Tuesday, April 5, 2011

7ekayet Moseebaa (14) !


( 14)
 | الحــركـة حـركتـنـا |


أنا عندي ثلاث قواعد، ثلاثة قوانين، خطوات، استراتيجيات... سمّيهم زي ما تسميهم، هم  في النهاية 3 حاجات لازم أتبعهم أثناء ما ألقي أي خطاب، أو أقول أي كلمة... وده جزء من الأفكار اللي أنا باحتفظ بيها لنفسي، هي سر من أسرار نجاحي اللي حققته على مدار سنين... ويمكن الشخص الوحيد اللي قلت له في مرة على الحاجات دي كان أحمد، وده يمكن لإنه كاتب بارع، وكتير كنت باستشيره في كل كلمة ناوي أقولها... أنا فاكر لمّا قلت له على القواعد التلاتة دي، رده كان بسيط خالص، قال لي إنها قواعد مثالية لشخص أناني زيي، يعني يا دوبك متفصلة عليا. 

أول قاعدة... إنك تبُص للناس اللي بتكلمهم، تدقق في وجوه كل واحد منهم، تقسم نظراتك عليهم جميعًا، لو العدد كان كبير، خلي عينيك تروح يمين، شمال، أدام، ورا، في كل ناحية، عند الباب،  عند الناس اللي لازقين فيك وشايفينك من قُريب، لازم تدي كل واحد الشعور إنك بتخاطبه هو وبس، إنك بتهتم بيه هو وبس، إنك جاي النهارده مش علشان تقول خطاب أو كلمة، لأ... انت جاي النهارده علشان تكلمه هو لوحده.

كُحة خفيفة خرجت مني... ودي حاجة عادةً مش بتحصل لي، لكن التوتر له أحكام... أخدت نظرة شاملة على المكان، كان نضيف، لكن مش مُنظم إلى حد كبير، مش زي ما اتعودنا عليه، مش هي دي روح غرفة الاجتماعات بتاعة حركتنا... بدأت أتكلم، وأنا  بأدقق في كل واحد من اللي موجودين، كأني باكلمه هوا...

 (أنا عارف إن الاجتماع ده مُختلف... مُختلف لإنه جه بعد فترة كبيرة مشفناش بعض فيها، بعد فترة من الركود، بعد غيبوبة... مُختلف لإن فيه ناس كتير ناقصانا...)

 أكرم بصّ لي بصّة هادية، وهو بيهزّ دماغه... كان بيحاول يدفعني للمواصلة... كنوع من التشجيع يعني...
 (بس أعتقد إن كلكم عارفين، إن حركتنا أساسها مكانش العدد، أو المكان، أو الزمان... احنا أساسنا كانت روحنا... روح كل واحد فيكم...)
 ابتسمت مع آخر 3 كلمات، ابتسامة صفرا... ماما بادلت لي نفس الابتسامة... هي كمان كانت بتشجعني...

(يمكن فيه ناس موجودة معانا لأول مرة في اجتماعاتنا...)
شادية... مكانش فيه نوع من التعبيرات على وشها... يا دوبك بحلقت فيا وأنا باوجه لها الكلمتين دول، كان شكلها على غير العادة مُرتب شوية، واضح إنها حاولت تسرح شعرها الرمادي الهايش، فلفته على ورا بشكل مُرعب... 

(بس دلوقت، هو الوقت اللي احنا محتاجين فيه كل القوى اللي نقدر نوفرها...)
شيري، واسمها الحقيقي شيرين، كانت قاعدة جنب شادية، شكلها متغيرش عن آخر مرة شفتها فيها... بلوزة مشجرة، وماسكة نضارتها بايد، والايد التانية ساندة على دقنها، كانت بتسريحة الشعر المعتادة، تسريحة طفولية بيأكد لك عليها (الفيونكة) البنفسجي في شعرها... كانت بتبص لي بعمق، وهي بتهز بدماغها مع كل كلمة باقولها، كأنها موافقاني على أي حاجة سواء كانت صح أو غلط....

(وأنا عارف كويس جدًا... إن أغلبكم، لو مكانش كلكم... جايين النهارده وانتم متوقعين إني أفتح ملفات قديمة... وأنا مش حاقول إني مش حافتحها، لإن ده حيحصل عاجلاً أو آجلاً...)

ضحكة خفيفة بنبرة استهزاء، أجبرتني إني أنقل نظري ناحية صاحبها... كان حُسام ابن خالتي... بصيت عليه بسرعة، ومقدرتش أدقق في ملامحه، للأسف مقدرتش أطبق عليه القاعدة الأولى، لإني مهما قلت في الفترة الحالية يستحيل يقتنع إن هو، وهو بس أهم حاجة عندي... والحق يتقال... ده مش صح... كملت كلامي/ 
(بس الأهم بالنسبة لي إننا نبدأ بداية جديدة بخطوات صح على قدر الإمكان...)

.................

القاعدة التانية أصعب في التنفيذ... القاعدة دي بتكون مهمة لمّا أتكلم مع حد مُعارض أو مع أي طرف عدو... هي إني لا أسمح لأي شخص إنه يقرأ تفكيري، أو يحاول يخمن أنا حاسس بايه، أو يفكر إنه قادر على توقع حركتي الجاية... وده صعب لإني لازم أعزل لغة اللسان عن لغة الجسد، هو مش بيقولك برضه، إن كل حركة من ايديك ممكن تبين نواياك، لو عقدت ايديك أدامك فأنت بتحط نفسك في موقف دفاعي، لو حركتهم كتير ممكن يتقال عليك كداب، انت لو حتى هرشت في دماغك، ممكن حد يحسبها عليك قلة حيلة، وإنك مش مستعد بقرار... محدش يقدر يتخيل صعوبة إنك تتكلم من غير ما تحرك ايديك خالص، وده أخد مني سنين لتنفيذه، إني أتكلم بلساني وبلغة العيون... نوع من التسلط الحسي... أساسه إنك متضعفش قصاد نظرات حد... بل على العكس... الكل لازم يضعف قُصاد نظراتك...

(احنا محتاجين نجمع الناس اللي كانوا في حركتنا من جديد، محتاجين نعلن إن حركة أبيض رجعت من تاني، وإننا على استعداد بتقديم خدماتنا... عاوزين نجمع الممولين بتوعنا من جديد... أو نلاقي ناس تانية تقوم بتمويلنا... محتاجين...)

العيون الخضرا... أنا مش باحب العيون الخضرا... مبعرفش أشوف نفسي فيها وأنا باتكلم... وما بالك لو كان مغطيها سحابة من الدخان... تُقى كانت بتشرب سيجارة... كالعادة... بتدخن في أي وقت، في أي مكان... البنت دي زي ما بيقولوا عليها بـ 100 راجل، أرجل مني... دي هي كانت السبب إني بعد ما بطلت سجاير لمدة سنة كاملة في الجامعة، إني أرجع للتدخين تاني.
لمّت شعرها المتبعتر، وأخدت نفس من السيجارة... في نفس اللحظة اللي أخدت بالي إن عيني عليها... وغمزت لي...

(محتاجين كل الطاقة البشرية اللي نقدر نوفرها...)
بُمناسبة العيون... العيون الوحيدة اللي كانت بتصيبني بالتوتر.. هي عيون سمر... تخيلتها موجودة معانا دلوقت... كانت عادةً بتقعد جنبي أو جنب مروان، أو ما بين تُقى وريهام... لمّا كنت بابص لها... يا إما باسرح كالعادة... يا إما أتوتر... وللحظة ألاقي ايدي بتتحرك أدام وشي... أو أدام وورا.. كأني ماشي في الشارع...

ابتسمت كأنها معانا في نفس المكان وشي أحمّر للحظة كأنها بتبص لي، وهرشت بايدي اليمين في دماغي وأنا باحاول أفكر في جملتي الجاية... بالضبط كأنها موجودة...

(ويمكن علشان مطوّلش في الكلام وخلاص، لإننا النهارده محتاجين نسمع بعض كويس... أنا بس حاقولكم إن فيه صفحتين قُدام متقفلوش في الخطط بتاعتي للحركة... أكيد فاكرين لمّا قررنا إننا نعلن رسمية الحركة بتاعتنا وإنها تكون حاجة زي حزب أو كده... والحاجة تانية أعتقد أنتم عارفينها كويس، وهي اللي انتهت بإني دخلت في غيبوبة... أمممم .. هي مانتهتش فعليًا... بس أنا حابب أنهيها بأي شكل... لإن... أممم... لإن ده... ده حيعني لي أنا كتير...)

على الرغم من الارتباك اللي أصابني في آخر كلامي، إلا إن ده مكانش مانع إني أطبّق القاعدة التالتة... القاعدة أو الاستراتيجية رقم تلاتة... هي إنك بعد ما تتكلم... تستنى الناس تصقف لك!... أعتقد إن أحمد كان عنده حق... قواعد مثالية لشخصية أنانية زي شخصيتي... أنانية بس... مش عارف ليه أول مرة آخد بالي إن دي مش مجرد أنانية مُفرطة، على قد ما هي نرجسية قذرة.

(كتيير جدًا...)
ختمت بالكلمتين دول بأسلوب قاطع، يدل على إني انتهيت... بعدها عدت لحظة صمت... الكل باصص لي فيها بعمق واتساع للعيون... محدش صقف... لحظة كمان... وبعدين شيري صقفت بهدوء وبطفولية... هي الوحيدة اللي كانت بتصقف، وطبيعي إنها قطعت تصقيفها البريء لمّا الكل وجه نظراته ناحيتها... وشها احمّر، وبعدين حطت ايديها على ركبتها اللي مش باينة تحت ترابيزة الاجتماعات.

”خليني أفهم كويس...“
 حُسام اتكلم... لكنه متكلمش بشكل طبيعي، كلامه كان فيه سخرية واضحة بالضبط زي اللي ظهرت في ضحكته اللي فلتت من شوية... اتكلم وهو بيسند بايده وبيقوم واحدة واحدة بالتصوير البطيء من على الكرسي... ولإني عارف كويس هو ناوي يقول ايه... اكتفيت إني أبص له من غير ما أرفع راسي لفوق...

”ما هو أصل معلش يعني... أنا محتاج أفهم... انت جايبنا النهارده... بالرغم من إنك عااارف إن ده حيكون خطر علينا كلنا... جايبنا علشان تقعد تقول كلمتين ملهمش أيييي لزمة... وفي الآخر تيجي وتقول... إن ... ده... حيعني لك كتييييير جدًااا... يا عيني...“

”حُساام !“
أكرم قاطعه بحدة... بس هو شاور له بغضب، بالرغم من إن شكله كان هادي جدًا...

”أنا مش عارف يا مازن... لمّا انت فُقت.. ولو إني أشك بده... مش عارف سألت نفسك إن واحد زيي كده مجاش وعبرك ليه؟... أكيد سألت نفسك... اسمح لي أجاوبك بقى... لإن واضح إن أنانيتك أو غيبوبتك... خليتك تنسى حاجة مهمة جدًاا... وهي إن أخويا اللي هو ابن خاااالتك... مات بسبب حركتك دي... ”

”حُسام“
المرة دي مكانش أكرم لوحده، كان أحمد وماما كمان بيحاولوا يقطعوه، ماما كانت بتقول اسمه وهي بتداري وشها، أما أحمد فكان بيحاول يسحبه من ايده الشمال علشان يخليه يقعد... بس رده على التلاتة كان غير متوقع... هبد على الترابيزة بقبضة ايده... هبدة.. اتنين... تلاتة... ومع كل هبدة كان فيه شهيق وصريخ... ناس شهقت منهم ماما وأستاذ عادل وأكرم... شيري صرخت... تُقى قامت من مكانها.. ريهام هي الوحيدة اللي فضلت ساكتة ومذهولة... أما أحمد فكان بيحاول يهدي حُسام... وأنا فمكانش ليا أي رد فعل!

شادية زعقت فيه ببلطجة/ ”جرى اييه يا أستااذ؟!“

”أنا مش قادر أصدق كل اللي انت قلته ده بجد.. مش قادر أصدق إنك عاوزنا نبدأ من جديد بدل ما تخلينا نقفل كُللل حاجة... أنا مش قادر أصدق أصلاااا إن أنا جيت هنا النهارده...
 هبد مرة رابعة بطريقة أقوى من اللي فاتوا... وبعدين زقّ أحمد بعيد... وخرج من المكان في لحظة.
.................

صمتي، هدوئي، ورد الفعل غير الموجود... كل ده مكانش بسبب أي كلمة قالها حُسام... أنا أصلاً فصلت أثناء كلامه، دخلت في حالة لا إرادية من الانعزال، يا دوبك كنت شايفه بيتكلم، بيهبد، والناس كلها متأثرة، ممكن أكون كنت سامعه، لكني واثق إني مفهمتش أي حاجة من كلامه، لإني مكنتش سامع غير ضربات قلبي، وأنا بافكر في أسخف 3 قواعد ممكن للإنسان إنه يتبعهم... وعمومًا أن كنت متوقع كل حاجة هو حيقولها، في الواقع أنا كنت فعلاً مستغرب إنه جه علشان يحضر الاجتماع، وإنه استجاب في الأصل لدعوة أكرم... لكن اللي خلاني في الوضع ده، هو إني اكتشفت ذنب جديد في قائمة الذنوب اللي أنا المفروض أشيل عبئها على أكتافي... سمر... أبو سمر... خطوبتي لسمر... الحركة... أكرم... مروان... مُصطفى ابن خالتي... خالتي... ودلوقت حُسام.


حُسام كان زي أخ بالنسبة لي بالضبط، أخويا الصغير بالتحديد... هو أصغر مني بـ 4 سنين، ولفترة كبيرة من الزمن كان بيفضلني على أخوه الأكبر منه... كُنت إلى حدٍ ما شخص مُساهم في تربيته... ولإني عارفه كويس... فأنا عارف إنه شخص هادي... بارد الطباع... فيه عادة في نطقه للكلام، إنه لازم يمد في الحروف، بالذات في آخر كل جملة... كان دايمًا بيضايق لمّا حد بيألس عليه بالنسبة للموضوع ده... بس حُسام اللي خرج من شوية، كان على غير العادة... غضبان، على استعداد إنه يضربني أنا شخصيًا... وحتى لو كان مُقنع بقناع البرود، إلا إنه مقدرش يلزم هدوءه أكتر دقايق... حُسام دلوقت اتأثر كتير باللي حصل لي أو بالأصح حصل بسببي، يمكن أتأثر أكتر من مروان ذات نفسه...أممم... لأ ... مروان أكتر في الحقيقة.

أنا نفسي أعرف حاجة... نفسي ألاقي إجابة عن سؤالي ده... يمكن ميكونش ده وقته... ليه حُسام مجاش زارني أثناء الغيبوبة أو بعد ما فُقت أو حتى لمّا افتكرت؟!... لأ مش ده السؤال... أنا عارف إجابة ده كويس... وهو إني كنت السبب إن أخوه مُصطفى اتسجن ومات... سؤالي هو ليه الناس كلها بعد ما بتتعرض لحادثة بتأثر فيها، ليه كلهم بيطولوا دقنهم؟!... مروان... ودلوقت حُسام... مع إنه دايمًا كان بيكره إنه يسيب دقنه تطول... خاصةً إنها مش بتمشي بأي شكل من الأشكال مع شعره البُني المُتناسق بشكل مُبالغ فيه... ليه؟!... علشان أنا شخصية أنانية نرجسية قذرة... مش مُستبعد إن تكون دي الإجابة.

أخدت نفس عميق...

”بجد... بجد... انت بتهزر...“

نفس أعمق... حسيت بالهوا بيملى جوايا... حسيت بالدم بيوصل لدماغي أخيرًا...

”أكيد انتم الاتنين بتهزروا...“

استوعبت أخيرًا، أحمد هو اللي كان بيتكلم... هو كمان قام وقف... كان بيشاور عليا أنا وأكرم...

”أكرم... انت ازاي ماشي معاه في السكة دي... مش تحمد ربنا انك نجدت منها مرة قبل كده... عاوزنا نعيد الكرّة من أول وجديد...“

مش قادر أتنفس... الدنيا كانت بتلف بيا... دوخة رهيبة...

”اعذروني... بس أنا ما صدقت إننا لسه عايش لغاية دلوقت... ويا ريت تبعدوا عني أنا وعمرو... وابعدوا عن أي حد مش عاوز يكون له صلة بيكم...“

أحمد خرج من المكان بنفس السرعة اللي خرج بيها حُسام، تقريبًا كان عاوز يلحقه... وأنا خرجت وراه على طول... وأنا باحاول أمنع نفسي من الدخول في غيبوبة جديدة... ولو إن غيبوبة مرة تانية حتخليني أنسى الأحداث اللي في ذاكرتي قصيرة المدى... حتخليني أنسى أحداث الاجتماع ده.

خرجت بسرعة... عديت باب قاعة الاجتماعات... الطُرقة اللي بتودي للقاعة... باب الطُرقة... باب المبنى... بقيت في جنينة المدرسة... قعدت في مكان انتظار الطلبة اللي بيكونوا داخلين مبنى الإدارة... أنا كتير قعدت في المكان ده، نظرًا للسُمعة السيئة اللي الواحد تمتع بيها لمّا كان طالب في المدرسة... بس فيه مرة واحدة مكنتش فيها طالب... مرة كانت قُريبة جدًا.
.................

قبل الحادثة بأسبوع...

كُنت في أسوأ مزاج ممكن أكون فيه، لكن كان لازم أحضر الاجتماع ده... الاجتماع ده هو أهم اجتماع بالنسبة للحركة من ساعة تأسيسها... الاجتماع المصيري اللي حنعرف فيه كتير، حنعرف مين حيكون معانا، ومين حيكون ضدنا، مين شجاع بدرجة كافية، ومين جبان... أنا اللي حاعرف في الواقع. 
دخلت القاعة، كانت منوّرة بإضاءة قوية... رميت شنطتي، واخدت نفس عميق/
(ايه يا جماعة... يا رب كله يكون تمام...)

اخدت نظرة سريعة على الموجودين، سمر مكانتش موجودة لأول مرة... عمرو كمان... واضح إنه انضم لصفها بسرعة قصوى... غير كده الكل كان موجود، ما عدا ماما... للأسف كانت أول واحدة تنسحب من الموقف... حسام كمان مكانش موجود...

(هو حُسام فين؟!...)
سألت بسرعة...

”المفروض إنه راح يجيب مُصطفى من النيابة... بس مش عارف أتأخروا كده ليه، المفروض كانوا يرجعوا من بدري...“
مروان هو اللي رد عليا... كان واقف  جنب ترابيزة صغيرة عليها مشروبات كتيرة... كان بيشرب قهوة، هو كده دايمًا... القهوة هي الجزء المفضل عنده في اجتماعاتنا...

هزيت دماغي، وبدأت استريح في قعدتي، لكن ريهام سألتني/
”مازن... فين سمر؟!... مش بترد على موبايلها ليه؟!“

بصيت لريهام، كانت شيك كالعادة... كل حاجة فيها شيك... لبسها، لفة الطرحة، النضارة، الخواتم اللي لابساها... وبعدين بصيت في الأرض... وحسست على كف ايدي اليمين، مكان الدبلة اللي أنا لسه لابسها... وبعدها حسست على جيب الجاكت... مكان دبلة سمر اللي رمتها...

(هي مش حتعرف تيجي النهارده... متشغلوش بالكم...)
رديت بثقة... في حين حد حطّ ايده على كتفي... بصيت جنبي... كان أستاذ علي لسه قاعد حالاً... بص لي بصة مواساة... مع ابتسامة خفيفة... هزيت دماغي علشان آدي له إحساس إني تمام...

سمعت صوت خبط بسيط على باب قاعة الاجتماعات... تجاهلته... أكيد فيه حد حيقوم يفتح... بدأت أتكلم/
(طيب... احنا محتاجين نراجع كل حاجة مرة أخيرة... ونضيف بعض التعديلات البسيطة على خطتنا... ريهـام...)

شاورت لريهام مع آخر كلمة... ريهام قامت وقفت وهي ماسكة في ايدها مجموعة من الأوراق... لكنها متكلمتش... عينيها ضاقت للحظة وهي بتبص على الشخص اللي واقف ورايا...

(مُصيبة... فيه حد باعت لك الجواب ده... من غير عنوان ولا أي حاجة... واحد غريب جه وعطاه لأكمل برا عند البوابة وقال إنه ليك...)

بصيت ورايا... كان أكرم... واضح إنه هو اللي فتح الباب، وأخد الجواب من أكمل... وهو واحد من الأمن اللي في المدرسة، أو بالأصح الأمن اللي بيحرس لنا المدرسة اثناء الاجتماعات... أخدت منه الظرف الصغير... كان خفيف... واضح إن مفيهوش غير ورقة واحدة... بصيت عليه بسرعة، كان من غير أي بيانات أو أي حاجة تدل على مصدره...

(طيب.. شُكرًا يا أكرم... سيبكم من الظرف ده... ونكمل...)

فضلت متبت على الظرف، في حين ريهام بدأت تتكلم... كنت عاوزها تتكلم بسرعة، علشان الاجتماع ده يخلص واستريح...

”الاجتماع الأخير قبل تنفيذ خطتنا لكشف كل حاجة بتحصل جوا قسم البوليس اللي بيشتغل فيه كُل من أحمد وعمرو... يمكن أنا شخصيًا باحب أفكركم دايمًا بنواة الموضوع...“
 نواة... فكرت بسخرية... أنا باحب الألفاظ اللي بتستخدمها البنت دي...

”علشان دايمًا نفتكر احنا ايه هدفنا من اللي ناويين نعمله... أكتر من 20 شخص مفقود ومقتول... منهم ناس عاديين تمامًا زيي وزي أي حد فيكم، ومنهم ناس تانية كانوا متورطين  في بعض قضايا المُخدرات وغيرها... لكن بدل ما كان بيتم التحقيق معاهم في النيابة، مكانوش بيخرجوا من القسم ده أبدًا... وكل حاجة بتكون متقفل عليها بشكل كويس... أحمد وعمرو مقدروش يجيبوا لنا دلائل قوية على كده... لكن معلومات كتيرة وواضحة تخلينا مُتأكدين إن المُقدم... احم... إسماعيل هو واحد من المتورطين في اختفاء الناس دول...“

إسماعيل... أكيد لازم تُكحي عند اسم الخاين اللي كان في يوم ضمن حركتنا... أكيد لازم تحاولي تخفي تأثرك وانتي بتقولي اسمه يا ريهام... مش كنتي بتحبيه... الحب ملهوش سيد...

”وأكبر دليل هو إنه كان سبب في القبض على مُصطفى... وإنه هدد مازن بالقتل... وإنه حرق عربية أكرم... بس كده... الباقي بقى مع مروان...“
 بس كده... هه... قبض، سجن، حرق، تهديد بالقتل... وقال ايه سمر مش عاوزاني أنفذ اللي ناوي أعمله...

مروان كمّل كلام ريهام بسرعة... هي قعدت بعد ما أصابها شيء من التوتر... 
”تمام كده... ده مُلخص سريع... احنا بقى بالصلاة على النبي كده حنعمل ايه... فيه بلاغ حيروح للقسم بالتحديد على مكان اتنين تُجار حشيش، طبعًا بعد ما عرفنا مكانهم من خلال مازن اللي عرف مكانهم من خلال سامية... أو شادية.. مش فاكر اسمها ايه...“
ضحكة خفيفة خرجت مني... اسمها شادية يا أذكى إخواتك..

”المفروض إن أحمد... ودلوقت بقى أحمد لوحده.. لإن عمرو انسحب... حيتأكد من وصول البلاغ ده لإسماعيل، علشان هو يروح يحقق في الموضوع... بعد كده مازن المفروض حيدخل القسم... هو عارف حيعمل ايه جوا... احنا منعرفش.. مش مشكلتنا... المهم إن تُقى وشيرين...“

”شيري... ”
شيرين قاطعته بسخافة في غير وقتها...

مروان كمّل كلامه/


”تُقي وشيري... مُهمتهم يراقبوا دكتور سعيد... احنا مش مُتأكدين برضه هو ايه موقفه في الليلة دي... بس الراجل ده لها تصرفات غير متوقعة... ومش عاوزينه يتسبب لنا في أي مشكلة... أستاذ علي وعم عادل... صبّح يا حج... حيخفوا أي حاجة مُتعلقة بالحركة في المدرسة... تحسبًا لأي موقف عدائي ممكن حد ياخده ضدنا... أما سمر وريهام فحيحرسوا بيت مُصيبة...“

(ريهام لوحدها... سمر أوات...)
قاطعت مروان... بص لي باستغراب.. لكن ريهام هي اللي ردت عليا...

”افندم؟!.. سمر برا الموضوع... ازاي يعني.. وازاي حاروح أنا آخد بالي من شقتك لوحدي...“

(أكرم يروح بدل سمر...)

”هو ايه اللي أكرم يروح بدل سمر... أنا المفروض حابقى مستنيك برا القسم...“
أكرم قاطعني بصوت عالي... كان أعلى من المتوقع.. يمكن علشان هو لازق جنبي بالكرسي...

”ثواني.. يعني ايه سمر برا ؟!... هي كمان انسحبت ”
”امتى.. ازاي.. علشان كده مجتش الاجتماع؟“
”علشان كده مش بترد على موبايلها ؟!“
”ماااازن... ماااازن..“
”مفيش وقت لتبديل الأدوار اللي احنا بنعمله ده...“

أكتر من شخص كان بيتكلم في نفس الوقت... مش قادر أحدد مين بيسأل، ومين بيرد عليه.. مين بيناديني... ومين بيعاتبني...

(سمر... انسحبت... ليه، وازاي... مش وقته... أكرم بدل سمر مع ريهام... فيه بلاوي في الشقة وانتم عارفين كده كويس.... انا مش محتاج حد يستناني... ولا حد ييجي معايا... سمر انسحبت.. خلصنا.. سمر آوات..)

رديت رد قاطع... الكل كان مذهول من الغضب والعنف اللي خرج مع الكلمتين اللي فاتوا دول... لكن لسببٍ ما الكل سكت...

”أنا كمان آوات...“
أحمد... مش قادر أصدق... وقت غير مُناسب خالص يا سعادة الضابط...

”انتم مش ملاحظين إننا مش متأكدين من أي حاجة... أنا آسف يا جماعة... بس فيه حاجات كتيرة مقدرش أخاطر بيها علشان حاجات تانية أنا معرفش أولها من آخرها... أنا مش حاكون في القسم اليوم ده... اعتبروني مش موجود خالص...“

تصفيق حاد، بطيء، واضح فيه التهكم بصورة قصوى... مروان هو اللي كان وقف وبيصقف له/
(واااو... بجد يعني... أحييك على جُبنك...)

رد عليه/
”وأنا أُحييك على جهلك...“
 وخرج...

مروان اتكلم تاني والغضب واضح على وشه/
”مازن... سيبك.. أنا حاجي معاك وحاستناك برا في العربية... مش مهم أسافر اليوم ده...“

بصت له، وأنا حاسس بانهيار غير طبيعي... حسيت إن الكل بينسحب... وللحظة فكرت أنا كمان في الانسحاب... على الأقل انسحاب مؤقت... مسحت القاعة بنظراتي... اللون الأبيض مُسيطر على المكان... الإضاءة مُبالغ فيها... المكان مُشرق جدًا... أنا محتاج مكان هادي... مكان مُظلم انسحب فيه مع نفسي ومع همومي...

(عن إذنكم ثواني...)
خرجت بسرعة من المكان، وبأسرع وأقوى خطوات أقدر عليها... وصلت بنفسي لخارج المبنى... قعدت على كُرسي أدام باب مبنى الإدارة... أخدت نفس عميق... الهوا كان مُنعش... مديت بصري ناحية مدخل المدرسة... كان فيه حوالي 7 عربيات راكنة أدامه، وأكمل كان واقف هناك، شاور لي... شاورت له إشارة سريعة بايدي... كان شاب عنده حوالي 25 سنة، يمكن مكانش جزء من حركتنا، بس اهو في النهاية بياخد باله لو فيه أي حركة مُريبة بتحصل حوالين المكان...

فجأة شخص ما ظهر جنبي... كان أستاذ علي، أو دكتور علي... أبو سمر وعمرو... وبنظرة أبوية قعد على الكُرسي اللي جنبي... 


”مازن... يا ابني... أنا عارف انت حاسس بايه دلوقت... بس مينفعش تخلي ده يقف في طريقك... لو عاوز فعلاً ترجع سمر... يبقى انهي الموضوع ده... كمّل سكتك وأثبت لها إنك تقدر تنجح في اللي انت ناوي عليه... وساعتها علاقاتك مع ناس كتيرة من اللي جوا حتتصلح...“

دققت في وشه... كان راجل كبير باعتبره دايمًا زي أبويا... هو فعلاً كان بمثابة أب روحي للحركة، هو وأستاذ عادل مُدير المدرسة... سمر ورثت عنه عينيها السودا... وعمرو ورث ملامحه القوية الحادة...

(مش عارف ممكن اعمل ايه لو كلهم بدأوا ينسحبوا واحد ورا التاني...)

”محدش حينسحب تاني... وان شاء الله حتنجحوا.. ومتنساش إن محدش ضاربهم على ايديهم.."

ربت على كتفي بهدوء... وبعدين قام من مكانه... كنت قادر اسمع صوت خطواته على أرضية الممر، في الهدوء الخارجي لليل الي أنا فيه... قررت إني أرجع واستكمل الاجتماع اللي مش باين له أول من آخر... بصيت لمرة أخيرة على الدبلة اللي أنا لابسها... شفت الدبلة الفضة بتلمع... كنت عاوز أخلعها من صُباعي، وأبص على الحلقة الفضي من جوا، علشان أشوف الحرف المحفور عليها، أول حرف من اسم سمر... لكن الظرف اللي كنت لسه ماسكه في ايدي منعني من كده... مسكت الظرف بايديا الاتنين... فتحته... كان فعلاً فيه ورقة واحدة.. ورقة صُغيرة... مكتوب عليها 3 كلمات بس... مكتوبة بخط غير مألوف...

واحد    واحد   بالدور

مفهمتش أي حاجة، حاولت أجيبها يمين، شمال، أفكر بأي شكل ايه اللي ممكن تعنيه الرسالة دي... لكني في النهاية، قررت تجاهلها، لإن مش وقته خالص... مش وقت أي غموض ممكن يدخل على حياتي.... قررت إني أرجع أخيرًا، مشيت بهدوء... عديت الطُرقة، الباب... اخدت بالي إن باب أوضة الاجتماعات كان مفتوح... كان فيه أصوات كتيرة مُتداخلة قادر أسمعها ضمن الصدى... دخلت القاعة... كان فيه حاجة غلط، حاجة غير بريئة بتحصل في المكان... مروان كان واقف مصدوم، وماسك التليفون بتاعه في ايده، بنات كانت حاطة ايديها على وشها، ناس كانت مذهولة، حتى أكرم كان قاعد في مكانه وماسك دماغه زي ما يكون بيعاني من صُداع نصفي...

مروان بص لي وتصارع مع نفسه علشان يقدر ينطق/
”فيه حد ضرب نار على حُسام ومُصطفى وهم خارجين من النيابة... مُصطفى مات...“

دلوقت بس فهمت معنى الجملة اللي في الورقة.
.................

في الوقت الحالي...

أنا باكره لمّا أقعد في مكان، وأبدأ استرجع في ذكريات كتيرة بالشكل ده... لكن ما باليد حيلة، أنا مهما كنت، فأنا لسه فايق من غيبوبة من كام أسبوع... بصيت على مدخل المدرسة، كان مضلم، مفيش غير عربية واحدة راكنة هناك هي عربية أستاذ عادل، مفيش حد واقف حراسة... لإن أكمل -الله يرحمه- اتقتل في نفس الليلة اللي قتلوا فيها أبو سمر، غالبًا لإنه أكيد شاف مين اللي خبطوه بالعربية... وبعدها بأسبوع حصلت لي الحادثة، وانتهت بيا في غيبوبة، وبمروان بعاهة مُستديمة...

قُمت من مكاني... جريت... جريت بسرعة... جريت كل الطريق لغاية ما بقيت في قاعة الاجتماعات، واتكلمت وأنا مُتجاهل كل القواعد اللي بأتبعها أثناء إلقائي لأي كلمة... ميهمنيش حد يصقف، المهم الكل يفهم ويحس باللي أنا باقوله... ميهمنيش أني أظهر كشخص متوتر، أو محتار، أو حتى كداب... ميهمنيش إني أركز في أي ناحية باوجه كلامي... ميهمنيش لو حد انسحب... سمر وأحمد انسحبوا، ودي مش أول مرة ... حُسام انسحب وأنا أتعهد على نفسي إني أصلح علاقتي بيه حتى لو ده كلفني حياتي... ميهمنيش أي حاجة غير الحركة... مهمنيش حتى الجملة اللي قالتها ريهام/
”مازن.. أعتقد إنك محتاج تفكر في كل حاجة من تاني...“

(ايوه... انا حافكر... بس اسمعوني لحظة واحدة كمان... أنا مش حينفع أفكر لوحدي... كلكم لازم تفكروا معايا... عاوزين مفتحش في القضايا القديمة.. مش حافتح... عاوزين مجبرش حد على أي حاجة... مش حاتدخل... لكن لازم كلكم تفتكروا حاجة كويس اوي... افتكروا إن الحركة دي مش بتاعتي لوحدي... مش علشان أنا أسستها يبقى أنا المسئول على كل حاجة حصلت فيها... افتكروا إن محدش فيكم كان مضروب على ايديه... وحاولوا ولو للحظة متلقوش باللوم عليا أنا لوحدي... لإني أكيد مكانش ليا أي رغبة في كل اللي حصل لنا قبل كده... أنا كل اللي عاوزه دلوقت... إننا نفكر مش أكتر... فكروا هل ينفع نبدأ من جديد ولا لأ... ولو بدأنا  ازاي نقدر نتلافى أي مشاكل قابلتنا قبل كده... ولو مش حينفع... يبقى فكروا في ضرورة إننا نقفل أي حاجة متعلقة... على الأقل يبقى حصلنا على خاتمة مُحترمة لسنين كتيرة من التعب... مش طالب منكم غير إنكم تفكروا...)

الوجوه المرة دي كانت مُتحمسة... محدش صقف آه.. وكده كده مش فارق معايا... بس الكل كان اقتنع... كلهم هزوا دماغهم بالموافقة... وهمهمات انطلقت في الأجواء... كلها بتقول ”حنفكر“... شادية كانت صاحبة أطرف رد فعل... بصت لي بنوع من الإغراء غير المُبرر وقالت/
 ”قشطة عليك يا سي الأستاذ...“
وبعدين باستني على الهوا....

أكرم بص لي وابتسم... والكل بدأ يخرج في هدوء... أما أنا فقعدت في مكاني أستريح لدقايق...
تليفوني رنّ... خُفت للحظة إني أرد عليه... لكن افتكرت إني مش في الماضي، وإن مفيش حد ممكن أخسره في الفترة الحالية... رديت/
 (ايوه يا حسن...)

”مساء الخير يا أستاذ مازن... أنا حبيت أقولك إن العربية بتاعتك بقت زي الفُل... تحب تيجي تستلمها بنفسك ولا تحب أوديها لك المطرح بتاعك؟!“

(أنا حابقى آجي اخدها منك بكره الصبح يا حسن... تسلم...)

”عيب عليك يا أستاذ مازن...“

حطيت الموبايل في جيبي... الكل كان خرج خلاص، ومفيش غيري في قاعة الاجتماعات... استرجعت أحداث الدقايق الأخيرة... حسيت بنوع من الفخر... زي ما دخلت المكان النهارده، حاخرج منه وأنا ما زلت مُتحدث لبق... لكن مع فارق وحيد ومهم... وهو إني قررت التخلي عن قواعدي السخيفة، قررت التخلي عن أنانيتي ولو بصورة تدريجية، أي نعم ده مش حيكون أنا على الإطلاق، بس حيكون تغيير... على الأقل أحاول كده ولو ضمن أجواء الحركة، لإنه في الأول وفي الآخر، الحركة دي مش بتاعتي أنا لوحدي أو حِكر عليا... لأ... الحركة حركتنا.

يُتبع...
مُصيبة!





5 comments:

  1. Mesh wa2t Yotba3 5alis 3ala fekra .. Bas homa meen elly 2atalo baba samar we Akmal we Mostafa ?? Ba3din elly ana metla5bata feeh showaya aw bayen 3shan ma2aretsh le shohor , fa mesh fakra el 7araka elly b 3amleenha 3shan eih belzabt .. Eih hadafha ??
    ah we BTW .. Mesh 3arfa leeh 7abeet sha5seyet Sherry .. Sha5seyetha el tofoleya 3agbany ^_^ , Any way welnaaaaaby kamelha ba2a

    Tok ^_^

    ReplyDelete
  2. Tarek mot2kd enakk 7tb2a doctooooooor ???????
    Ana shyfa enak t3iid tfkiir fl mawdoo3 da ^-^
    Enta bthzaaar !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    Ana awel ma shoftaha olt eih dad y twila awi 72raha 3ala yomin we ba3deen we ana b2raha la2it nfssi msh bo2af we mra wa7da

    يُتبع...
    Bgad ana mt5yltsh anha 7tb2a 7lwaa awi keda 3gbnyy aslobak fyha awii 7assit bel amal fiha
    Bgad asrt fya awii m3lsh ya tarek el comment 7yb2a twiil shwaya we da 3ashan 3gbtny gedan bgad we bte ana 3amltlha save fl notes 3andy fl pc ;)

    There were some surprises :D:D
    Awel mofg2aaa :
    Shadyaaaaaaaaaaaaaaaaa fl agtma3 xD xD I was shocked !!!!!!!
    … awel ma arit shdya tn7aat asln ^-^
    We 3gbny awi wasfk liha lama olt :
    كان شكلها على غير العادة مُرتب شوية، واضح إنها حاولت تسرح شعرها الرمادي الهايش، فلفته على ورا بشكل مُرعب...
    Tany mofg2a : sheryyy xD xD
    Tafa2lt biha keda 7assit enha 7tb2a liha dor gamed we 5ssossan lama olt
    كانت بتبص لي بعمق، وهي بتهز بدماغها مع كل كلمة باقولها، كأنها موافقاني على أي حاجة سواء كانت صح أو غلط....
    We 3gbtny awi 7etat el fyonka ^-^
    fe goz2 7assit an tarek nader ely bytklm feeh msh mossibaa 7ssit an da enta lama ktbt
    أتكلم مع حد مُعارض أو مع أي طرف عدو... هي إني لا أسمح لأي شخص إنه يقرأ تفكيري، أو يحاول يخمن أنا حاسس بايه، أو يفكر إنه قادر على توقع حركتي الجاية... وده صعب لإني لازم أعزل لغة اللسان عن لغة الجسد، ……………………….
    Taliit mofg2a : mawkeef 7ussaam !!!!
    Rabe3 mofg2a : astrgaa3 el madyyyyyyyyyyy !!!
    5amiis mofg2a: واحد واحد بالدور

    Ama moklmt el telephone ely fiha at2al an mostfa mat kan mn akbr el mofg2at we hya el mofg2a el sattaa ma32ha atzkriit mn abl keda lama hussam al eno mat bsabab mazen bs lama kamlt arya we gyt fe s3tha 7assit eny motfg2a b3’baaa2 o_O we k2ny lawel mra fe3ln m5doda b27ssas mot 7ad (sh3oor 7a2i2ii mn el drag el olaa)

    El mofg2a el sb3a we el 25iira hya lama 3’yar kwa3doo el tlata 3ala korssy astrga3 el zkryat ( ana smito keda ) xD xD
    Bl nessba llnhayaaa fa hya el nhaya el msslya llmawdoo3
    3gbtnyy gedaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaan !!!!!!!!!!

    حطيت الموبايل في جيبي... الكل كان خرج خلاص، ومفيش غيري في قاعة الاجتماعات... استرجعت أحداث الدقايق الأخيرة... حسيت بنوع من الفخر... زي ما دخلت المكان النهارده، حاخرج منه وأنا ما زلت مُتحدث لبق... لكن مع فارق وحيد ومهم... وهو إني قررت التخلي عن قواعدي السخيفة، قررت التخلي عن أنانيتي ولو بصورة تدريجية، أي نعم ده مش حيكون أنا على الإطلاق، بس حيكون تغيير... على الأقل أحاول كده ولو ضمن أجواء الحركة، لإنه في الأول وفي الآخر، الحركة دي مش بتاعتي أنا لوحدي أو حِكر عليا... لأ... الحركة حركتنا.

    يُتبع...
    مُصيبة!

    We tb3n ya tarek el ktaba el hyla we el wasf el dakiiiik ana kont mot5yla kol 7aga Kaman kan feeh gomal assrt fya awiii……… bgad bgad kolha 3ala b3dha

    PERFECT !!!!
    Chapeau ya tarek !!!!!!

    Tarek bgad excellent work ^-^
    Rgoo3 kawyy gedan we bdaya mobshraaa I’m happy bgad 4 u we keep it
    We akbr shokr lik 3al Tag xD


    p.s: sorry el comment twiil shwya bs bgad el mawdoo3 ystahiiil
    I enjoyed bgad ;)


    nOoosha ^-^ …

    ReplyDelete
  3. وحشنى الجو دا قوى,,
    تحفة,,رجوع قوى كإن مكانش فى فاصل المدة الطويلة دى كلها اندمجت عادى ,,وبسرعة
    الأحداث,السرد,ظهور الاشخاص,,كل حاجة
    مش جديد عليك يا دكتور ابدا

    دايما بكون مبسوطة وانا هنا,,دايما هنا حاجة جميلة

    مستنية الباقى (بس بسرعة ربنا يخليك)
    تحياتى
    يارا

    ReplyDelete