواق يقف فجأة !!
الراجل فرمل مرة واحدة ..

أكرم بص لي ..
أما أنا بصيت للمشهد اللي ناحية البحر !
كان منظر مألوف تمامًا ليا ..

مكان واسع على الكورنيش ..
مفيهوش غير شوية شباب بيعلبوا ..
والصخور والمياه واضحة وصافية !

- فتحت باب التاكسي .. وأكرم كان بيدفع الأجرة للسواق ..
أما الست فكانت بتبُص لي بطريقة مُريبة ..

أنا استنيت لما أكرم دفع ..
وقُلت لها / ( يا رب تموتي ناقصة عُمر يا شيخة !! )

وجريت ناحية البحر !!






>>>>>>>> <<<<<<<<


- قعدت على أقرب صخرة للبحر !
وكُل شوية أحرك ايدي في المياه !
كُنت مبسوط اوي ..
إني باعمل حاجة عادية زي أي حد !
وإني في مكان محدش يعرفني فيه !

أما أكرم فانطلق شوية ..
وده طبعًا بعد ما تأكد إني في حالة تمام !

راح يلعب كورة مع الشباب اللي بتلعب في المساحة الفاضية على الكورنيش ..

- بصيت يميني وشمالي ..
شُفت مشهد الصيادين ..
صياد على بُعد كام صخرة ..
كُلهم بنفس الهدوء ..
عندهم نفس الصبر !

وبالرغم من إن محدش اصطاد حاجة في الفترة اللي أنا قعدتها ..
إلا إنهم كانوا راضيين !

يا ريتني أكون راضي زيهم !

لفت نظري .. واحد صياد .. ومعاه مراته ..
كانت قاعدة جنبه على الصخرة ..
وعمّالين يضحوا .. وهي بتحضر له كوباية شاي !

تخيلتها للحظة وهي بتعزمني على سيجارة !
وحسيت تاني بالشيء المفقود !!

قُمت بسرعة ورحت مشاور لأكرم ..
كان بينهج من الجري واللعب ..
وكان مبسوط ..
مرضيتش أعكر عليه فرحته ..

واكتفيت إننا مشينا على الكورنيش ..

لكن بعدها بشوية قلت له / (أنا حاسس إن فيه حاجة ضايعة مني ..
حاجة مش قادر ألاقيها .. مش قادر أفهمها .. )

سألني / "حاجة زي ايه يا مازن ؟ "
واضح إنه خلاص أخد على اسمي !!

( مش عارف .. اهي حاجة ضايعة وخلاص .. !!)

فضلنا ماشيين شوية ..
بدأ البحر شكله يتغير !
المياه بقت متعكرة جدًا ..
وكُلها زبالة !
منظر مُقزز !

بصيت لأكرم ..
بص لي .. وفهم أنا عاوز ايه !

قال لي / "اوعى تفكر في كده .. "

ضحكت له وجريت ناحية المياه !!

جرى واريا ..
قعدنا نجري زي الهُبل ورا بعضينا ..

هو طبعًا بيحاول يمنعني إني أنزل المياه وأنضفها !!
بس أنا اللي منعني كان {سمر} ..
لمحتها على الناحية التانية من الطريق ..
خارجة من عمارة شيك على البحر !

ومعاها شاب لابس أسود برضه ونضارة شمس سودا ..
وكان حاضنها بدراعه !!

طلعت أجري علشان أعدي السكة ..
أكرم جرى ورايا وعدينا السكة بتهور رهيب !

ناديت عليها /
(سمر .. سمر !! )

شافتني .. وبصت لي باستغراب ..
الولد اللي معاها كمان مكانش مصدق منظري !


{مااازن !}

قعدت أتأتئ في الكلام !

قالت لي وهي بتشاور على الشاب اللي معاها /
{أكيد فاكر عمرو أخويا .. احم .. أنا آسفة .. }

قلت لها / ( ولا يهمك .. هو أنا مش فاكره .. بس عادي .. )

وبعدين مديت ايدي وسلمت على عمرو !

- سمر بصت بعيد على الكورنيش .. ناحية ما كُنت قاعد من شوية !

وبعدها قالت وهي بتنقل نظراتها ما بين ال 3 شُبان اللي واقفين معاها !

{تحب نوصلكم ؟ .. احنا مروّحين دلوقت !! }

( وليه لأ .. !! )
رديت عليها !!
وأنا بافتكر شكلها وهي بتفتح الشباك بالليل ..

عمرو مشى ..
ومشينا وراه ..
راح ناحية عربية كانت مركونة في الشارع الجانبي اللي جنب العمارة ..
كانت عربية سودا برضه ..

ركب عمرو .. وركب أكرم جنبه ..
وسمر فتحت لي الباب علشان أقعد جنبها في الكرسي اللي ورا !!


- أنا سألتها بعد حوالي عشر دقايق من السكوت ..
( انتي قلتي لي .. إني رجعت أخيرًا .. رجعت منين بقى .. كُنتي تقصدي ايه بالتحديد ؟ )

فضلت باصة لي ..
زي ما تكون بتحسب كلامها قبل ما تقوله ..
وردت /{ أنت كُنت مسافر .. بعد الغيبوبة .. مامتك كانت مقعداك في شقة تانية غير بيتكم !! }

!!!!!!!
دماغي كُلها كانت علامات تعجب !!

{بس واضح إنك فُقت في بيتكم ده !!}
كمِلت كلامها !!
أما أنا فسكت أحسن لي ..

بس سمر بعدها بشوية قالت / {أنا وانت وعمرو وأكرم .. كُنا بنيجي نُقعد على الكورنيش زمان !}
{كُنت بتكتب .. وأنا أقرأ لك !!}

بصيت لها بذهول !
وقُلت / (واضح إن علاقتنا كانت قوية !! )

- سمر بدأت تدمع ..
وقالت لي من ورا حُزنها الصامت ..
{اها .. احنا .. احنا كُنا مخطوبين !!}

دي بقى كانت الصاعقة !
مخطوبين !!
مخطوبين !!
مخطوبين .. وأنا حتى مش قادر أفتكر خطيبتي !

قررت السكوت ..
وهي كمان قررت كده !

لغاية ما وصلنا عند بيوتنا ..
ونزل عمرو وأكرم من العربية ..

أما أنا فسألتها قبل ما أنزل / (انتِ ليه لابسة أسود ؟! )

ردت / {بابا مات زي النهارده من 8 شهور !! ... كان يوم اتنين !}

( أنا .. أنا مش عارف أقولك ايه .. أنا آسف .. على أي حاجة يا سمر !! )
حسيت إني لازم أقولها كده ..

هزت دماغها .. وقالت لي وهي بتمسح دموعها / {ولا يهمك يا مازن ..}

وبعدها نزلنا من العربية !






>>>>>>>> <<<<<<<<

- في بيتنا ..
مكانش فيه حد غيري أنا وأكرم ..
واضح إن ماما خرجت!

أكرم سألني / " عاوز حاجة قبل ما أمشي ؟ تحب استنى معاك ؟ "

مجاوبتش / ( أنا مش عارف .. نفسي أعرف ايه الشعور اللي ناقصني ده ..
سمر .. سمر .. قال ايه .. خطيبتي .. وانت قُلت إننا صُحاب وجيران ) !

حاول أكرم يدافع عن نفسه / " أعتقد إن دي حاجة كانت لازم تقولها لك بنفسها !! "

( الغريبة .. إني كُل ما أشوفها .. أحس بحاجة غريبة .. زي ما نكون فعلا قُريبين من بعض ..
قلبي بيبقى حينُط من مكانه !! )

"علشان انت بتحبها !! "
رد أكرم عليّا !

" مش يمكن ده الشيء اللي ضايع منك .. شعورك بالحُب .. وكل ده بدأ لما سمر ظهرت تاني !! "

( أنا أصلا مش عارف يعني ايه الحُب !! )
قلت الجملة .. وأنا بافتكر صورة للدكتور .. صورة مش مُميزة ..
بس سمعت صوته في دماغي وهو بيقول .. إن الغيبوبة دي ممكن تمحي تعريفاتك لمفاهيم وأخلاق كاملة !!
ودلوقت بس فهمت كلامه !!

أكرم قعد جنبي ..
وقال لي / " الحُب .. هو إنك تحب حد .. تخاف عليه .. وتبقى عاوز تكون معاه دايما "

قُلت له / "زيك كده !! .. وزي ماما مثلا ؟ "

هز دماغه .. وهو بيبتسم لي !

وبعدها شديته وحضنته فجأة !!
مش عارف ليه !!

قال لي وهو بيضحك جامد / " واضح إنك فهمت خلاص .. بس العملية مش سايبة كده .. "

أنا كمان ضحكت ..
وحسيت لأول مرة النهارده ..
إني لقيت الشيء الضايع مني ..

- فجأة .. جرس الباب رن !!
أكرم فتح ..

كانت سمر وماسكة في ايدها شنطة هدايا !

بصت لي بنوع من العتاب ..ومدت ايدها بالشنطة ..
وقالت / {دي هدية بسيطة علشان انت قُمت بالسلامة ! ..}

أخدت منها الهدية .. وقلبي بينبض بسرعة !

وفجأة .. باب الشقة اتفتح ..
وماما ظهرت على عتبة الباب ..

أول ما شافت سمر ..
خدتها بالحضن .. وقعدت تبوس فيها !

وبعد الترحيب والذي منه ..

ماما حطت الشُنط اللي جاية بيهم من برا ..
وقالت لي بكل بساطة / "على فكرة .. أختك جاية بكره !! "

لأ بقى .. كده صدمات كتيرة اوي !!
خطيبتي .. وأختي !!

- ( افندم ؟؟ .. أختي ؟؟ )
سألت ماما بلهجة تعجب واستنكار واضحين !

لكن سمر هي اللي تكفلت بالإجابة /
{ياااه .. ريم .. بقالي كتير مشفتهاش !}

قررت إني أتعايش مع حقيقة أختي اللي اسمها ريم !!

لكن فجأة ..
قعدت أدوّر في شقتنا !
فحصتها ركن ركن ..
أوضتي .. أوضة الضيوف ..
أوضة ماما .. الصالون !
الصالة .. المطبخ .. الحمام ..
البلكونة .. الشبابيك ..

مفيش أوضة لأختي ..


- جريت وبقيت أفتح كل الأبواب ..
حتى باب الشقة ..

أكرم أدرك الموقف ..
ومسكني .. وهداني بسرعة ..
في حين ماما بتتفادى النظر ليا ..
وسمر واقفة حاطة ايدها على بُقها ..

سألت أكرم / ( هي .. هي .. هي ليه ريم ملهاش أوضة ؟ )

أكرم جاوبني بهدوء مُبالغ فيه / " ريم .. تبقى أختك .. بس مش شقيقتك ..
هي أختك من أبوك بس !! "

- أخدت نفسي ..
يعني ريم .. أختي من أبويا بس ..
يعني واضح إنها مش عايشة معانا هنا ..
طيب  .. كويس ..

ساعتها بس عرفت ايه الشيء المفقود ..
لا كان الحب ..
ولا سمر .. ولا حتى ريم ..

أنا فين أبويا ؟!


يُـــتـــبــع !
مازن !!!!




   TNT


30/6/2010




15 comments:

  1. اول مرة اتجاسر و اقرا حكايات مصيبة

    مكنتش باقرها الاول باعتبار انها مذكرات شخصية و ماليش دعوة

    وانتا كمان مكنتش بتعملى تاج

    مكنتش اعرف انها كده
    وفوق كده دايماً بتبقى طويلة و انا مش فاضى بقى

    المهم النهاردة قريت الحلقة دى

    و عجبتنى

    جامده اولاى يا طارق بجد وصلت افكارك بالعامية بطريقة حلوة اوى و العامية بتاعتك موصلتش بدرجة من الانحطاك اننها تكون شكلها وحش و تخرج من صيغتها الادبية إلى الصيغة البطيخية


    لأ جاادةن

    الى الامام بإذن الله

    ReplyDelete
  2. nayera said :
    Ok !! 5atibto sh5sytha to7faaaaaaa :):):):) we el asma2 to7fa we el el esm nafso to7fa :D el shy2 el mafkood bas brdo msh 7assa an babah bas hwa el 7aga el mafkooda there is something missing i guess !!! we 7etat el ba7r dy kanit gamda awi we 27la 7aga eno bystrag betlka2ya :D we 7assa eno tayeeh awi :( bas msh 3ayez ybyan by7aweel ydarywe 7assa en 7ayato kanit 3obara 3an sdmat :( i am waiting 3ala fekra we bgad mot7mssa awi we masha2llah masha2llah ba5ar nafsak we aktr 7aga 3agbany eno msh byzha2 we 7ayfdal l7ad maye3raf kol 7aga :D:D:D i likE it (T) we really really thnx 4 the tag ;;) complete it :D

    ReplyDelete
  3. sry fe 3'ltat 2mla2ya :D we ady wa7da boby dog eyes o-O

    ReplyDelete
  4. nayera said : sry fe 3'ltat aml2ya kteer 7awel t2ra xD we ady wa7da boby dog eyes o-O

    ReplyDelete
  5. ana 7bet akrm awiii 3la fkra :D :D

    7lwa awi ya tare2 as usual :D
    bs elly fatt agmad el sara7a :D

    w bgd msh ader astna el ba2y :D

    ReplyDelete
  6. e5trt el asami 7lw awii ,, w el tari2a ely 3rfna biha esm batal kessa kanet bgd 7lwa .. ana knt nseet mwdou3 el asami da mn kotr mal a7das shadetnii
    gmda awii ; )

    ReplyDelete
  7. tare2 bgd 2srt fya awiiii we kman fe 7etat enak btwsaf el ba7r we el hwa we el mya kont b7as eny odmha fe3ln we 2an samar 5tebtak we hya msh adra t2olak bgd kanet t2sr fe ay 7ad we kanet romncia shwaya we 3aref ana mestnia we el goz2 el gai bgd shdtni awi ana kman aret el goz2 el awel 3ashan ab2a metb3a mn el awel hya mn a7sn la7sn kamel ya tare2 iSa te3mal ketab keda xD

    ReplyDelete
  8. - سمة & نيرة & نُهير ..

    شُكرًا ليكم انتم التلاتة بجد ..
    كالعادة بتزيدوني تشجيعًا ..

    ونيرة .. شُ:را على البوبي دوج آيز ..
    هيهي

    :D

    T

    ReplyDelete
  9. - دوبي ..

    منوّر البلوج ..
    على فكرة انت إلى حدِ ما أوحت لي بالاسم ..
    وهو الاسم اللي مش ماشي عليك أصلا .. هيهي

    بس أنا عمومًا أعرف ناس بالاسم ده أصلا ..

    ما علينا ..

    هو كده كده الحلقة دي فاصلة إلى حدٍ ما ..
    علشان أبدأ أوضح الشخصيات اكتر ..

    شُكرا لرأيك يا دوبي ..

    T

    ReplyDelete
  10. - مُصطفى ..

    شُكرًا ليك على رأيك بجد ..
    والحمد لله إنها عجبتك ..
    : ))

    وزي ما قلت لك أنا مكنتش باعمل تاج علشان الامتحانات بس ..

    T

    ReplyDelete
  11. what can i say ? this is my favorite part ya moseeeeeeeeba i really liked the dialogue n the description of it u know i even felt sorry for samar's father death although i know it is just a story :D:D CAN'T WAIT FOR THE NEXT PART :D
    NADA SAAD

    ReplyDelete
  12. طااارق
    ،،
    انت خلاص عارف رأيي ف كتابتك عمومًا عشان الكلام اتكرر
    :D
    بجد كل جزء أحسن من التاني والأسلوب بيتحسن مع الوقت ما شاء الله،، غير الحوار نفسه كمان.. عجبتني أوي طريقة مدخلك للأسماء وبدأت تظهر شخصيات أكتر ف الأحداث وبمنتهى الهدوء،، بتفكرني بديكستر لما تلاقي كل حاجة ماشية بالراحة ومرة واحدة الأحداث بتبقى ف إيقاع سريع ..انجز بقى وعاوزين نقرا الجزء الخامس إن شاء الله
    ; )
    Thanks for the tag ^ ^
    & Sorry for my Vry late Comment :S
    انت عارف اللي فيها بقى:D

    ReplyDelete
  13. طارق بجد بجد تحفه اووووووى وكل مره بتحلو اكتر من الاول
    اكتر حته عجبتنى

    دي بقى كانت الصاعقة !
    مخطوبين !!
    مخطوبين !!
    مخطوبين .. وأنا حتى مش قادر أفتكر خطيبتي

    طارق النوت كل مره بتحلو جدا
    انا بجد مش حسكت غير لما تعملها كتاب
    ديه بجد لو كتبتها قصة ونشرتها هتكسر الدنيا

    ReplyDelete
  14. gamda 2a5r 7aga
    keep it up yabn 5lty
    nada

    ReplyDelete