حكاية مُصيبة !
| الحلقة الحادية عشر (11) |
"يا حـلو أنت يا سـمر ! "
"أنا فاكر كويس... أيوه والله فاكر... لمّا الواحد كان بيعيش والسلام ...
ويبقى كُل همّي إني ألاقي أكل عيشي ... ما هو أنا كان لازم أتعب وأشتغل
وأقطع من لحمي علشان ييجي اليوم، وتيجي ليلتي الكبيرة لمّا أتجوز وأفرح أمي .."
" أي والله.. أنا والعيال اللي باشغلهم تحت ايدي كُنا شايفين إن الواحد فينا يا دوبك
بني آدم بسيط... بس أنت .. أنت واللي زيك .. أنت واللي زيك اللي وعتونا وغيرتونا..
وخليتوا واحد زيي يحس إنه شخصية مهمة، وإني لأول مرة مش مجرد إنسان بسيط ..."
" يااااه ... الله يمسيها بالخير أيام.. يا ريتها ترجع تاني ..
لواحد مكانش مصدق اللي هو فيه ..
زي ما أنا كده مش مصدق إنك رجعت تاني لينا يا أستاذ مازن... بكلامك... بحكاياتك..
والنعمة وحشتنا طلّتك.. عربيتك..
صورك في الجرانين .. ههه .. وحشنا اللون الأبيض اللي مكانش
حاجة عندنا غير (فانِلة) وفوق أمها (عفريتة زرقا) والاتنين متعلم عليهم بالشحم في كل حِتة ! "
- سمعته ... سمعته وأنا مُبتسم... مُبتسم وساكت ..
اكتفيت بإني أراقب حركات وشه البسيطة، وهو بيحكي ويرد على نفسه ..
وازاي قطع الحوار مرة واحدة بس... طلّع فيها سيجارتين فرط من جيبه، وعزم عليا بواحدة ..
فرفضتها وأنا مُبتسم نفس الابتسامة.. ورديت عليه بتوليعي للسيجارة التانية، وراقبته وهو بيشربها ...
" يا أستاذ مازن .. أنا والله مديون ليك بعمري، أنت كتير ساعدتني أنا واللي زيي ..
ياما خلصت لنا مسائل .. ياما خدمتنا في حوارات ... والأهم إنك غيّرتنا من جوا كده ..
وقدرت توصل لقلب كل واحد فينا .. "
"عليّ النعمة احنا اتقهرنا لمّا عرفنا بالحادثة اللي حصلت لك ،
وطلعوا إنك .. لا مؤاخذة كده في القول .. إنك كنت شارب ..
س لأ .. كفى الله الشر .. محدش صدق .. أكيد محدش صدق ...
وكنا مُستعدين نعمل أي حاجة علشان ترجع لنا تاني .. "
(و اديني يا سيدي رجعت لكم .. )
قُلت الجملة وأنا باخد نظرة أخيرة على تقاسيم وشه البسيطة الشائعة في بلدنا ..
شكل الشاب البسيط المكافح اللي ضحى بتعليمه في سبيل أهله يليهم حياته..
الشاب اللي اشتغل ميكانيكي سيارات ... وربنا كرمه بعد كده وفتح له ورشة
يمارس فيها شُغلانة بتعلّم على وشه كل يوم ..
( عليك أنت بس بالعربية دي .. وأنا مش حانسى لك الجميل ده !)
كملّت كلامي لحسن الميكانيكي .. وأنا بأشاور له على عربيتي شبه المطحونة، واللي
راكنة في جراج البيت اللي فيه شقتي ..
حسن بصّ على العربية للمرة الألف من ساعة ما جبته هنا ..
كان لسه مصدوم من منظرها .. ومش بعيد كان بيفتكر ازاي كان بيصلحها ..
بس ده لمّا كانت سليمة، وآخرها كاوتشة .. موتور .. عفشة ... أي حاجة والسلام ..
لكن دلوقت لازم يوديها للسمكري وجميع أنواع ورش السيارات .. يعني مش ناقص غير أنه يوديها للسباك !
"ما تجيب لك حِتة جديدة يا أستاذ مازن وتريّح نفسك .. "
قال لي الجملة دي بصوت متردد شوية ..
بصيت له وضحكت .. وأنا بافتكر طريقته الساذجة في الكلام ..
( لأ .. أنا مُصمم على دي .. فيها حاجة لازم أتمها مع العربية دي بالذات ..)
وبعدها عطيته مفتاح العربية، وحشر نفسه في الكرسي المتطبق، وهو بيقول لي/
"أنا أفديك يا أستاذ مازن .. ده ولا أحلى من دخلتك علينا أنت والأستاذ أكرم ..
إلا هو فين صحيح ؟؟!"
رديت / ( ده سؤال كويس جدًا) ..
وأنا في الواقع مكنتش أعرف فين أكرم حاليًا !!
لكن غالبًا حيكون بيستريح من مشوار أمبارح اللي أخدنا لمروان !
طلعت الموبايل من جيبي، في حين حسن دوّر العربية وخرج بيها من الجراج علشان يحمِلها على الونش اللي جايبه يشيلها ..
حسن شاور لي بإبتسامة واسعة .. كانت أقوى من ضوء الشمس برا في الشارع ..
بعدها بصيت عليه نظرة أخيرة ..
وبصيت لبرا .. الناس .. المحلات ... البيوت وسكانها ..
مكانش هاممني أي حد ..
أنا مش باعمل أي حاجة غلط ..
أنا يا دوبك لابس أبيض !!
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
(أيوه يا ابني .. أنت فين ؟؟!)
"حاكون فين يعني ؟!"
أكرم رد على سؤالي في التليفون ..
( ما هو أنا اللي بسأل يا ذكي!! )
كُنت حاسس بنبرته إياها .. الكدب كان باين عليه حتى وأنا مش شايفه !
أصل أكرم فاشل جدًا في الكدب !
(انت فين يا أكرم .. واضح أوي انك مش في البيت يعني )
كان فيه صوت عربيات وكلاكسات ودوشة كلام !
"انا باخلص مشوار كده !! "
(مش أنت المفروض تكون معايا النهارده .. ما انت عارف اللي فيها ..
أنا معنديش استعداد أقابل ابويا لوحدي !! )
وهي دي كانت المصيبة الكبيرة بالنسبة لي ...
" اها .. ما هو المشوار ده بقى ... أنا رايح أجيب فيه أبوك !! "
جُزء مني كان مصدوم وأنا باسمع أكرم وسط الدوشة الرهيبة اللي عنده ..
وجزء تاني رغم الصدمة كان بيتمنى إني مكنتش كلمته !
( أفندم!! .. وانت تروح تجيبه ليه اصلا ؟؟ .. أنت أكيد بتهزر !! )
سألته بعصبية !
"مامتك هي اللي طلبت يا مُصيبة ..ما هي عارفة كويس إنك مش حتروح تجيبه مثلا ! "
(بس انت مكنتش تتدخل .. انت بالذات !! )
" يا صاحبي احنا دافنينه سوا !! "
كان طبعًا يقصد إنه عارف البير وغطاه .. وعارف كويس علاقتي بأبويا عاملة ازاي ..
زي ما أنا عارف كل حاجة عنه وعن علاقته بأهله !
"ادعي لي بس الأمور تسلك !! و..."
قاطعته بسرعة وأنا لسه متعصب /
( ماشي يا سيدي .. أما نشوفك في ليلتك دي!! )
وبعدها قفلت السكة في وشه !
"تييييت .. تيييت "
مش أنا أكيد اللي كنت سامع كده .. أكيد أكرم !.. كُنت باتخيل بس !
جُزء الصدمة اللي فيا بدأ يتحول لارتياح .. اهو من ناحية تانية .. أكرم حيكون أكيد موجود معايا في المُقابلة الموعودة مع السيد الوالد ..
لكن برضه أنا مكنتش عاوزه هو اللي يروح يجيبه .. هو قال يعني رايح يجيبه من المطار !!
- حسيت إني مخنوق ... ودايخ ..
حسيت إني ندمان على السيجارة اللي رفضتها من حسن ..
وأد ايه أنا محتاج لحاجة تانية تخليني أنسى الموقف اللي انا فيه دلوقت ، والأهم منه الموقف اللي أنا مُقدم عليه الليلة !!
حسيت إني محتاج أدخل في الغيبوبة من جديد !
عدلت هدومي على السريع ..
وأخدت الموتوسيكل من الجراج، وطلعته برا ..
قفلت الجراج .. وافتكرت إني قفلت الشقة كويس ..
وبعدها ركبت الموتوسيكل .. وطِرت ..
ناحية البحر !!
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
البحر .. الكورنيش ..
الهوا المنعش .. ومنظر الناس في كل ركن من الطريق ..
كُنت خلاص بدأت أتعود على كل ده ..
من ساعة ما فقت من الغيبوبة وأنا سلكت السكة دي كام مرة ..
ودلوقت بدأت أربط المكان بالذكريات ..
لكن مكان واحد بس ..
معداش عليا مؤخرًا غير مرتين ..
يوم ما قابلت سمر وعمرو وهم خارجين من عمارة مع بعض ..
يومها فكرت إن عمرو خطيب سمر أو حاجة من هذا القبيل ..
يومها مكنتش فاكر أصلا إن سمر كانت في يوم من الأيام خطيبتي ..
أما المرة التانية ... كانت لما افتكرت قعدة صُحاب لمتنا كلنا مع بعض ..
في نفس الكافيه على البحر ..
وازاي أكرم ومروان كانوا دايسين معايا في حاجة أنا ناوي أعملها ..
في حين أحمد وسمر كانوا معارضين ..
اهو كله راح بعد كده .. والحاجة دي متمتش للأسف ..
- ركنت بالموتوسيكل عند الكافيه ..
في حين كنت حاسس بنظرات الناس من حواليا ..
بنات بتبص على الموتوسيكل ..
وشباب بيبصوا على اللبس اللي أنا لابسه بكل شجاعة .. أو لو صح القول بجاحة !!
وناس تانية عينها عليّا والسلام !!
نزلت .. وفتحت باب الكافيه ..
وقررت إني أدخل وأٌعد على ترابيزة قديمة ..
ترابيزة في آخر ركن من الكافيه ..
كانت بتطل على البحر مُباشرةً ..
وحواليها 4 كراسي، وعليها وردة لونها أحمر !
هي دي الترابيزة اللي كانت بتشهد تجمعاتنا باستمرار ..
كُنا تقريبًا واخدين الترابيزة دي توكيل ..
قررت إني أقعد هناك .. واسترجع أي ذكرى ..
إني أعيد حساب خطواتي من جديد .. وأفكر أنا ناوي أعمل ايه فعلا !
بس .. بس للأسف .. الترابيزة كانت مشغولة ..
كان عليها بنت .. عطيتني ضهرها ..
اديتني فرصة أتأمل لبسها الأسود المألوف ..
وشعرها الأسود الناعم الملموم على ورا ..
كانت ترابيزتها المفضلة برضه ..
وكُرسيها المُفضل .. وواضح إنها مفرطتش في المكان ده !
كانت ( سمر ) !!
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
بعد وصلة طويلة من الدربكة .. واللجلجة .. والعزومة من الطرفين ..
سمر سمحت لي أقعد أدامها ..
بصيت لها بعمق .. وهي كمان دققت في وشي زي ما تكون بترسمه !
(شُكرا إنك خليتيني أقعد معاكي .. كنت محتاج أرجع المكان ده تاني!!)
وجهت لها كلامي بهدوء ... وأنا بأقرب الوردة الحمرا ناحيتها ..
كنت بدأت أنسى أنا أد ايه ممكن أكون رومانسي .. أنا كده فعلا !!
" عادي .. ولا يهمك .. أنا أصلا كنت ماشية خلاص "
ردت عليا وهي لسه مُرتبكة من ظهوري المُفاجيء ..
وفي ثانية رجعت بالكرسي لورا .. وقامت من مكانها !
شعرها كان له ريحة جميلة ...
(سمر !! )
قُمت وقفت وأنا بانطق اسمها بحِدة !
(أقعدي يا سمر .. احنا محتاجين نتكلم !! )
مجادلتنيش .. زي ما تكون بتتلكك !!
وقعدت فعلا !!
" مازن .. مفيش حاجة نتكلم فيها ...
ويا ريت متقوليش مثلا إنك ناسي اللي كان ما بيننا . وعاوز تفتكره !! "
كانت بتبص لي بحِدة .. بغموض .. بتحدي إني أقدر ألاقي الرد المناسب ..
(لأ .. بس حتى مش عاوزة تعرفي ايه اللي حصل عند مروان !! )
سألتها !
" أنا متوقعة كل حاجة حصلت عند مروان ..! "
اتصدمت من إجابتها / (ومقلتليش؟؟!)
"ميهمنيش ... يا مازن ! "
قالت اسمي بعد ما أخدت نفسها !
( سمر .. صدقيني .. أنا باندم على كل حاجة أنهت ما بيننا الأمور !! ..
وأنا فعلا مكانش ليا ذنب في اللي حصل بعد كده .. )
" أنا مقلتش إني لُمتك يا مازن "
قالت الجملة بعصبية .. زي ما تكون عاوزة تنهي المحادثة ..
لاحظت الدموع الفضية في عيونها ..
كانت أجمل بكتير من أي وقت شفته فيها ..
أنا كنت باحب سمر جدا .. بالذات لما بتكون زعلانة !
بس مش دايمًا !!!
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
أنا فاكر كويس ..
اليوم اللي سبنا بعض فيه !
كان قبل الحادثة اللي حصلت لي بأسبوع ..
وقبل الحادثة اللي حصلت لها هي بكام يوم !
كانت على استعداد إنها تدفع عمرها كله علشان تصدق إن اللي احنا فيه حلم ..
وإن كل حاجة هي قالتها ..
كل حاجة أنا رديت عليها بيها ..
كل حاجة دارت ما بيننا ..
أن كل حاجة كانت مجرد وهم !
" أنا مش حاستنى لمّا أنت تروح مني !! "
( هو محصلش حاجة أصلا علشان تقلقي يا سمر ..
يا سمر .. بلاش تتعصبي بس .. اهدي ..)
" اهدى ازاي ؟!"
كانت متعصبة جدًا في اليوم ده !
( ليه انتم اصلا شايفين الحكاية من نظرة مأسآوية .. ليه شايفين إن كل حاجة حتنتهي ضدنا ..مش لحسابنا .. )
سألتها .. وأنا باحاول بقدر الإمكان أمسك أعصابي ..
" علشان أنا قلت .. علشان غيري قال لك ..
إنهم مش حيسيبونا في حالنا ... وحييجوا ورانا واحد ورا التاني ..
ومش بعيد مصيرنا حيكون زي ابن خالتك ... ولا انت نسيت ...
ما ابن خالتك مُصطفى اتسجن بسببك .. لإن هو ضحى علشانك .. علشان حركتك !! "
(دلوقت بقت حركتي أنا بس ؟؟ صح ؟!)
كُنت خلاص خرجت عن شعوري ..
واحنا الاتنين وقفنا ..
ومش بعيد يكون الشارع كله سمعنا !
" مش بس كده يا مازن ..
انت اتغيرت بقالك فترة .. بقيت مستعد تدفع أي حاجة علشان تنفذ أفكارك المجنونة ..
بقيت مستعد تضحي بصحابك .. ومش بعيد تضحي بيا في يوم ! "
( متقوليش كده .. وبعدين أنا مش باجبر حد على حاجة !! )
زعقت فيها يمكن تسكت ..
كلامها كان قاتل .. كان قاتل لإنه حقيقي !
" متعليش حِسك عليا ..
وأنا مش حاستنى اليوم اللي حيحصل فيه حاجة لأخويا ولا لأبويا ... مُصطفى كان البداية ..
وحيجيوبنا كلنا ... وأنا مش حاستنى لما يحصل حاجة ... ليك !! "
قالت آخر كلمة بصوت مخنوق ... كانت بدأت تعيط !
وعلى الرغم من إني باحب أدقق في ملامحا الهادية وهي بتعيط ..
إلا إن منظرها حاليًا كان مُرعب بالنسبة لي ..
لإنها الشخص الوحيد اللي نجح إنه يحسسني بخطورة الموقف اللي احنا داخلين عليه !
معرفتش أرد ..
اكتفيت بالسكوت !!
" مازن .. للأسف مبقتش مازن اللي أنا أعرفه ..
مبقتش مازن اللي نجح إنه يخليني أحبه أيام الجامعة !! .."
ولأول مرة خلعت الخاتم من ايدها !
يمكن كان مشهد دراماتيكي .. يمكن كان مشهد من فيلم قديم ..
فيلم قديم بيتكرر كل يوم .. لكني عمري ما فكرت إنه حيحصل لي ..
أسوأ شيء مكانش منظر الخاتم والدبلة في ايدي ..
أسوأ شيء كان صوتها وهي بتعيط .. لمّا سابتني ومشت ..
كانت أول مرة أكتفي إني أسمعها .. لإن مكانش عندي الشجاعة أبص عليها !
لكن دي مكانتش أسوأ مرة سمر تعيط فيها !
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
"أنا باكرهك .. باكرهك !! "
قالت الكلمتين بعد 4 أيام من فسخها لخطوبتنا ..
كانت بتبكي بحُرقة ..
ولأول مرة قوتها كانت منزوعة منها .. ثقتها بنفسها كانت معدومة ..
كانت بتبكي وبس !
اللون الأسود مكانش يعرفها قبل اليوم ده !
لكن خلاص أبوها مات !
أبوها مات بسببي أنا ..
قتلوه وهو جاي مقر الحركة بتاعنا في مدرستي القديمة !
خبطوه بعربية .. وقالوا إنها حادثة !
على الرغم من إن ناس كتيرة كانوا متأكدين إن اللي سايق العربية هو إسماعيل الضابط واللي كان في يوم من الأيام جزء من حركتنا!
قتلوا أبوها ( أستاذ علي) الأستاذ الجامعي اللي شجعنا دايمًا ..
قتلوه علشان يوجهوا لينا رسالة ! .. كفاية عليكم كده !
وأنا اللي بدأت كل ده !
أنا اللي مسمعتش كلامها !
واهي دلوقت خسرت أبوها !
وخسرت أنا خطيبتي وحبيبتي للأبد ..
وخسرت صاحبي اللي هو أخوها !
" أنا باكرهك .. "
قالتها مرة أخيرة ..
وركبت عربيتها ..
فكرة غريبة جت في دماغي .. فكرة مش وقتها !
لو مكانك يا سمر .. كُنتي تفيتي عليا .. كنتي دُستي على وشي .. لإني أستحق !
أنا باكره نفسي .. لإني خليتك تعيطي للمرة التانية !
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
" يا جماعة .. بلييز ركزوا في قعدتنا دلوقت ..
انتم مع اللي مازن ناوي يعملوا ازاي اصلا ؟!! "
المرة دي مكنتش بافتكر المشهد ده والسلام !
لأ كنت عايشه تماما .. بما إني في الكافيه .. في نفس المكان .. وبنفس القعدة تقريبًا ..
لمّا كُنا قاعدين كُلنا .. بنضحك ..
أنا وسمر .. أكرم وعمرو .. وأحمد ومروان..
لمّا أحمد عارضني .. وأكرم ومروان كانوا في صفي ..
لمّا سمر ضربت مروان بشنطتها على دماغه ..
لمّا سمر نفخت بقوة بعد كلام عمرو ..
و أكرم ناداني / " يا مُزّ ! .. يا مُزّ .. "
بس أنا كُنت سرحان في عيون سمر .. في شعرها !!
في اللي ناويين نعمله ..
سمر قطعت كلام أكرم اللي ناوي يقوله /
" تقدر تقولي كمان مرة .. ايه الهدف من اللي انت ناوي تعمله ؟!
تقدر تقولي ايه الفايدة إنك تهجم على قسم البوليس لمجرد إنك تُرد اعتبارك مش أكتر ..
وبعدين ايه اللامُبالاة اللي انت فيها دي .. مش هامك كمان لو أي حد مات في الليلة دي !! "
يا ريتني سمعت كلامها وقتها !!
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
كانت شُعلة نشاط ..
في الجامعة .. كانت الأفضل .. كانت الأجمل ..
كانت بترد على الدكاترة في المُحاضرات ..
والأهم من كده إنها كانت على استعداد للتغيير ..
يوم ما أكرم عرفني عليها ..
وهو يعرفها من خلال عمرو أخوها ..
مقدرش أنسى اليوم ده ..
كانت الشخص الوحيد اللي نجح في تحدي كل كلمة أنا باقولها ..
والشخص الوحيد اللي شجعني – بعد أكرم- على إني أعمل الحركة بتاعتي ..
بعد سنة واحدة ..
بعد ما اتخرجنا ..
أنا وسمر كُنا مخطوبين ..
وبدأنا حركتنا سوا كأول اتنين مؤسسين – ومعانا أكرم طبعًا –
مكنتش باناديها غير / (يا حلو أنت يا سمر ) !
بالنسبة لي كانت أجمل من أي حاجة .. من القمر ذات نفسه ..
مين قال إن القمر جميل أصلا !
حبيتها ..
وانتهى الأمر إنها كرهتني !
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
بالرغم من كل مشهد افتكرته !
كل حاجة دارت ما بيني وما بين سمر في يوم من الأيام !
إلا إني بسذاجة رهيبة قلت لها واحنا قاعدين دلوقت في الكافيه ..
زي ما أكون أنا بس اللي بافتكر وهي لا شيء ..
قلت لها /
( سمر .. أنا محتاج لك بجد .. مفكرتيش قبل كده إننا نرجع لبعض ..)
ضحكت ضحكة سخرية ..
كأنها بتقول لي .. انت عبيط ولا ايه !!
بس قالتها .. قالت كلمة بعد فترة من الصمت /
"فكرت ! "
(أنا محتاج لك .. محتاج لك تكوني معايا وأنا باقابل أبويا .. )
بصت لي بأقوى نظرة ممكن تبص بيها لأي شخص ..
وأنا فعلا دلوقت بقيت أي شخص بالنسبة لها !
بعدت الوردة الحمرا ناحيتي ..
سحبت شنطتها من على الكرسي اللي ما بيننا ..
ورجعت بكرسيها لورا ..
وقامت وهي بتقول لي /
" على الأقل انت أبوك لسه موجود ... احمد ربنا على النعمة اللي عندك .. !"
على قد ما حسيت إني غبي ..
على قد ما كنت حاسس إني مُفتقد كلامها اللي بيفوقني ..
وحشتني كل لحظة ليها معايا .. بالرغم من كل حاجة انتهت ما بيننا ..
وحشني لما كنت بأقولها / ( يا حلو انت يا سمر !)
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
قضيت أكتر من 4 ساعات في الكافيه ..
باسترجع ذكريات شوية ..
وبافكر في اللي جاي شوية ..
بس انتهى الأمر بيا في بيتنا ..
حتى الموتوسكيل مقدرتش أرجع بيه لشقتي ..
فتحت الباب ..
ودخلت ..
ماما كانت منورة أوضتها .. معنى كده إنها هنا !
وإنها بتستعد لمواجهة لا بد منها ..
الباب خبط ..
وباب أوضة ماما فتح بسرعة جدا .
ملحقتش حتى أمد ايدي وافتح باب الشقة ..
لإن ماما خرجت وهي اللي فتحت ..
أكرم دخل الأول ..
بص لي وهو بيبرم شفته ..
وبعدها دخل هو ..
أبويا ..
دقنه كانت طويلة .. أطول من المُعتاد ..
كان لابس نضارته الغالية !!
وعلى الرغم من إنه بقاله سنة في السجن ..
إلا إن كان شكله مُهندم ..
بهدوم مترتبة .. وريحة برفان واضحة جدًا ..
كل حاجة بتفكرني هو ازاي بيهتم بمظهره كالعادة ..
أبويا دخل..
بص لأمي وابتسم ابتسامة هادية .. ابتسامة ساحرة ورثتها أنا عنه ..
ونطق اسمها بصوته الرخيم المُثير للرهبة / " أمل !! "
الباب اتفتح على آخره .. وكشف عني ..
أبويا شافني ..
وابتسم ابتسامة واسعة .. ابتسامة أبوية مزيفة ..
وقال لي وهو بيقرب عليا وفاتح دراعاته /
" ماااااازن ... مازن حبيبي .. وحشتني جدًا .. انت عامل ايه دلوقت ..
بص لنفسك يا ماااازن !! "
مكنتش قادر أمسك نفسي خلاص ..
كان نفسي أضحك جامد اوي ..
بصيت لأكرم ..
بصيت لماما ..
ورديت عليه قبل ما يوصل عندي /
( أنا افتكرت كل حاجة على فكرة !! )
أبويا نزل ايده .. هبدهم على جنابه ..
وبص لي بنظرة التحدي اللي اتعودت عليها منه ..
وبعدها تبادل النظرات مع ماما .. ومع أكرم ..
كان بيتوعدلهم أكتر ما بيلومهم ..
على إنهم مقالوش أي حاجة عن ذاكرتي اللي رجعت لي ..
أكيد ... أبويا كان بيتمنى إني أكون لسه فاقد ذاكرتي ..
ده لو مكانش بيتمنى إني كنت لسه في الغيبوبة !!
هو ده أبويا ..
هو ده ( عرفة حسين عرفة ) !
ودلوقت بس ..
أنا على استعداد إني أشرب سيجارة !!
يُـــتـــبـــع !
مـــــازن !
Mr. T
4/8/2010
الحلقة إهداء ..
تو ماي بيجست سابورتر (ياسمين ) ..
& تو (سِمة) فور ريفريشينج ماي مايند !
ويلكم باااااااااك وسنعوووود بعد قليـل عشان في رغي ..
ReplyDelete; )
gamda awiiiiiiiiiiiiii ya T we mesh tetwel fel chapter el gay we ba3deen feen shadya ??? basshakl el chapters el gaya feeha masayeb yalla na7n fe al entezaaar
ReplyDeleteToka Magdy
hi tarek
ReplyDeleteit's to7fa bgd
msA bgd enk 2ader tastmer bnfs el kewa ana bgd 3omry ma ta5yelt enk hatfdal bnfs el kewa le7d el 7al2a el 111
ما علينا
انا مكتبتلكش نقد بقالى زمن
يمكن عشان مستواك بقى فوق نقدى بمراحل
بس المهم يعنى
عندى ملحوظة صغننه
و يمكن قولتها قبل كده بس استحمل
العامية لما بتختلط عندك بالفصحى بتبقى روعه بس لها ذلات كده زى مثلا
بعدها بصيت عليه نظرة أخيرة ..
بصيت بصه اخيرة و نظرت نظرة اخيرة انما بصيت بصه مسمعتهاش قبل كده
و عندى نصيحه صغننة
اقرى لسناء البيسى عشان هيا الوحيدة اللى لاقيت عندها الخلط الرائع ده بين الفصحى و العامية بحيث متحسش ان الفصحى نشاز او العامية نشاز تحس بلغه جديدة خليطة ما بينهم وعندى على فكرة كتب ليها كتير لو عايز ممكن اجيبهوملك
بس بجد ما شاء الله العمل كل مدى ما بيجمل و بيبقى احلى و بجد الحلقة تحفة جداً
تقبل مرورى
- مُصطفى .. يا هلا .. يا هلا ..
ReplyDeleteوالله عاجبني الكومنت بتاعك اوي ..
بس هي الفكرة كلها اني مش عارف ليه مش مقتنع اني اكتب كلمة (بصّة أخيرة) دي .. هيهي
مع ان انت اللي صح يعني ..
بس اوعدك ان شاء الله اني اجرب ..
واهو الواحد مستواه بيتطور مرة ورا التانية ..
انا مش مستعجل عموما ..
وحكاية مصيبة دي تُعتبر أكبر تمرين ليا ..
ادعي لي بس أكملها وأخلصها ..
ثانكس مُصطفى ..
=))
T
yaaaaaa welcome ya welcome ya tareeek :D
ReplyDeletefenk mn zmaaaaaaaan :S
nawrt 2lblog bta3k :D
Well tarek msh 3arfa 2a2olk eih bs bgd Amazing wallahi we bgd ya tarek 2nta b2at foo2 2lna2ed ..
we kman tarteebk ll2a7dath bgd 3agbny awii and really tarek You are doing Great :)
Keep It up freindy :)
thanxXx for da tag ..
tarek thank u for the amazing dedication bgd thaaaaaaaank u
ReplyDeleteto7fa as usuall bas feeh 7aga 7asseit beeeha mn wake3 tagreba 7asseit in knt elmafrood terakiz aktar 3ala his feelings towards his father specially law hwa za3lan awiiiii mn in 3arfa dah babah knt 7assah in lazim tegeeebo byfakar aktar fi shaklo specially bi taree2et mazen el estehza2ya kan lazim yetayra2 3ala da2no 3ala ehtemamo bi nafso w hwa fil segn 3ala esloobo elmozayaf ma3aaaaaah yebayen anger shewaya aktar mn la mobalah
SAMMAR: amazing choice w 7asseit in dats so mazen ino 3aizaha terga3lo 3ashan sabab anani inaha to2af ganbo w hwa byshoof abooh msh 3ashan 7atta ye3awadaha 3al masayeb elli 3amalaha b4 bgd 7asseit fe3lan in deeh sha5sya motarabta saaaaaaaa7 bgd amazing work on mazen's personality
bgd aktar mn ra2e3aaaaaa reply me 3al facebook
yasmine ayman
nice one tarek :D Nada saad
ReplyDeletei agree with yossa
tare2 gamda awi we 3ala fekra hya gamda we hya maktoba laken agmad lama 7akthali ;) bgd love this story
ReplyDeleteزعقت فيها يمكن تسكت ..
ReplyDeleteكلامها كان قاتل .. كان قاتل لإنه حقيقي !
على قد ما حسيت إني غبي ..
على قد ما كنت حاسس إني مُفتقد كلامها اللي بيفوقني ..
--واضح ان سمر دى متمكنة فعلاً
:D
You should consider publishing your stuff in a national magazine or something. Well done again!
Thanks a lot Fatemah :))
ReplyDeleteIn sha2 ALLAH ... Who knows !
T