حُكايـة مُصـيـبـة !! (1)

حكاية مُصيبة !

الحلقة الأولى (1)

شـــادية !!

- أنا عُمري ما مشيت في الشارع لوحدي ...

هُم قالوا لي كده ... لمّا حبّوا يقنعوني أني ما أنزلش لوحدي ..

أنا عن نفسي مكانتش فارقة معايا، أنا عارف السبب كويس.

في مرة قالوا إن السكة خِطرة، وفي مرة قالوا إن في بلدنا محدش بيمشي وحده !

بلدنا ما عادت زي زمان لما كُنت فيها، والمكان ما عاد أمان !

بس أنا برضه كُنت عارف السبب كويس، ومُكنتش خجلان ...

أنا مش باعرف أعدي السكة لوحدي ..

وايه يعني ؟!

دايمُا محتاج حد ياخد بايدي، مش عجز .. لكن خوف !

- أنا عُمري ما مشيت في الشارع لوحدي ...

كان دايمًا معايا صاحبي، وصاحبي ده كان صاحب أصيل !

أصيل فعلاً ... صعب تلاقي منه في الزمن ده اتنين ..

قالوا إنه فِضِل جنبي لغاية ما فُقت من الغيبوبة !!

يااااه .. أصيل بجد ... واحد يفضل جنب صاحبه 6 شهور !!

لأ وايه، بيمشي جنبي كل يوم ...

بس كان بيقول لي دايمًا : "أنا هنا معاك .. أنا هنا معاك.. دايمًا باحميك" !

وهو كان كده فعلاً ... 

بس بالنسبة لي أنا ..

كانت أهم حاجة أنه بيعديني السكة ...

- المُشكلة إنه كان بيمشيني في نفس الطريق كُل يوم ...

بنروح من طريق، وبنرجع من ذات الطريق ...

طريق هدوء .. طريق أخضر في أماكن عُمري ما افتكرها !

لحد ما جه يوم، وطلبت منه إني أنا اللي أمشي بيه ..

إني أمشي في سكة من السكك اللي اتعودت أمشي فيها !

والغريب إنه وافق ..

مع إنه عارف إني ممكن أكون نسيت شكل الشوارع !

- قالوا لي مرة إن الغيبوبة اللي كُنت فيها ممكن تكون محت من ذكرياتي كتير !

ممكن أكون نسيت كلام .. وشوش .. أيام !

بس كان عندي إحساس إني فاكر كُل حاجة ..

أو إني سهل افتكرها ...

ما عدا يوم ما دخلت الغيبوبة !

حاولت كتير افتكر اللي حصل لي ..

لكن من غير فايدة ...

صاحبي قال لي مرة / "يا صاحبي دي نعمة .. إنك تنسى كل حاجة وحشة .. 

انت بس اوعى تقسى وتحاول تفتكرها " !

وفعلأ مقدرتش افتكرها !

يمكن زي ما قالوا لي مرة لإنها ذكريات بسيطة ... ومداها قُصير !

- في اليوم ده مشينا كتير ...

في اليوم ده شميت ريحة بلدنا من جديد !

حسيت إني مش تايه ..

إني عارف كل خطوة بامشيها ..

آه .. فيه حاجات كتيييير اتغيرت ..

 بس زي ما يكون المكان بيتعجب ويقول لي / انت جيت .. أخيرًا !

أو يمكن كان بيقول // ايه اللي جابك ؟!

- مشينا، لفينا ..

كنت باتنطط كتير ... وصاحبي بيحلّق عليا ..

وصلنا لمكان كبير ..

مكان نضيف ..

مكان أنا عارفه كويس ..

مليان بالروايح ..

عطور حريمي ..

 عطور رجالي ..

أكل ...

حلويات !

مُنظفات !

تكييف !

وسيجارة !!

- سيجارة !!

شفتها وهي بتقوم من مكانها على الرصيف ..

قامت مفزوعة زي ما تكون شافت عفريت ..

شفتها وهي بترمي السيجارة !

وبتُصرخ بعُلو صوتها / "سي الأستاذ !!! عاش مين شافك !! "

بصت لها بوضوح ..

جلابيتها البُني اللي طرّزتها عِقاب السجاير !

شعرها الهايش المُتفحم ..

وسيجارتها اللي رمتها !

(شاااااااااادية ) !!!!

قُلتها وأنا مش مصدق نفسي !!

مش عارف ازاي افتكرتها !!

قربت عليّا .. شدتني،

 حضنتني !

صاحبي شدني : "انتي بتعملي ايه ست يا مجنونة انتي !! "

بصت له وبصت لي وضحكت ..

سألتني وهي بتوطي تاخد السيجارة اللي رمتها /

" مين الحلو اللي معاك ده يا سي الأستاذ ؟ "

(ده صاحبي) !

"صااااحبك .. أموت أنا !

ياااه يا سي الأستاذ ... أنا قلت انت سافرت .. أو الأمن المركزي مسكك أخيرًا ! "

اتصدمت إلى حدٍ ما ..

بس قلتلها وأنا باحاول أخلي صاحبي يهدى شوية، ويبطل يشدني !

( أنا كُنت في غيبوبة يا شادية .. تخيلي غيبوبة !! ) !

"دماغ يعني ... طول عُمرك بتاع مزاج "

شدت نفسين من السيجارة .. 

وكملت : " تعالَ يا سي الأستاذ .. اقعد .. خلينا نرجع أيام الـ ××××× "

تلقائيًا لقيت نفسي باقعد جنبها على الرصيف ...

حسيت للحظة إني لوحدي .. وإن صاحبي مش معايا ..

والغريبة إني كُنت مبسوط بكده !

- فضلت قاعد أنا وشادية لمدة ...

قاعدين ساكتين .. هي بتشرب في السيجارة، وبتعزم عليا 

وصاحبي يمنعني إني اخد منها السيجارة !

كُل شوية، عربية آخر فخامة تيجي تركن جنبها ..

ويطلع منها واحد أو واحدة في قمة الشياكة، ويناول شادية فلوس !

وهي تاخدها بدون أدنى حرج ..

قال يعني ايه حيكون مُحرج أكتر من قعدتها عالرصيف !

- بعد مُدة من السكوت الغريب اللي طبق علينا احنا الاتنين ...

قُلت لها / (شادية .. أنا كُنت في غيبوبة بجد ... ولما فُقت كنت ناسي حاجات كتير ! )

(بس الغريبة إني افتكرتك .. شكلك كده تعرفيني كويس ... ) !

ضحكت ضحكة من إياهم وردت / "إلا أعرفك يا سي الأستاذ ... وهو مين ميعرفكش ..

طب ده انت في الحتة دي بالذات معروف اوي .. ومن زمان كمان ! ..

ما تقوله ياااض انت " !

وشاورت لصاحبي .. واللي في لحظة وشه جاب ألوان !

كان واضح إنه عارف حاجة، ومخبيها ...

مرضتش أضغط عليه .. وسكتْ ..

ما هو أنا ساكت بقالي شهور !

ايه اللي ممكن يخليني أتكلم دلوقت ?!

- شادية مدت لي سيجارة من جيبها، سيجارة مش طبيعية ...

كان مُبالغ فيها، وواضح إنها ملفوفة ...

قالت لي/ "موحشكش المزاج يا سي الأستاذ?" ..

(مزاااج ... حلاوتك)

قُلت في نفسي، ومديت ايدي آخد منها السيجارة...

وفي لحظة، صاحبي نطّ عليا، وضربني على ايدي زي ما أكون عيّل صُغير ..

توقيعه للسيجارة عصبني/ (اييييه يا عم انت؟!)

"اييييييه !!"

(اييييييييييييييييه !)

وفي لحظة تانية، لقيته قرّب مني ..

قعد جنبي على الرصيف...

حط ايد على كتفي، والايد التانية على دماغي ..

كنت متعصب، لكني بدأت أهدى تدريجًيا...

في حين شادية بتبص لنا بنظرة (جرى ايه يا واد منك له ؟) ...

لكن الحقيقة، هي إني في الكام أسبوع اللي فاتوا، من ساعة ما فقت من الغيبوبة..

كان صاحبي هو الشخص الوحيد اللي يقدر يهديني لما اتعصب ...

وكانت هي دي الطريقة الوحيدة !!!

- شادية/ "شششش .. بس اسكتوا "

وقامت وقفت جنب العربية الملاكي السودا اللي ركنت جنبنا ...

وانفتح الشباك (الفيميه) الفخم، وظهرت وراه واحدة !

واحدة ست طبعًا ... بس كانت آخر شياكة ...

ادت فلوس لشادية ...

وقالت لها / متتأخريش باللذي منه ...

وبعدين بصت لي أنا وصاحبي باستغراب ...

-شادية/ "ولا يهمك يا هانم ... الدار أمان ! "

بصت لنا تاني، بس المرة دي باستحقار مش استغراب ...

واتقفل الشباك ، واتحركت العربية ...

- شادية عدت الفلوس بسرعة، وقالت لي /

"أنا لازم امشي يا سي الأستاذ ... خلينا نشوفك زي زمان"

قلت لها بصوت عالي / (بس انتي مقلتليش حاجة عني يا شادية) !

بصت لي تاني بعُمق، زي ما تكون والدتي /

"مش محتاج يا سي الأستاذ .. لو كان صح زي ما بتقول إنك كنت في غيبوبة ...

ولو مكانتش الحكاية أصلا حكاية (أوفر دوز- Over Dose) ... 

يبقى امشي في الشوارع ... وهي تحكي لك ... 

وابقى ارجع وقول شادية قالت لك "

- معرفتش أرد ... وحسيت للحظة إني رجعت في غيبوبتي تاني ...

أو إن ده كان كله مُجرد حلم !

"سلام يا سي الأستاذ .. سلام يا عم الأمور "

قالت الجملة التانية وهي بتغمز لصاحبي ...

واللي طبعًا شدني خطوة بعيد عنها ...

فضلت مراقب شادية، وهي بتمشي، وجلابيتها مسحوبة على الأرض ..

لغاية ما دخلت في شارع جانبي ... وساعتها بس خرجت من غيبوبتي تاني ...

ومشيت !

- كملت الطريق مع صاحبي ...

بعد ما أخدت نظرة أخيرة على مشهد شادية وهي في العربية الملاكي السودا !

وعلى المكان الكبير اللي كنا قاعدين على الرصيف أُدامه !

ساعتها بس .. افتكرت !

افتكرت لما كُنت بألف فيه !

ومعايا العربية المعدن ...

أملى و أزُق !

افتكرت قبلها بكتير ...

لما كنت باقعد فيها .. وأتزّق !

- مشينا .. لفينا ...

كُنت ساكت ..

وصاحبي سايبني وحدي !

كان بعيد عني بشوية ...

زي ما يكون بيديني المساحة ..

أنا واثق إنه عارف حاجة، بس ايه هي !!

- فضلنا على الطريق ...

طريق مألوف بشكل كبير بالنسبة لي ..

حاولت أتأمل، وأجبر عقلي إنه يفتكر أي حاجة ...

بس صاحبي قطع عليا حبل أفكاري / "أنا آسف على اللي حصل" !

(هي أكيد عارفة حاجة .. أكيد عارفة حاجة) ...

كُنت باكلم نفسي بصوت مسموع، بس مردتش عليه !

" بس انت المفروض مكنتش تعمل كده" !

بصت له، وقلت له/ (قصدك السيجارة ... ما أنت وقعتها يا فالح!) ...

"لأ مش السيجارة... المفروض مكنتش تقعد جنب واحدة زيها كده على الرصيف

بكل بساطة .. الناس كلها كانت بتبص علينا .. عليكم ! "

(واحدة زيها ... واحدة زيها ... واحدة زيها واضح إنها تعرف عني حاجة ..

وانت مش عاوزني أعرف .. ولا عاوزني أفتكر ) !

رديت عليه بعصبية ... بس كان واضح له إنها عصبية مُصطنعة ..

لو كنت أعرف نفسي كويس ... 

كُنت قُلت إن العصبية دي مش من طبعي !

" واضح جدًا إنها ست بتلف سجاير .. وبتاعة مُخدرات ... ولا انت مخدتش بالك ..

دي بقى حاجة مش محتاجة أي ذكريات !! "

للحظة حسيت بغبائه ... واكتفيت بالسكوت ...

بس قُلت في نفسي / ( وواضح اوي إني بتاع مزاج !!

وهو ده اللي محتاج ذكريات ... يا صاحبي ) !

- مشينا ... 

دخلنا في شوارع .. 

في زقايق ...

البيوت آخر شياكة ..

حواليها جناين ..

والورد ريحته مالية المكان ..

أما الناس فشكلها نضيف ..

زي البيوت ..

كان أُدامنا اتنين شباب ..

أصغر مننا في السن .. واضح جدًا !

عدينا ما بينهم ...

بس هُم معدوهاش بالساهل !

كُل واحد منهم خبط واحد منّا كتف !!

ليه الأذية يعني !!

واللي غاظني أكتر، هو إن واحد منهم قال / "أي" !

بطريقة اتكسف إني أقولها أصلا ..

قلت له/ (مش تحاسب يا كابتن!!) !

رد الأطول فيهم واللي بالتحديد خبط صاحبي 

وكان لابس كاب أسود، وتي شيرت عليه جُمجمة وبنطلون تقريبًا !! 

/"مش تحاسبوا أنتم .."

وبعدها أدور لصاحبه وقال وهو بيشاور علينا / "Geeks"

وضحكوا الاتنين بشكل مُبالغ فيه ..

- صاحبي شدني علشان نمشي ..

شديته أنا علشان يستني !

الواد التاني كمل عملية التقسيم علينا ...

كان شكله "سيس" أكتر من الأولاني ...

قُصير وشعره طويل، وعامل تسريحة غريبة ..

ولابس سلسلة، وتي شيرت أبيض !

وشورت تحت الرُكبة ... قال يعني كده بقى مُتدين !!

الواد قال لي أنا بالذات / ********* Back to mammy u

 وضحك هو وصاحبه تاني !!

- صاحبي قال لي / (يلا بينا) !

كان مُستميت أوي في محاولته دي ..

زي ما يكون عارف أنا حاعمل ايه !

- قلت لهم بتلقائية/

(So, u both smartass think u'll say whateava u want

and just let go ... sorry babe .. but screw u both )

مصدقتش نفسي إني قلت الكلام ده أصلا !!

أنا أصلا من ساعة ما فُقت وأنا متكلمتش بلغة تانية غير لغة بلدنا !

فجأة كده .. أفهم وأتكلم !!

واضح إني مُثقف فعلا ..

- العيال قربوا علينا ..

وصاحبي حاول يبعدني عنهم !

الواد القُصير دخل ايده في جيبه ...

شكله حيطلع لنا بحاجة يضربنا بيها !!

قلت له بسرعة /

( u know something .. I like ur hair ..

I think i'm goona make that style )

 ابتسم لي ابتسامة سخيفة، وايده لسه في جيبه ..

وأنا كملت / (For My Dog... haa )

واخدت صاحبي، وطلعنا نجري ..

وهُم طبعًا ورانا !!

- جرينا ...

لفينا ..

الحتة كانت كلها شبه بعضها ..

نفس الشوارع ..

كُل شارع فيهم بيحكي حكاية ..

زي ما شادية قالت !

بس المُشكلة إن مفيش أي حكاية منهم عني !

لغاية ما وقفنا في شارع ...

كان أجمل شارع مشينا فيه النهارده ..

كان فيه مدرسة ...

مدرستي !!

مدرستي !!!

مدرستي أنا !!!!

أنا مفتكرتش !!

بس اسمي كان مرشوش بجميع الألوان والأحجام على جُدران المدرسة ...

واضح إنه مكتوب قُريب ...

بس أنا واثق إني مش في المدرسة لسه !!

هم قالوا لي كده ..

- وقفت .. وأنا مش مصدق نفسي ...

افتكرت كل حاجة حصلت في الساعة اللي فاتت ..

شادية، السجاير، العربيات، العيال السيس ...

والمطواة اللي في ضهري حاليا !!

واضح إن الواد لحقني ...

لفيت وبصيت له ...

كان شعره أطول بكتيييير !!

ايه ده .. مكانش الواد ..

كانت بنت ...

بنت ضايعة برضه ...

شعرها طويل ..

ولابسة -تقريبًا- أسود في أسود ..

- بصت لي ...

بصت لها ...

نفخت في وشي ..

ضحكت !!

بعدت عني .. 

وبصت لي وضحكت ...

وبعدها لفت للولدين اللي كانوا بيجروا ورايا ...

وقالت لهم / "بقوا بتجروا ورا ده !! .. مش مكسوفين من نفسكم ... "

قلت لها، وأنا ولا على بالي أي حاجة / (وماله ده ياااا ؟؟)

"ما تشوف نفسك يا **** .. ولا مرايات بيتكم متكسرة !! "

بصيت لنفسي من فوق لتحت ...

لغاية ما مجال بصري جاب ..

مكنتش شايف غير لون واحد .. أبيض !!

"شايف نفسك nurse ولا ايه ... !!"

كملت كلامها وضحكت ...

بعدها لفت تاني للولدين .. واللي كانوا لحدٍ ما خايفين منها !

قالت لهم / "طيب التاني ده ممكن ..."

وقربت من صاحبي ...

والمطواة في ايدها !

واضح إنه مهما كان ... فصاحبي أحلى مني ...

بس بالنسبة لي .. مكنتش شايف فيه غير ألوان هدومه بس !!

حركت المطواة ناحيته ..

وفي لحظة ..

كنت ساحب منها المطواة بصورة لا إرداية ..

بمهارة زي ما أكون متعود عليها ..

أخدت المطواة ..

ورميتها بعيد ..

و آخر حاجة حصلت بعد كده ...

هي إني فُقت في بيتنا !!

- كان وااضح ... إني اخدت أنا المطواة ...

وصاحبي أخد الضرب كُله ..

مع إني أنا اللي حبيت أحميه !

بس هو برضه اللي صمم يحميني في النهاية !

وبالرغم من إني رجعت في كامل وعيي ..

إلا إن جوايا كان غيبوبة ...

غيبوبة من نوع أسوأ .. 

مش قادر تعرف فيها أي حاجة عن حقيقتك ...

وصلنا البيت ...

وأول حاجة عملتها ..

إني قمت أشوف شكلي في المراية ..

والمرايات من ساعة ما فقت من غيبوبتي ..

كانت بتمثل لي ... لا شيء !!

مش اكتر من حاجات للزينة ..

وتقريبًا مكنتش شفت نفسي في مراية للكام أسبوع اللي فاتوا !!

البنت دي كان عندها حق !!

أنا كنت لابس تي شيرت أبيض ...

وبنطلون أبيض ..

شعري كان حالته صعبة جدًا ..

يمكن زي شعر شادية ..

ومش قادر أشم غير ريحة الدم والعرق !

واحد مبهدل من الآخر ..

وقف جنب واحد مُصاب ... لكن من إصاباته كان واضح عليه الشياكة إلى حدٍ ما ...

ملامحه هادية .. وشعره شكله كان نضيف .. قبل الضرب طبعًا ...

ده كان صاحبي ...

واللي قلت له/ (أعتقد إني محتاج أشتري هدوم) ... (هي مش اسمها هدوم برضه) ..!

بص لي وابتسم بهدوء ...

وحط ايد على كتفي .. وايد عل راسي !!

- بسرعة رحت أعمل حاجة كنت باعملها في الأيام اللي فاتت ..

حاجة مش عارف باعملها ليه !!

جبت ورقة وقلم وكتبت /

(اليوم .. قابلت شادية .. شادية حلوة ... شادية قالت لي كتير ... بس ولا حاجة فادتني ) !

ورميت الورقة في وسط كوم أوراق كبير ...

كان واضح إني باعرف أكتب ...

أو هم برضه قالوا لي كده ..

- صاحبي قعد جنبي، وجنب الورق الكتير ...

قال لي / "انت كويس" !

قلت له / ( بطّل تحميني ) !

رد/ "مقدرش .. أنا مدين ليك !!"

كانت آخر حاجة ممكن تشغلني هي الجملة دي ..

بس لقيت نفسي باقوله / (يبقى قولي أي حاجة تعرفها عني !! )

قال لي، وهو بيدوّر وشه بعيد / "هه ؟؟ "

- اهو كُل مرة كان بيرد عليا كده !!

يُتبع ...

مُصيبة !!

  TNT 

16/6/2010