Thursday, August 19, 2010

حكايـة مُصـيـبـة !! (13)

حكاية مُصيبة !


| الحلقة الثالثة عشر (13) |
 "مُصـيبة في الطريق إلـيك ! "

نو
(يااااه... مُذكراتي العزيزة...
النهارده يوم من أواخر الصيف...
 وأنا مش محتاج أخرج من بيتنا أول أنزل أتمشى في بلدنا..
وده لإني تقريبًا عارف كل حاجة بتحصل فيها...

أنا عارف كويس إن في الوقت ده فيه بياع جرايد بسيط بينادي على كل جُرنان في ايده...
وبيزعق ويقول – اقرا الخبر... اقرا الخبر - !

عارف كويس إن فيه شاب أو اتنين... شباب زيي أنا وصاحبي..
مبسوطين لإن شخص منهم كشف عن وجوده مرة تانية، وإنهم أخيرًا وبعد شهور من غيابه
- أو بالأصح غيبوبته- حيقدروا يعملوا حاجة من تاني...

عارف إن فيه أهالي قلقانين على ولادهم اللي زي دول ..
وناس تانية مش قادرة تصدق، وناس مش فارقة معاها أي حاجة ..
ومش بعيد كمان عيال صغيرة بتجري في الشوارع وتقول:
"مُصيبة جه .. مُصيبة جه .."


احم .. أنا كده سرحت شوية ..
بس الجملة الواضحة .. الجملة الحقيقية ...
الجملة اللي أنا وصلّتها امبارح في رسالة على جدران القسم ...
هي إن فيه مُصيبة في الطريق إليك ..
وده لإني قررت الرجوع لنشاطي من جديد!

مُذكراتي..
أنا عارف كويس إن دلوقت.. ودلوقت بس..
 حيكونوا بيمحوا اسمي المكتوب على الجدار ..
بأسرع الطرق الممكنة، وزمانهم كمان مانعين المرور في الناحية دي ..
أغبيا صحيح .. دول كده بيلفتوا الانتباه ..
بس ايه الفايدة .. ما خلاص ..
زمان ناس كتيرة شافوا اسمي .. وناس صوروه ..
وخلاص يا سيدي .. الفاس وقعت في الراس ..
والكل عِرف .. بالذات الناس اللي ساكنين عند القسم ..
أكيد كان أول حاجة شافوها لما صحوا من النوم ..

يااااه .. والله الناس دول وحشوني اوي ..
ده احنا زي ما نكون جيران .. من كتر الأوقات اللي قضيتها في الزنزانة ..

أما جوا القسم بقى ..
فأنا عارف إن الحالة فيه على قدمٍ وساق ..
قوات بتستعد .. ضباط بييجوا ومبيخرجوش.. تليفونات بترن ..
ومخبرين بيسخنوا !!

أنا عارف كل ده كويس ..
عارفه وفاكره بوضوح ..
عارفه لإنه حصل قبل كده كتيييير ...
وأهم حاجة عارفها هي إن فيه ناس بدأت تفكر ..
بدأوا يفكروا إنهم يغيرّوا الهدوم اللي لابسينها .. ويرجعوا من تاني
يلبسوا أبيض !
بس محدش حيكون لبسه قبلي !! ...
مُصيبة ..  )
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
باب البيت خبّط .. خبطة قوية شوية مع الجرس ..
رميت شنطتي جنب الباب وفتحته ..

"انت اييييييه  اللي نيّلته ده ؟!"
كان أكرم حبيب قلبي .. في مزاج عالي جدًا .. وعلى أهبة الاستعداد إنه يضربني ..

استفزيته بابتسامة وقلت له / (أنا .. أنا عملت ايه ؟؟)

أخد خطوة جريئة جوا الشقة . وقام ضاربني بعزم قوته بايديه الاتنين ..
رجعت خطوة لورا .. وأنا باضحك غصب عني ..

(ايه يا بني .. هو كل ده علشان ايه يعني ؟!)

" يا سلااام .. قال يعني مش عارف يا سي مازن ..
بقى بكل بساطة تروح تكتب اسمك على الحيطة بتاعة المخروب القسم ده ..
وولا فارق معاك اي حاجة .. انت .. انت اصلا عارف ده ممكن ياخدك على فين ؟! "

هديته شوية / ( اهدى بس يا أكرم .. أنا عارف انا باعمل ايه كويس !! )

"لأ مش عارف .. ازاي يعني تروح كده بكل بساطة .. ولوحدك .. ومن غير حتى ما تقولي .. "

(يعني هو انت زعلان علشان رحت .. ولا علشان مقلتلكش ..)
سألته وانا بافتكر أيام زمان .. أكرم طول عمره مش بيحب يفوت أي حاجة ..

"امممممم ... مش فارقة ... المهم إن انت باللي عملته ده بتعلن عن رجوعك بكل بساطة ..
وإن أنت ناوي تمارس نشاطك من جديد .."

(اها .. فعلا ..)

بصّ لي باستغراب وكمّل كلامه /
"ده انت ناقص تقولي إنك حتجمع أعضاء الحركة الأساسيين من جديد .. "

هزيت دماغي بالإيجاب /
(اها .. فعلا .. ما هو ده اللي أنا ناوي أعمله .. بس من شقتي بقى ..)
نهيت كلامي وأنا باشاور على الشنطة المرمية جنب الباب !!

أكرم لف دماغه وبص عليها وسألني /
" ودي ايه دي بقى .. "

شديته علشان يبعد عن الباب .. وبعدين قفلت الباب وقلت له /
(يا بني سيبك .. دي شوية هدوم واوراق .. أنا ناوي انقل حاجتي كلها هناك .. )

" مااازن .. انت اكيد بتهزر !!"
شدني من كتفي علشان أقف ..

( باهزر ليه .. دي مش أول مرة نعمل الكلام ده ..
 وبعدين عموما انا كنت جاي لك الأول...
 علشان تساعدني في تجميع الحركة من جديد .. )

قاطعني / " تتحرق الحركة .. واتحرق أنا .. وكل حاجة مش مهمة ..
انت .. انت بجد اتجننت .. شكل الغيبوبة اللي كنت فيها أثرت على نفوخك !!"

حسيت بنوع من الإهانة من آخر كلمتين ..
 وتعمدت إني أحسسه بكده من خلال تعبير وشي ..
لكن أكرم كمّل كلامه/
" المرة دي مش زي اي مرة ..
زمان كنا نعمل العملة .. نقوم بمظاهرة ونتحبس ..
ونخرج .. ونجمعوا الحركة من تاني .. ونعملوا حاجة جديدة ..
و .. وكل ده كان بيحصل في يومين .. عارف يعني ايه يومين ..
ولا نسيت ؟؟! .. قولي انك نسيت بجد !! "

بدأ صبري ينفد .. كنت محتاج أمشي فعلاً ...
واللي كنت معتمد عليه إنه يكون يد العون .. طلع أول واحد معارضني ..

حاولت أقاطع كلامه / ( مش ناااسي .. يا أكرم .. وعارف إن المرة ...)

بس هو مسابليش أي فرصة /
" المرة دي .. المرة دي بقى ..
آخر اجتماع لحركتك دي .. كان من شهور ..
انتهى بإن اتنين من أعضائها ماتوا ... هااا .. مااااتوا ...
وبعدها رحت سيادتك علشان تنفذ حاجة كلنا عارضناها ..
و... ودخلت في غيبوبة .. والحركة اتفضت .. ومحدش بقى هامّه حاجة ..
ومحدش عاوز يرجع تاني ..."

كان بيقول كل كلمتين لوحدهم .. مقاطع يعني .. علشان أستوعب ..
وشدد اوي على آخر كلمتين دول ..

طيب .. أكرم بيفكر يشيل ايده من الليلة ..
بس أنا لسه مصمم .. ولسه مُستعد ..

"متكملش الخطوة دي يا صاحبي ..
وحنا الاتنين عارفين كويس إنك عملت كده كنوع من التهور
بسبب كلام المحروس أبوك !! "

( لأ !)
قاطعته بحدة .. وسكت أخيرًا ..

( انت عارف كويس إني مش باعمل حاجة قبل ما احسبها ..
وأنا كنت ناوي أرجع تاني من قبل ما المحروووس أبويا يرجع أصلا ..
وبعدين لو انت مش عاوز تكون معايا .. ولا تساعدني ..
أو حتى لو عاوز تطلع من الحركة ..
كل ده شيء يرجع لك ..
لكن متقوليش إنك كنت معارض اللي أنا كنت ناوي اعمله قبل الحادثة ..
لإن انت أكتر واحد كنت مأيدني ..
بغض النظر عن إن الأمر انتهى ما بينا ازاي في الفترة دي ..)

أكرم بص لي البصّة إياها ..
نظراتنا احنا الاتنين اتلاقت في الفراغ ..
احنا الاتنين افتكرنا نفس المشهد ..
مش عارف هو كان حاسس بايه ..
يا ترى كان متضايق ولا كان مبسوط لإنه افتكرني وانا بانقذه للحظة قبل كده ..

قطعت حبل تفكيرنا فجأة /
( وأهم حاجة بقى .. متقولش حركتك !!
لإنها مش حركتي أنا لوحدي ..
دي حركتنا كلنا .. وحركتك انت قبل الجميع .. )


بعدها .. أخدت شنطتي من الأرض ..
وفتحت الباب وخرجت ..

وأنا عارف كويس اللي حيحصل بعدها ..
لإنه حصل قبل كده ..
ولإن أكرم صاحبي .. مش حيهون عليه يسيبني لوحدي ..
ومش حيقدر إنه يفوت أي حاجة زي دي ..

وفعلا .. لمّا رحت الشقة ..
وبعد نص ساعة بالضبط ..

أكرم خبط بابي لتاني مرة في اليوم ده ..
بس المرة دي سألني بابتسامة مُتحفزة /

" امتى الاجتماع اللي ناوي تعمله ؟ "

( النهارده .. بالليل .. نفس المكان والزمان ..
وانت عارف دورك كويس .. )

هزّ دماغه باستسلام ..
ودخل الشقة ..

~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
تليفوني بيرن ..
مسكته علشان أرد..
وأنا بابص على أكرم اللي كان بيقلب
 في بعض أوراق الحركة الموجودة على مكتبي في الشقة ..

" ألوو ... مااازن .."

(سمر !!؟)
كنت عارف صوتها كويس .. بس عملت نفسي عبيط ..
خاصة مع آخر لقاء ما بيننا .. كان لقاء عصيب ..
وطبعًا المشهد اللي عمله أبويا في الشارع واللي هي شافته ..

" انت ايه اللي عملته ده ؟!"
صوتها كان بيعلى مع كل حرف تقريبًا ..

معرفتش أرد عليه .. خرجت مني همهمة غريبة في التليفون ..
وكنت حاسس بنظرات أكرم من تحت لتحت ..

(اه .. اممم .. اللي حصل يا سمر !! )

" وانت مفكرتش في اللي انت عملته ده ..
مفكرتش إنك كده بتأثر على ناس كتيرة ..
وإنك .. إنك .."

قاطعتها في التليفون / ( سمر .. اهدي ..
أنا مش باعمل حاجة غير وانا عارف أنا باعمل ايه .. )

كررت نفس الكلمتين اللي قلبي تعب فيهم مع أكرم ..

( وبعدين .. انا كنت ناوي اتصل بيكي ..
علشان أقولك على الاجتماع .. النهارده . )

" وانت تفتكر إني حاروح الاجتماع ده مثلاً ؟!
بعد كل حاجة حصلت .. بعد الطريقة اللي انتهت بيها الأمور !"

( مش انتي اللي كنتي دايمًا بتقولي لي إن كل نهاية هي بداية حاجة جديدة ..)

سكتت شوية ..
وبعدين ردت عليّا /
"اوكي .. بس المرة دي بدايتك لوحدك .."

وقفَلِت السكة !!


- أخدت نفسي ..
وبصيت على أكرم .. كان باصص لي .. وواضح إنه باصص من بدري ..
سألني / "سمر ؟!"

(اها ..)
رديت عليه بخفوت ..

"مش جاية طبعًا .. صح ؟!"

(اها ..)
نفس الرد بنفس الطريقة ..

قعدت على كرسي المكتب ..
وبدأت أقلب شوية أوراق ..
أوراق الحركة ..
حركة أبيض أو White ..
بحرف ال W الموجود في ركن كل ورقة ..
وخط ايدي ..

كانت بعضها أوراق خاصة بالاجتماعات المُعتادة للحركة ..
من أول اجتماع تقريبًا وهو اجتماع التأسيس ..
لغاية آخر اجتماع ...
لأ مش آخر واحد ..
آخر واحد مكانش له أي أوراق معايا ..
أكيد راحت في الحادثة .. مع العربية اللي اتدغدغت ..

وبعض الورق كان فيه أرقام تليفونات ..
وأسماء أعضاء الجماعة الأساسيين ..

كان نفسي أقعد مع أكرم ..
نحكي عن كل شخص من أعضاء حركتنا ..
ونفتكر ذكرياتنا معاهم ..
وازاي إن حركتنا بتضم ناس كتيرة من جميع الطوائف والمستويات ..
أساتذة جامعة .. طلاب مدارس .. موظفين .. ستات بيوت ..
وناس على باب الله .. وناس بتقعد على الرصيف كمان .

بس كل واحد كان له دور ..
وكل واحد كان بيساهم بقلبه قبل مجهوده ..

لكن وقتنا كان محدود ..
كان لازم نبلغ اللي نقدر عليهم بميعاد الاجتماع النهارده ..

وعلشان كده ..
ابتديت أنا وأكرم الأسلوب المعتاد في الاتصال بأعضاء الحركة الأساسيين ..
وكان لينا ستايل معين في كده ..
إن الواحد يبلغ واحد ..
وده علشان نتجنب إن ميعاد الاجتماع بتاعنا يتعرف ..
وخاصة إن معظمنا كان متراقب ..

- ابتسمت ابتسامة لطيفة ..
الذكريات دي فعلا كانت من أجمل ذكرياتي ..

أنا كنت باتصل وأبلغ سمر ..
سمر كانت بتبلغ أكرم ..
أكرم بيبلغ أحمد ..
وأحمد يبلغ عمرو ..
وعمرو يبلغ أبوه ..
وأبوه يبعت لمروان ..
ومروان لابن خالتي ..
وهو لإسماعيل ..
وإسماعيل لسعيد ..
وسعيد لـحد تاني !

دي مكانتش دايرة ..
دي كانت سلسلة طويلة ..
سلسلة مُحكمة ..
وده لغاية ما بدأت تنفرط ..
مع اكتشافنا لخيانة إسماعيل وسعيد للحركة ..
وطبعًا دلوقت بقت سلسلة ناقصة كتيير ..
مع موت ابن خالتي ومع موت أبو سمر وعمرو !!

- حسيت بابتسامتي بتختفي ..
وافتكرت مقولة سمعتها قبل كده ..
ازاي إن المشاعر هي المُترجم لأفكارنا ..

بس أنا مكنتش عارف ايه مشاعري حاليًا ..
وولا عارف ايه هي أفكاري فعلاً !!
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~

قضيت الساعتين اللي بعد كده ..
ما بين شرب القهوة .. والشاي .. ومشاريب أخرى ..
والقعدة جنب التكييف شوية علشان الحر ..

والأهم هو إني اكتب ..
كنت باحضر كلامي اللي حاقوله ..

وأنا في الأصل مُتحدث لبق جدًا ..
من أيام المدرسة ..
بس كنت خايف .. خايف اوي ..

أصلي سمعت إن المهارات والقدرات الشخصية ممكن تختفي
مع الدخول في الغيبوبة وفقدان الذاكرة المؤقت ..
يعني لو الواحد بيعزف .. ودي حاجة كنت ناجح فيها في يوم من الأيام ..
ممكن يفقد موهبته في العزف ..
ونفس الحكاية ..
كنت خايف إني أكون خلاص مبقتش أعرف اتكلم قصاد ناس كتيرة ..
اه كنت خايف .. لإني كنت عارف الفرق الشاسع ما بين البجاحة اللي اكتشتفها فيا بعد ما فقت من الغيبوبة، وما بين الحوار !!


- دلوقت كنت باكتب أنا ممكن أقول ايه ..
أما أكرم فكان مُضطر يقوم بدور أكتر من شخص في تبليغ أعضاء الجماعة ..
وناس كتيرة مكانوش بيصدقوه ..
وأتوقع – من تعبيرات وشه- إن فيه ناس من حركتنا الحلوة ممكن يكونوا هددوه كمان !
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~

الباب خبّط ..
تخبيط عنيف ... مع إن فيه اختراع اسمه جرس الباب !!

قمت افتح بسرعة وأنا مش مطمّن .. بس مش خايف !

أكرم اتنفض وقال لي / " بلاش تفتح أحسن !!"

بس كان سبق السيف العذل خلاص !!
فتحت الباب .. وللمرة التالتة اتسألت نفس السؤال ..
بس طبعًا بطريقة مُختلفة تمامًا ..
وده لإنه كان عمرو أخو سمر هو اللي بيسأل !

"انت ايييه اللي هببته ده يا ××××"

وللأسف المرة دي أكرم كان بعيد عني ..
ومحدش حاشه وهو بيضربني بالبوكس !!
كان سريع جدًا ربنا يهده !!

أكرم صرخ ..
وقعد يزعق ويشتم في عمرو !!
أما أنا فوقعت على الأرض طبعًا ..
دي ضربة ضابط مهما كان !!

" يعني بكل بساطة .. بكل بساطة ..
رايح تكتب اسمك على القسم المهبب اللي احنا مدعوكين فيه !!
فرحاااااااان اوي .. فرحان !!
لأ وايه .. ليك العين انت كمان تكلمني وتقولي اجتماع !!!
ده انتم اتجنييييييييتم .. "

وبعدين مشى !!
ببساطة خالص !!

أكرم ساعدني إني أقوم .. وأنا باحاول استجمع أنفاسي ..
وأخفف عن نفسي آثار البوكس الرهيب ده !!

أكرم سألني /
"انت كويس ؟!"

(اها .. اها .. دي طريقة للتنفيس عن الغضب .. هااا !!
عمرو ده رهيب !!! .. مش حيتغير ابدًا !! )

قمت وقفت ..
وسألت أكرم / ( هو أنا اتوقع حد تاني ييجي لنا إن شاء الله ؟؟!)

أكرم فتح بقه بطريقة غريبة ورد عليا /
" اه ه ه .. على الأقل هو جه !! "

ضحكت ..
وقلت له / ( واحنا محتاجين نروح دلوقت !!)
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
في الطريق ..
بُقي كان واجعني ..
وعضلات وشي كلها كانت شادة ..
بالرغم من إني حطيت ازازة تلج على وشي ..
بس برضه .. مكانش فيه فايدة ..

لكن ده ممنعش إني أركز في الطريق كويس ..
الطريق اللي كتير سلكناه !
مش من ساعة ما أسسنا الحركة بتاعة أبيض وبس !
لأ ده من أيام المدرسة كمان !

كُنا متوجهين لمقر اجتماعات حركتنا ..
وأنا باحمد ربنا على إن صاحب المكان رحب أشد الترحيب برجوعي وبعودة الاجتماعات ..
الراجل ده جدع فعلاً !!
ووحشني جدًا بجد !

وبعد ما عدينا بأماكن كتيرة ليها ذكريات معاانا ..
ومعايا أنا شخصيًا سواء قبل الغيبوبة أو بعدها ..

وصلنا أخيرًا لشارع نضيف جدًا ..
شارع راقي ..
مليان شجر أشكال وألوان ..
وأشيك عربيات راكنة على الجنبين ..
وعمارات عالية هنا وهناك ..

وأهم حاجة ..
مقرنا ..
المكتوب عليه اسمي ..
بأحجام وأشكال وألوان مُختلفة ..
اهو ده المكان اللي كنت محتاج أشوفه ..
لإنه المكان اللي اسمي فضل مكتوب على جدرانه حتى بعد الحادثة ..
وده بالرغم من إني مش أنا اللي كتبته ..

مدرستي !!
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
لو مُذكراتي كانت معايا حاليًا ..
كُنت حكيت كتير وكتير عن مدرستنا ..
لكن للأسف مفيش وقت حاليًا ..

احنا تقريبًا واصلين متأخر ..
ومكنتش لسه عارف حالاقي مين ولا مين ..

دخلنا المدرسة من بابها المفتوح ..
وكل شبر فيها بيفكرني أنا وأكرم بحاجة ..
ولغاية ما وصلنا مجلس الاجتماعات ..
اللي هو في الأصل مخصص لاجتماعات إدارة المدرسة وأولياء الأمور –الأغنياء-

كنت حاسس برهبة ..
لكني فتحت الباب ودخلت ..

ناس كتيرة بصوا لي باستغراب ..
منهم المبسوط .. ومنهم اللي مش مصدق عينه ..

كانوا حوالي 7 أو 8 أفراد ..
منهم اتنين صُدمت من وجودهم فعلاً !
واتنين كان نفسي أضحك بمجرد ما لمحتهم !

بس والله كويس إن دول جم ..
لو إن الأعضاء الأساسيين عددهم 21 عضو !!
بس الحمد لله على كل شيء ..
واحنا أصلا ناقصين 4 !!


"مااااازن .. مازن .. أكرم !! "
أكبر راجل في الموجودين اتنفض من على كرسيه ..
وجرى علينا ..
وحضننا احنا الاتنين مرة واحدة ..

كان راجل قصير ..
أصلع .. وبشنب رفيع ..
ولابس بدلة شيك ..
ونضارة ريبان ..

قلت له بعد ما فكني من الحضن /
" أستاذ عادل !! .. وحشتنا بجد !!"

شفت عينيه بتدمع وهو مش عارف يرد ..
كانت أول مرة اشوفه كده فعلا ..
فأنا مفتكرلهوش غير شخصيته الواثقة خفيفة الظل ..

أستاذ عادل هو مدير المدرسة ..
من ساعة ما كنت أنا فيها !!
وغير كده فهو صاحب أكبر نصيب في أسهم امتلاك المدرسة ..
يعني من الآخر بنعتبره صاحبها !

وبالنسبة لي.. فهو أستاذ وأب كبير ليا ..
وهو وأبو سمر كانوا بيعتبروا الآباء الروحيين للجماعة ..

ده كفاية إنه هو اللي عمل المدرسة مقر لحركتنا !!


بصيت على كل الأفراد الموجودين ..
بالضبط بينطبق عليهم صفات حركتنا ..

كنت لسه حابدأ أسلم عليهم ..
لإن أكرم كان بدأ فعلا ..

لكن الباب فتح ..
حد كمان !! .. كويس والله !


لفينا كلنا .. ولصينا على الوافد الجديد ..
كانت سمر ..

مصدقتش نفسي ..
دي جت فعلاً ..

كذا حد قال سمر في نفس الوقت !!
بصوت مُتفاجئ ..

لكن أنا قلت /
( سمر .. أنتي جيتي !!)

متحركتش من مكانها ..
يا دوب قالت بثقتها المُعتادة الجذابة ../
" أنا جيت علشان أقولكم .. بلاش ..
بلاش ترجعوا تاني .. احنا اكتفينا ..
ولو مش فاكرين .. ابقوا افتكروا ابويا اللي راح بسبب كل حاجة احنا عملناها !!"

بصت لي ..
وخرجت !!
وسابتنا كلنا في صمت مُطبق !!

بعد ثواني .. أو يمكن بعد ساعات ..
أنا خلاص فقدت إحساسي بالزمن للحظة ..

قعدت .. في الكرسي المعتاد ..
وأكرم قعد جنبي ..

حييت الجميع بابتسامة ..
 أستاذ عادل... ماما ..
أحمد !! ...
وحُسام ابن خالتي علياء .. وهو أخو مُصطفى الله يرحمه !
وكمان تُقى وريهام !! .. اتنين من أقرب أصدقاء سمر .. وصحابنا من أيام الجامعة !
وأخيرًا .. شيري .. المُعجبة الأكبر بيا ..
وشادية !!
مين ميعرفش شادية !!

أنا دلوقت ..
ودلوقت بس ..
عارف .. وواثق .. لإن كل ده حصل قبل كده ..

إني عاوز اتكلم ..
وإني مُتحدث لبق !!


يُـــتـــبـــع !
مُــصــيـبــة !

  T T T T
19/8/2010

2 comments:

  1. سلام عليكم


    تحففففففففففففة جداً يا طارق بجد تحففففففففففة

    بسم الله ما شاء الله




    عندى سؤال رخم شوية

    هوا يعنى ايه كلمة نو اللى بتبدأ بيها كل حكاوى مصيبة من حلقتين كده و بتبقى بخط صغير؟؟

    ReplyDelete
  2. gamda awiiiiiiiiiiiiii , 3agbany lamma akram ra7lo el sha2a ba3d kol el lak dah
    wana tala3t fe moseeba lolololololyyyyy
    sahyef sherry we to2a menwareeeen fel chapter ya salaaaam walahy a7la chapter :D :D :D .... Bas elly amoot we a3rafo samar dee borg eih aslaha mystrey awiiiii

    ReplyDelete