أنا بِخيـْر !
* هُناك طنينٌ بأذني... صافرةُ القطارِ تؤرق منامي...
هُناك شخصٌ ما غيري، يُملي عليّ ما أفعله.
"كثيرةُ هي الأمورِ على طفلِ العاشرة"
* أتذكرُ يومَ أن عُدت للداخل، وأغلقتُ باب الشُرفة قبل
أن تُسافر العائلة... لم يكُن الأمرُ بيدي.
يومها قال لي أستاذي كلمتين (وسواسٌ حميد).
"شعوري بالإثارة تجاوز الجد، على الرغمِ مِن
أني لم أفهم معنى الكلمتين"
* أخبرنا الطبيب أنه الحسد... الحسد هو سبب سقوطِ
شعر رأسي في هذه السن المُبكرة.
يومها صدقّوه جميعًا بابتسامةِ تفاخرٍ (بالشعرِ المُتساقط).
"لكني كُنت أستمتعُ بتمزيقِ شعري حتى السقوط"
* أريدُ كل شيءٍ أن يكون في مكانِه الصحيح،
أريدُ كل شيءٍ مُرتبًا، نظيفًا، لامعًا...
أريده كما أريده وحسب.
أسعدُ بذلك، فهو يجعلني الأفضل في الفصلِ،
وفي المنزل.
"لم أدرِ أن السعادةَ قد تأتي بصُداعِ نصفي!"
* أعشقُ النظافةَ حرفيًا...
أغسلُ يداي أكثرُ من مرةٍ في المرةِ الواحدة!
مرة، اثنتان، ثلاثة، أربعة، خمسة، ستة، سبعة!
"لا بُد من العد... ولا بُد أن يكونَ فرديًا!"
* أستعيذُ بالله من شياطينِ الجان...
أستعيذُ مائة مرة... ألف مرة.
"لكن شياطينِ الإنسِ من حولي تسخرُ"
* (و سـ و ا س)... لم أعهد الكلمة إلا كوسواسٍ خناس...
والآن بِتُ أعهدها بمعانٍ أخرى كثيرة، قرأت عنها أنها
تُصنفُ من ضروبِ المرض.
"لكني أقنعتُ نفسي أنها مُجرد شعور"
* أي شعورٍ يجعلني أرغبُ في قرعِ الأبواب؟!
أي شعورٍ يدفعني لرنِ الأجراس أثناء صعودي
لسلالمِ المنزل؟!...
حمدًا لله أنني في الطابق الثاني فقط.
"بغضِ النظر عن استعدادي للصعودِ لمن فوق!"
* دائمًا أظنُ أن كُلَ من خلفي يُحملقون في،
يتحدثون عنّي، يُخططون.
وهذه ليست بمُشكلة، خاصةُ وأنه لا أحد في الخلف.
"وهكذا أصبحتُ أجلسُ في آواخرِ الصفوف"
* قرأتُ أن السبب في هذه الوساوس ليس نفسيًا،
إنما هُناك تلك الثغرة برأسك... نعم ثغرة، فراغ بمعنى
آخر، فراغُ يأتي ويذهب!
"أنا أفضلُ منك... أنا لديّ ثغرة"
* لا أحد يهتم إن شككتُ في الأمورِ كثيرًا،
الجميع يكتفي بالضحك على غرابةِ الأطوار،
لا أحد يفهم... ولا أنا أيضًا.
"أنا كأنا... أنا كأنا... أنا كأنا... أنا كأنا... أنا كأنا...
خمسةُ مراتٍ... رقمٌ فرديّ"
* أخبرني صديقاي، إياك أن تكتُب عن وساوسك...
لا تُعيرها انتباهًا أكثر... إياك!
"ليّتَ الأمور كانت تسيرُ بمثلِ هذه البساطة"
* ضَحِك، سُخرية، تكذيب... قُل ما توّد،
لكنك مغلوبٌ على أمرك أيضًا... أنت تُردد
هذه الكلمة كثيرًا، تُغني هذا المقطع،
تثرثر، وتؤدي من الأفعالِ أغربها.
وأنتِ لديكي من العادات ما خرج عن المألوف،
تظنون أن الأمور تسيرُ باعتيادية،
تُقابلونها بكبرياء واللاحاجة للمساعدة،
لا تُدركون!
"على الأقلِ... أنا أدركتُ"
* أنا لا أرغبُ في الموتِ، وبالتأكيدِ أمقتُ فكرة الانتحار...
الأمرُ بسيط، أنا فقط أرغب في معرفة كيف سأشعر،
كيف سأشعر حينما أفعل ذلك.
"لمّا أدُقُ عُنُقي... بيدي!"
* الغريبُ في الأمرِ، أنني الآن بخير!
في يومٍ وليلة... تجلّت كل الأمور، وأصبحتُ بخير!
"تُرى هل إمتلأ الفراغ؟!"
* لا زالت صافرةُ القطار تؤرقُني، على الرغمِ
من أننا أبعدُ ما نكونُ عن محطةِ قِطار!
"ما زالت الأمورُ كثيرةً على -طفلِ- العشرين!"
T
20/11/2010
"إهداءٌ إليك... علّك تكتُب من جديد :)"