Wednesday, December 29, 2010

عن (حُرية) قمع الُحرية !



أعترف أن الأمر ليس بجديد، لا الفكرة، لا الأسلوب، لا الحدث ذاتِه، فمثلِ هذه الأوضاع شاهدنا الكثير... لكن رُبما يكون الاختلاف الوحيد هو (مُسبب) الحدث، ألا وهو قرار وزير التربية والتعليم -شافاه الله وعافاه- بتحويل بعض مدارس الإسكندرية القومية إلى مدارس تجريبية، وعلى الرغم من أنني لم أنتمِ من قبل لأيٍ من هذه المدارس، فانا أكنُ لها احترام شديد، على الأقل كونها من علامات الإسكندرية وتُراثها.

ما علينا !
أنا في الأصل في حالة لا تسمح لي بمُتابعة تفصيلية للأخبار، فلا أدري إن كان القرار تم توقعيه أم إيقافه، أو حتى لو كان الوزير من كوكب آخر... ما يُهمني هو الحدث الذي تلا هذا القرار، وهو الوقفة التي انطلق بها طالبات وطلبة -بالترتيب الفعلي للإنطلاق- مدارس  مدارس الـ EGC والـ EBS وغيرهم... الوقفة التي بدأت باندفاعية، ثم استكملوها بصورة سلمية صامتة احتجاجًا على قرار الوزير ومُطالبةً بإلغائه.

فاليوم، أثناء طريقي إلى الكُلية الموّقرة القابعة في الحضرة بجوار المدافن، وأثناء المرور من شارع أبو قير، تذكرت أن هُناك وقفة في الشارع الواصل بين مدرستي الـ EGC والـ EBS وكذا مدرسة (الليسيه ليبيرتيه) - لا أتحدث الفرنسية- ... وقفة صامتة مُنظمة، تضم الطلبة والطالبات وأولياء أمورهم... و(فصيلة) أخرى من أبناء الوطن، وهم رجال الأمن المركزي -كالعادة- بعدد يفوق عدد المُحتجين، بشكل مُنظم أيضًا يُحيط الجموع، ويُسلط عليهم الأضواء بألواحهم الزجاجية العاكسة -المُغبرة في الواقع-، أضف على ذلك عدد مهول من سيارات الأمن المركزي.

ألم أقل أن الأمر ليس بجديد ؟!
لك أن تتذكر الوقفات الصامتة التي حدثت على مدار الفترة السابقة، الوقفات الإحتجاجية، وقفات المحاكم، الانتخابات، إعادة الانتخابات... حيث يصطف رجال الأمن والشُرطة حول هذه التجمعات.

أما عن سبب كتابتي لهذه المُدرجة، فهو تعبير عن جُملة خرجت مني عفوًا اليوم أثناء مروري من أمام هذه الوقفة... وقبل أن أذكر الجُملة إياها، سأحكي كيف رأيت المشهد بالتحديد... كُل شيء بدا -للحظة- كسلسلة مثل سلاسل الغذاء التي درسناها في الأحياء...

أولاً/ الضابط الشاب -المُحترم- يقفز أمامي من سيارة الأمن المركزي، ويتبعه العسكري سائق العربة.

ثانيًا/ الضابط -إياه- يأخذ حزامه، وسلاحه، وجهاز اللاسلكي.

ثالثًا/ الضابط يقوم بربط هذه الأشياء حول وسطه بصورة مُستفزة، كاشفًا عن ملابسه الداخلية في مُنتصف الرصيف!

رابعًا/ يتحدث الضابط في اللاسلكي، يُخبر من هو أعلى منه بتمام الأمور، ثم يأمر العسكري بأن يبقى أمام عجلة القيادة.

خامسًا/ ينزل من هم أقل بكثير من الضابط، من عربة الأمن المركزي، من أجل تأدية الواجب.

سادسًا/ الضابط وزملاؤه يجتمعون من أجل ترتيب العساكر حول الوقفة التي التف حولها مئات العساكر بالفعل!

سابعًا/ عساكر الأمن يحمون الشعب.

ثامنًا/ الشعب يقف في صمت.

تاسعًا/ الضابط سعيد بتأدية عمله، وتراه في الأصل لا يدري ما سبب هذه الوقفة، لكن لا بأس طالما أنه يُنفذ أوامر الأعلى منه.

عاشرًا/ الأعلى من الضابط، يعملوا على حماية قرار الوزير... الوزير هو ابن الوطن، وفي خدمة الوطن، وفي خدمة الشعب.

هكذا فقط !
أما عن الجُملة التي قُلتها فهي -بعد حذف السِباب-
Grow UP ya 7okoma... Grow up ya Police
ألا يوجد أي نوع من الحياء يمنع هذه الابتسامة البلهاء، في منع مجموعة كبيرة من الطالبات والطلبة القُصر من الوقوف في صمت!

تذكرت... لا يوجد مثلِ هذا الحياء للطواريء!
بالأحرى للتجمعات التي تزيد عن عددٍ ما -لا أدري كم- !

ما أعرفه جيدًا هو أنك دائمًا ستجد رجال الشُرطة والأمن المركزي، في كُل مكان، من حولك، أمامك، خلفك، مُهمتهم الوحيدة هي أن يُشعرونك بالأمان... فكما تعرف ونعرف، الشُرطة في خدمة الشعب -دائمًا وأبدًا- !

وليس الجميع لديه (حُرية) قمع الحُرية!
وخليك في حالك !

T

29/12/2010

** في وصفٍ سابق لنظرتي عن الأمن المركزي:-

( تقدر تشم ريحة العذاب والغُلب اللي الناس فيه ..
لدرجة إنك متعرفش مين في العربيات دي ؟!
عساكر ولا مساجين !! )

بتاريخ 11 يوليو 2010
 

7 comments:

  1. (تقدر تشم ريحة العذاب والغُلب اللي الناس فيه ..
    لدرجة إنك متعرفش مين في العربيات دي ؟!
    عساكر ولا مساجين !! )

    *** طارق نادر إبراهيم ،،،
    بارك الله فيك وعليك !!! هيهي
    والله لو فضلنا ندوّر مية سنة لوصف للمقهورين ف البوكس دوول ما حنلاقي أحسن من ده !!!!!!

    *** طبعًا الموضوع أكتر من رائع ... وخاصة إنت شفته فب لحظة عابرة وإنت معدّي.. احنا كنا ولا جواري شجرة الدر ف الشبابيك والبالكونات طول اليومين دوول طبعا .. رؤية توضيحية مفصلة من منظور أعلى .. !! ابقى تعالى يا تي بص !! هيهي

    *** المشكلة .. إني مش عارفة لحد دلوقتي هو دور رجال الأمن ايه بالظبط ف الموضوع ده؟؟!!!؟ لا تقولي تجمعات ولا بطيخ .. هما شوية طلبة حيمشوا بقنابل يدوية ف جيوبهم مثلا .. ولا قرن غزال ف شنطتهم؟؟؟!!!؟

    *** ختامًا ... "ابتسم أنت في أم الدنيا" !
    هههههههه

    *** تابع يا تيتي العمل السياسي .. واحنا وراك .. والعيش والكيت كات موجودين يا أخويا !!!!
    :D :D :D


    Mrs. Zika Lovett .. xD

    ReplyDelete
  2. طارق
    ،،
    من كام يوم كده شفت فيديو قلتلك عليه كان حد من صحابي عامله
    post
    وبصراحة ده،، في رأيي،، كان أبلغ رد شفته على اللي بيحصل .. بجد متاخدش كلامي هزار بس فعلا شوفه وشوفه للآخر .. ده أنسب وصف للي بيحصل:

    http://www.youtube.com/watch?v=okgVlW1QGTo&feature=related

    "الحكاية لسه مخلصتش والراية لسه مترفعتش" ..
    المسلسل ده كان من التسعينات والحكاية بتكرر لحد دلوقتي ..

    =D> ..

    كمل "حكاية مصيبة" يا طارق .. ;;)
    واخر حاجة:
    "People Shouldn't be Afraid of their Government. Governments Should be Afraid of their people" V ..

    ReplyDelete
  3. وكما يُقال : "الشرطة والشعب في خدمة الوطن"

    مع مراعاة النسيبة في تعريف الوطن لكلا الطرفين

    nice one ya T, and keep it up ! ;)

    ReplyDelete
  4. أنا مخنوقة لدرجة اني مش عارفة اقول ايه بس جات في دماغي الآية اللي بتقول (ربنا و لا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به و اعف عنا و اغفر لنا انت مولانا فانصرنا علي القوم الكافرين ) صدق الله العظيم
    ندي

    ReplyDelete
  5. طارق انا الموضوع ده بيتعبلى أعصابى وده لانى ساكنة جنب مجمع الكليات ومن وأنا صغيرة (قبل ما أجري عالكتب
    كنت بشوف عربيات الامن جنب الكليات فخلاص موضوع المظاهرات من اي نوع بقى معناه عندي الامن المركزي بس الصراحة رغم كل ده اتصدمت لما عرفت انهم وقفوا محاصرين طلاب المدراس لان برضه عقلى متخيلش ده والموضع اصلا من أول القرار لغايه الامن موضوع مستفز جدا بس عشان الواحد ميتعصبش كفاية كده
    عجبنى الصورة اللى رسمتها للموضوع
    تابع كتابتك للمواضيع السياسية برؤيتك

    ReplyDelete
  6. 3la fkra 7aseet nfs e7sasak r3'm en aslan banat el EGC byshtmo fel tagreebi ely hya my skool bs fe3lan karar mostfz w tari2a mostfza aktr fel ta3amol m3 el mozaharat ,, t7ess eno 3ndo fara3' karar mofage2 w msh f w2to w msh mofiid !!
    rbna yhdih w y5lsna mno bgd

    ReplyDelete
  7. بلاش نا بقى اكتب فى الموضوع ده


    بس هاتكلم عن الأسلوب


    بجد الاسلوب رااااااائع


    أكتر من رائع


    و الافكار مرتبة

    الحتة بتاعت اولا و ثانياً و كده دى جامده جداً

    التاج اللى عملته من حكايات مصيبة فى اخر التدريجة

    انتا بتقول عليها ايه؟؟؟

    المهم يعنى ان التاج ده كان اجمد حاجة

    تقبل مرورى

    ReplyDelete